أثارت تقارير بأن أشهر جلادي تنظيم "داعش" مولود في الكويت، قلقًا بالغًا بين الكويتيين من تأثر بلادهم بالحرب في العراقوسوريا والتي أصبحت تخوضها دول عربية حليفة. وسارع أشخاص من داخل الحكومة وخارجها إلى القول إن محمد الموازي المعروف إعلاميا باسم "الجهادي جون"، أصبح متشددًا في ما يبدو في بريطانيا حيث ترعرع كمواطن بريطاني. لكن "الموازي"، ليس أول متشدد كبير مناهض للغرب يولد في الكويت فسليمان أبو غيث المتحدث باسم تنظيم القاعدة كويتي، كما يعتقد كثيرون أن خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر ولد في الكويت أيضًا، كما أن محسن الفاضلي أكبر قياديي القاعدة في سوريا كويتي. وقال الشيخ محمد المبارك الصباح، وهو وزير كويتي ل"رويترز"، إنه لأمر صادم أن تكتشف أمور كهذه ومن المؤسف أنه لا يمكن لأي دولة التحكم فيها بشكل كامل. وأضاف أن الأمر يضر بسمعة الدول التي يولد فيها هؤلاء. لكنه قال إن شخصا كالموازي لا يمثل القيم الحقيقية لبريطانيا كلها. وأقر مسؤولون أمنيون، بأن شبانًا من دول خليجية عربية تدفقوا بالمئات لخوض القتال في سورياوالعراق مع "داعش" وهي إشارة على تأثير إعلان التنظيم المتشدد قيام دولة الخلافة. والكشف عن الموازي بأنه هو الشخص الملثم الذي يمسك بسكين ويتوعد الرهائن الأجانب يعطي المجندين المحتملين شخصية بارزة يمكنهم التطلع إليها. كما أن دور الكويت في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد التنظيم المتشدد يزيد من إقبال من يشعرون بالغربة في وطنهم. وفي العام الماضي وصفت وزارة الخزانة الأمريكيةالكويت بأنها "مركز جمع التبرعات للجماعات الإرهابية في سوريا". ويجاهر الممولون الكويتيون، خصوصًا الذين يتبعون المذهب الوهابي بإرسال أموال لفصائل متشددة منذ سنوات ويقول البعض إن عددهم آخذ في الازدياد بالكويت. ويقول مسؤولون وهيئة مراقبة دولية إن الدولة الكويتية شددت القيود على هذا النوع من التمويل لكن المخاوف الغربية لا تزال قائمة. وذكرت وكالة"رويترز" للأنباء، أنه بعد الغزو العراقي في أوائل التسعينيات والحرب بين العراق وإيران بين عامي 1980 و1988 يركز البلد الذي يسكنه 3.5 مليون نسمة يبلغ عدد الكويتيين منهم نحو 1.2 مليون فقط على الاستقرار والبقاء مدركًا اعتماده على قوى خارجية.وتقع الكويت وهي قوة نفطية واستثمارية بين السعودية وإيران والعراق وهي ثلاث دول مجاورة كبيرة تلعب دورا محوريا في أمن المنطقة الغنية بالطاقة. وعادة ما تسعى الكويت لتبني نهج تصالحي في الشؤون الخارجية لكنها شريك طوعي في مساع تدعمها الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإٍسلامية وهو موقف من المرجح أن يعززه الكشف عن أصول الموازي. ويقول مسؤولون حكوميون إن الكويت قدمت معلومات مخابرات وتمويل وأتاحت لبعض أعضاء تحالف غربي - عربي يقاتل الدولة الإسلامية باستخدام مطاراتها لشن هجمات. وذهبت السعودية والإمارات حليفتا الكويت إلى أبعد من ذلك بالمشاركة في ضربات جوية باستخدام مطاراتهما.ويشعر مسؤولون أمنيون بالقلق من أن الخطر على استقرار الكويت قد يأتي من الداخل بقدر ما قد يأتي من الخارج مشيرين إلى قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على استغلال الخلافات الطائفية والقبلية في المجتمعات بالإضافة لطموحه للإطاحة بالأسر الملكية الحاكمة في الخليج. وسعى مسؤولون هذا الأسبوع لأن يباعدوا بين الكويت - وهي أكثر دولة منفتحة سياسيا في الخليج - والتنظيم المتشدد. وقال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله إن هذه الأسرة لا تتعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية وإنها مثل أي أسرة تعيش في الكويت وإن تنظيم "داعش" لا علاقة له بالكويت.