سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حنفى محمود ضحية الانفلات الأمنى فى ديروط.. رفض دفع الإتاوة فقتلوه وألقوا بجثته فى النيل زوجة القتيل: عايزه أدفن جوزى علشان أولادى يزوروه.. وسأذهب للرئيس وأسأله عن سبب ما حدث لزوجى
لم يكن يعلم أن شوقه ورغبته فى قضاء العيد بين أهله وأحبابه سيودى بحياته.. فغربته سنوات طويلة جعلته لايدرك أن الحال فى القرية تغير عما كان عليه قبل سنتين، عندما سافر الكويت فى عام 2010، ولو كان يعلم ذلك ما فكر فى العودة إليها. إنه «حنفى محمود فرج» من عائلة الديوك، ابن المندرة، العائل الوحيد لأسرته المكونة من أمه وأخيه وزوجته وأبنائه الثلاثة، والذى راح منذ 4 أيام ضحية الانفلات الأمنى الذى تعانيه القرية، لرفضه دفع إتاوة، وألقيت جثته فى النيل، وحتى الآن لم يعثر عليها. «أنا عايزة جوزى أو جثة جوزى، خدوه صاحى ويجيبوه ميت مش مهم ده قضاء ربنا، لكن عايزه أولادى يزوروه، وتركت حقه لربنا، بيقولوا رموه فى البحر أروح أزور البحر يعنى؟.. حرام عايزة جوزى أدفنه وأولادى يزوروا أبوهم».. بهذه الكلمات صرخت زوجة قتيل قرية المندرة، الذى لم يمر على وصوله من الكويت إلا بضعة أيام، ول«الوطن» تضيف قائلة: «الحكومة ما عاملاش حاجة، أنا كنت رايحة لمدير الأمن وما حدش رضى يخلينى أروح، لكنى هروح للرئيس وأقعد قدام قصر الرئيس وأقوله هات لى جوزى من الميه اللى لسه جاى بلده ماكملش أسبوع علشان يتقتل فيها». أما والدة القتيل التى سقطت من شدة العناء والحزن وحسرتها على ابنها الذى طالما اشتاقت لرؤيته، وتمنت أن تأخذه بين أحضانها، فقالت: «أنا عايزة ابنى، ما كنتش عارفة إنى لما أقوله يا ولدى تعالى وحشتنى ونفسى أشوفك أبقى بقرب موته، ولدى كان معايا وراح منى إحنا ناس غلابة وتاره عند ربنا بس يوريهولى ويقولوا ودوه فين، نفسى أشوفه، طاب لما يوحشنى أروحله فين». أما ولداه، محمود وهشام حنفى، اللذان لم يتجاوزا السابعة من عمرهما فلا يطلبان إلا شيئاً واحداً.. (عايزين أبونا). وسرد جعفر على فرج، عم القتيل أحداث الجريمة، وأرجعها إلى أسبوع مضى، عقب عودة القتيل من الكويت عندما جاءه رسول من عند «عبدالقوى عبدالعزيز عبدالقوى» من عائلة «أولاد أحمد»، والذى خرج من السجن فى عفو رمضان الماضى بعد قضاء عقوبة السجن المؤبد فى جريمة خطف وقتل «ماجد عبدالعظيم طوسون»، وقال إنه طلب منه دفع مبلغ 10 آلاف جنيه، وعندما رفض هدده بالقتل غير أنه لم يهتم بتهديده. وأضاف قائلاً إنه منذ 4 أيام، جاء حنفى لزيارتنا فى منزلنا بجزيرة «المندرة» فرآه عبدالقوى، واستوقفه وسأله عن سبب عدم إرساله المبلغ الذى طلبه، فذكر له أنه لن يدفع إتاوة، وحدثت مشادة كلامية، وإطلاق أعيرة نارية، من قبل أولاد عبدالقوى، وعندما خرجنا على أصوات الرصاص أطلقوا النيران علينا فدخلنا، وأطلقوا الرصاص على القتيل وأصيبت قدمه، وأثناء ذلك أصيب عبدالقوى بطلق نارى خطأ من أحد أبنائه فتوفى على أثرها، فأطلق أحد أبناء عبدالقوى وابلاً من الرصاص على حنفى وقتله. لم يكتف أبناء عبدالقوى بقتل حنفى بالرصاص بل وضعوه داخل جوال وداخل الجوال حجر ثقيل وأجبروا أحد الصيادين ويدعى (حماده محمود عثمان) على التجديف بهم حتى الوصول إلى وسط النيل وإلقائه، وبعدها تخلصوا من الصياد بقتله وإلقائه فى النيل هو أيضاً ثم هربوا. وقال نجل القتيل، محمود حنفى، 7 سنوات، والذى كان مرافقا لوالده فى الحادث، إن عبدالقوى استوقف والدى وسأله لماذا لم ترسل الفلوس فقال له: «وأبعتها ليه، قال له زى غيرك، وأطلق عليه الرصاص، فأسرعت إلى عمى وجدتى وأمى كى أقول لهم إن والدى يتشاجر مع عبدالقوى، وبعدها لم أر والدى مرة أخرى». تقول شقيقة القتيل: «إحنا عايزين نعرف ودوه فين، وهما ناس قواى وإحنا ناس غلابة، وهم بيقولوا مفيش حكومة، إحنا الحكومة». وتضيف: «أنا رحت مع الحكومة ولقينا فردة شبشب أخى عند الغاب على البحر، والدم على الحجر، وعلى مركبين». وتؤكد أن الأمن لم يفعل أى شىء حتى إنهم قالوا لهم: «هاتوا غطاسين على حسابكم». أما شقيقة زوجة القتيل، فتقول «ليه الحكومة ما تجيبش الكلاب البوليسية، وتبحث فى منطقة (الديسة) أكيد هيلاقوا فيها جثث كثيرة قتلت على يد عبدالقوى وممكن يكون فيها حنفى». وعلى الرغم من مقتل حنفى، وإلقاء جثته فى النيل، فإن عائلة «الديوك» محاصرة من «أولاد أحمد» حيث نبهوا على جميع التجار بعدم البيع لهم، بحجة أنهم قتلوا عبدالقوى، ولابد أن يموت أمامه 10 من عائلة الديوك. جدير بالذكر أن لعائلة «أولاد أحمد» مع عائلة الجعافرة والتى تنتمى إليها والدة «القتيل حنفى» خلافات ثأرية، أسفرت عن وفاة 10 أشخاص ما بين رجل وامرأة، وإصابة أكثر من 20 آخرين.