شاب ملتح فى بداية الثلاثينات من عمره، دخل إلى أحد المحال فى منطقة درب البرابرة، طلب من صاحب المحل 50 مصحفا مغلفا ومعها «شوكولاته وبونبونى» استعدادا للاحتفال بعقيقة مولوده الجديد، سجل صاحب المحل طلبه، وهو ينظر إلى تماثيل الأطفال المتراصة فى المحل كله، وتنهد متحسرا: «البلد كلها بقت إخوان وسلفيين». علاء حسن (33 عاما)، المتخصص فى بيع لوازم السبوع بالعتبة، لم يتوقع أن يتسبب الاتجاه الإسلامى المتنامى حاليا فى الشارع المصرى فى وقف حاله؛ حيث يعزف زبائنه عن شراء التحف التى تأتى على شكل تماثيل وتستخدم فى حفلات السبوع، وقال إن الاحتفال بالمولود أخذ شكلا إسلاميا عن طريق إقامة عقيقة وتوزيع مصاحف.. ما يخشاه علاء أن تنقرض مهنته بسبب تحريم الإسلاميين للتماثيل. «الإخوان ما بيقولوش لحد ما يعملش سبوع، لكنهم بيعملوا عقيقة بس، وبيقولوا على التماثيل حرام، وبالتالى شغلنا قل جدا بعد الثورة وبعد تولى الرئيس مرسى الحكم».. قالها علاء شارحا حاله، وهو يضع اللمسات الأخيرة على إحدى طلبيات السبوع، وأكمل: «زمان كان بيجيلنا ولا 200 طلب فى اليوم، أما الآن فالجميع ينظر لمهنتنا على أنها كماليات لا لزوم لها، والبعض يراها حراما». علاء يخشى على محله الذى ورثه عن والده لأنه عندما تابع جميع لقاءات مرسى وجد أنه تحدث عن جميع المهن لكنه لم يذكر أصحاب المشروعات الصغيرة الخاصة: «الريس اتكلم عن سواقين التكاتك والباعة الجائلين وما جابش سيرتنا، مع إن السواقين والباعة كتير منهم بيبقوا سوابق».