بدا محمود عبدالعزيز، فى المؤتمر الذى أقيم بنادى نقابة المهن التمثيلية للتضامن مع عادل إمام، منهكاً وحزيناً، وظل صامتاً لفترة طويلة، وما إن بدأ حديثه حتى غلبته دموعه، وعلق قائلاً: نحن بصدد حرب ضد الحلم الذى عشت أنا وعادل والفنانون جميعاً نحلم بتحقيقه. وعندما سألناه عن سبب بكائه، رد قائلاً: السبب فى هذا أنه وبعد هذا العمر وهذا المشوار الطويل فى الفن، يحكم على عادل إمام بالسجن بتهمة من أبشع التهم، وهى تهمة «ازدراء الأديان»، وأنا أضعف بكثير من أن أزدرى أو أتطاول على دينى.. صحيح أنه لم توجَّه لى هذه التهمة، لكن الحكم الذى صدر على صديق عمرى هو حكم ضدى أنا شخصياً. أبكى لأن حلمنا الذى عشناه يحارَب بشكل شرس، أبكى لأن الفن والإبداع فى مصر يتعرضان لمؤامرة من أفراد ليست لهم هوية، أبكى وأنا أرى التطاول المباشر على الفضائيات كل يوم من قبل «الذقون» التى تريد أن تزهق حرياتنا وإبداعنا، وتريد اغتيال فنانينا، اليوم بدأوا بأحد عمالقة الفن المصرى، وغداً سيكون الدور علىَّ أنا وزملائى، أبكى لأننا بدلاً من أن نزيد الفن ازدهاراً نحارب الإبداع، أبكى لأن هناك من يريد تخلف هذا المجتمع لأنى أعتقد أن تخلف الإبداع تخلف للمجتمع كله. لهذه الأسباب كلها.. أبكى.