انتهت حياة التلميذ إسلام شريف، 10 سنوات، بالصف الخامس الابتدائى ب«مدرسة شهداء بورسعيد» فى السيدة زينب، أمس، داخل مستشفى قصر العينى، وأفادت التحريات والتحقيقات أن مدرس لغة عربية بالمدرسة، يُدعى وليد محمد، وراء قتله بعصا بعد أن شاهده يمزح مع زملائه فى الفصل فعاقبه بالضرب و«التذنيب» لمدة ساعتين، وتسبب ضربه على رأسه بعصا خشبية فى إصابته بنزيف فى المخ، وتم نقل الضحية إلى مستشفى قصر العينى، ومكث 6 أيام فى غرفة العناية المركزة ولفظ أنفاسه الأخيرة أمس متأثراً بإصابته، فيما طالبت أسرة الضحية بالقصاص من المدرس المتهم. وقال مصدر أمنى إن أجهزة الأمن ضبطت المدرس، وقررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة القضية، وأخلى قاضى المعارضات سبيله، أمس الأول، بكفالة مالية 20 ألف جنيه، مضيفاً أن مباحث السيدة زينب تلقت إخطاراً من النيابة بضبطه وإحضاره بعد وفاة التلميذ بالمستشفى أمس. انتقلت «الوطن» إلى مستشفى قصر العينى، إذ احتشد العشرات من أقارب وجيران التلميذ القتيل الذين وقفوا مع والديه، وتعالت أصوات الصراخ والعويل حزناً على التلميذ. وقال جمال «جد التلميذ»: ابنى لديه طفلان، المرحوم إسلام، بالصف الخامس الابتدائى، وشقيقه محمد، 4 سنوات، وفى صباح يوم الأحد الماضى تلقينا اتصالاً من إدارة المدرسة يفيد بأن إسلام أصيب بحالة إعياء شديدة تسببت فى سقوطه داخل دورة المياه، فانتقلنا إلى المدرسة وتسلمناه وكان شبه فاقد للوعى. أضاف الجد: توجهنا إلى 6 مستشفيات بمنطقة السيدة زينب على مدار 8 ساعات كاملة كلها مستشفيات حكومية بينها «أبوالريش» و«المقطم»، ورفضت جميعاً استقبال الحالة وعلاجها، وفى الثامنة والنصف مساء توجهنا لقصر العينى الفرنساوى، فأُدخل غرفة الطوارئ بعد أن فقد الوعى تماماً، وطلب منا المستشفى سداد 4 آلاف جنيه فى الخزينة مقابل علاجه، وبعد ساعتين من وجودنا بالمستشفى فوجئنا بالطبيب يخبرنا بأن إسلام مصاب بنزيف فى المخ نتيجة تلقيه ضربة بأداة صلبة فوق رأسه وأن الإصابة أسفرت عن تورم فى الجمجمة أعلى المخ، وطالبونا بتحرير محضر بنقطة الشرطة، فقلنا لهم إن المدرسة اتصلت بنا وأخبرتنا أن «إسلام» أصيب بحالة إغماء بعد تذنيبه فى الشمس لمدة ساعتين برفع يديه بأوامر من مدرس اللغة العربية ولم يتحدثوا عن ضربه أو الاعتداء عليه، ولذلك نطالب بالقصاص من المدرس المتهم. وقال عم التلميذ القتيل: توجهنا للمدرسة فى اليوم الثانى وواجهناهم بتقرير المستشفى فأخبرونا بحقيقة ما حدث وأن مدرس اللغة العربية ضربه وأنه مقيم بمركز كرداسة وأنهم سلموه إلى قسم شرطة السيدة زينب. من ناحية أخرى أفادت تحريات المقدم محمد العسيلى، رئيس مباحث السيدة زينب، صحة رواية ضرب المدرس للتلميذ، وبعدها استجوبت النيابة المدرس وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات. أسرة الطفل قالت إن ابنهم تم حجزه لمدة 6 أيام داخل الرعاية المركزة ب«قصر العينى» ظل خلالها فى حالة إغماء شبه كاملة كان يفيق منها بعض الوقت، واتهمت المدرس بقتله، وإدارات المستشفيات التى رفضت استقباله بالإهمال، مؤكدين أنه لو تم استقباله فى أحدها منذ إصابته كان من الممكن إنقاذ حياته. وتوجهت «الوطن» إلى مدرسة «شهداء بورسعيد» التى شهدت الواقعة فأغلقت أبوابها وأخلى التلاميذ المدرسة بعد نشر خبر وفاة التلميذ بوسائل الإعلام ورفضوا التعليق على الحادث، وقال موظف بالمدرسة، رفض ذكر اسمه، إنه تقرر التحقيق مع المدرس المتهم إدارياً وتم وقفه عن العمل بعد قرار النيابة بحبسه وإن جميع زملائه شهدوا بحقيقة ما حدث فى محاضر الشرطة والتحقيق الإدارى الذى أجرته المدرسة، وأضاف أنه حضر التحقيق مع المدرس المتهم الذى أكد أنه لم يقصد قتل إسلام أو إيذاءه، وأن الحادث وقع عن طريق الخطأ بعد أن شاهد التلميذ يحاول إثارة الفوضى بالفصل فأراد تأديبه. فى سياق ذى صلة، كشفت تحقيقات نيابة السيدة زينب برئاسة المستشار أحمد الأبرق، عن أن المدرس المتهم بقتل التلميذ إسلام أخرجه من الفصل مع 3 آخرين بسبب عدم كتابة الواجب المدرسى فى مادة اللغة العربية ومراجعتهم للمواد التعليمية التى شرحها داخل الفصل. وشرحت التحقيقات أن المدرس استمر فى معاقبة الثلاثة خارج الفصل أكثر من ساعة، وعقب انتهاء الحصة المدرسية بدأ المتهم فى تكثيف العقاب عن طريق ضرب كل تلميذ بيديه على رأسه، وعندما ضرب المدرس التلميذ إسلام شريف على رأسه بقوة سقط على الأرض فاقداً الوعى، الأمر الذى أحدث حالة من الذعر بين التلاميذ والمدرسين الذين أسرعوا فى نقل الطالب إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوى لإسعافه، وتبين من التقرير الطبى أن التلميذ تعرض لنزيف داخلى تسبب فى فقدانه الوعى، وأُجريت له الإسعافات الأولية وتم احتجازه داخل غرفة الرعاية المركزة لمدة 3 أيام وفارق على أثرها المجنى عليه الحياة متأثراً بإصابته. وأفادت تحقيقات النيابة أن المدرس حاول التنصل من جريمته فى تحقيقات النيابة، مدعياً أنه لم يضرب المجنى عليه على رأسه، وأن كل ما فعله أنه أخرج 4 تلاميذ من الفصل أثناء شرحه الحصة المدرسية كان من بينهم الطالب المتوفى، وأمرهم بالوقوف أمام باب الفصل بقصد معاقبتهم لعدم كتابة الواجب المدرسى، وبعدها طلب المجنى عليه منه الذهاب إلى دورة المياه، وسمح له بالتوجه إلى الحمام، وبعدها فوجئ بسقوطه على الأرض فأسرع مع عدد من المدرسين ونقلوه إلى المستشفى لإسعافه. فى حين قال 3 من التلاميذ الذين تعرضوا للعقاب مع المجنى عليه إن مدرس اللغة العربية ضرب زميلهم إسلام بيديه على رأسه فسقط على الأرض أمامهم فاقداً الوعى، واتهم التلاميذ المدرس بقتل زميلهم عن طريق التسبب فى وفاته. ووجهت النيابة للمدرس المتهم تهمة القتل العمد، لكنه أنكر ما نسبته إليه النيابة التى قررت حبسه على ذمة التحقيقات، وقام المدرس بالاستئناف على قرار حبسه، وقرر قاضى المعارضات إخلاء سبيله بضمان مالى، لكن النيابة استأنفت على قرار الحبس، وأعادت المتهم إلى حبسه مرة أخرى. وقررت النيابة استدعاء مدير المدرسة لسماع أقواله حول الواقعة، وطلبت تحريات المباحث حولها، وانتداب الطب الشرعى لتشريح جثمان المجنى عليه لمعرفة أسباب الوفاة. وأفادت التحقيقات أن رواية المدرس التى ادعى من خلالها أن التلميذ توفى أثناء سقوطه فى دورة المياه غير صحيحة، وأنه اعتدى عليه بالضرب أمام زملائه الذين اعترفوا بتفاصيل الواقعة.