فيديو رائع أعدّه الزملاء بموقع «الوطن» تحت عنوان: «ماذا قال أهالى دائرة السادات عن ترشّح أحمد عز». وهو عبارة عن لقاءات تم إجراؤها مع أهالى الدائرة، ويقوم الضيف فيها بالإجابة عن سؤال: «هل ستعطى صوتك لأحمد عز؟». استوقفتنى إجابة أحد الفلاحين من أهالى دائرة «السادات» عن هذا السؤال بقوله: «أيوه هنديله.. يا ريت البلد كلها زى أحمد عز.. عمل جميع المصالح فى البلد بحالها.. فى الدنيا كلها.. يا ريت كل الدنيا بحالها زى أحمد عز.. مش مجاملة والله.. اللى عاوز بطاطين بيوديله.. كيماوى بيديله.. ماخلاش حاجة إلا لما عملها.. يعنى الناس كلها الحرامية الكبار يا ريت يكونوا زى أحمد عز». عند هذه الجملة الأخيرة: «يعنى الناس كلها الحرامية الكبار يا ريت يكونوا زى أحمد عز»، انتهى كلام الفلاح المنوفى الفصيح. والجملة تلخص حال المواطن البسيط الذى لا يهمه الطريقة التى حصل بها أحمد عز أو غيره على «الفلوس»، قدر ما يهمه أن يعطيه هذا أو ذاك يداً، سواء امتدت اليد ببطانية، أو بخمسين جنيهاً، أو بأوتوبيس مجانى ينقل أولاده إلى المدارس والجامعات، أو شوية سماد، أو علبة دواء، المهم أن يجد من يعطيه، بغض النظر عن مسلكه فى جمع هذا المال، سواء من خلال الاحتكار أو استغلال النفوذ أو نهب ممتلكات الدولة، المهم أن يحقق له بعض المصالح مما كنز من مال، ولا يهم بعد ذلك أن يستغل وجوده فى المجلس الموقر من أجل حصد مغانم أكبر، يعلم هذا الفلاح الفصيح أنه وأمثاله لا نصيب لهم فيها، وأن عليهم أن يحمدوا الله على الفتات، ويشكروا من يعطيهم حتى لو كان لصاً! «يا ريت كل الحرامية الكبار يكونوا زى أحمد عز»، تلك هى المعادلة التى تحكم تقدير وتقييم بعض المواطنين للأمر، إنهم يعلمون أن الكل يسرق وبنهب ويهلب. باطن العبارة المعجزة التى قالها الفلاح المنوفى الفصيح واضح، إنه يرى أن «عز» حرامى، وحرامى كبير كمان، لكنه يغسل جزءاً من ثوب «العز الحرام» من خلال العطاء للفلاحين الفقراء من أهالى الدائرة، لست أدرى هل يدرك هذا الفلاح أو لا يدرك أن أحمد عز يستثمر مالاً قليلاً فى شراء صوته وأصوات أمثاله من أجل أن يجنى مكاسب أكبر بكثير؟، حتى لو كان يدرك ذلك، فربما كان لسان حاله يقول: وما الجديد فى أن ينهب أحمد عز أو غيره، إن ذلك هو ديدن هذا البلد، وهذا وضعه وأوضاع جدوده منذ آلاف السنين. وهو فى النهاية لا يعرف إلا من يعطيه! فلاح المنوفية البسيط لا يفهم كلام المثقفين والسياسيين حول واجب الدولة فى توفير وسيلة نقل آدمية، وحد أدنى من المعيشة، ومستوى لائق من التعليم والعلاج له ولأبنائه، إنه يفهم أنه لو سلم لهم فسيكون مثل من ينتظر «السمنة» من بطن «النملة»، وخير له أن يصفق ويزغرد للحرامية الكبار، ما مالوا عليه بحسناتهم، ولا ضير أن يمنحهم صوته مقابل ذلك، فالسلطة «حابسة صوته»، وقاطعة «نفسه»، ولا يهم أن يسرق من خلالها من يسرق، المهم أن يعطيه، ويأخذ براحته بعد ذلك.. ولله فى خلقه شئون!