مواقف صعبة دائما ما تظهر معدن الرجال، وتخلق منهم أبطالا وأسماءً يخلدها التاريخ، يتذكرونها بفخر ربما يشوبه الألم، ولكن تظل محفورة في رؤوسهم بحب ما مروا به، والذي لولاه لما أصبحوا عظماء. ويحكي الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 4 يونيو 1946، أنه عمل بائعا للجرائد في النمسا، ونام في محطات القطارات لعدم وجود مأوى له، «شاركت في مسرحية حصدت المركز الأول عندما كنت طالبا في الجامعة، وحصلت على جائزة أحسن ممثل، وبعد الانتهاء من الكلية ذهب إليه، رغبة منه في إيجاد عمل، فبقوله إني خلصت وعايز فرصه فسوّد الدنيا في وشي، ونزلت من التليفزيون مش شايف من الحزن». بعت جرايد قدام الأوبرا في النمسا وأضاف بإحدى الندوات: «أصريت إني أهاجر وروحت فيينا وبعت جرايد، وجه نصيبي إني أبيع جرايد قدام الأوبرا في النمسا، وكنت بحب التمثيل وحزنت جدا من اللي أنا فيه». وتابع: «شوفت الناس داخلة وخارجة وريحة الفن أسرتني، وكان داخل علينا رمضان واشتقت قوي بعد 5 شهور إني أنزل الإسكندرية، وأشتقت لحتة كنافة وكوباية شاي واشتقت لبيتي، وكنت ببيت في محطات السكة الحديد، وقررت إني أرجع إسكندرية وعملت دراسات عليا في كلية الزراعة، وحصلت على درجة الماجستير من قسم الحشرات، وتخصصت في النحل». 16 جنيها راتبا واستطرد: «عملت الماجستير ليس حبا في الماجستير، ولكن عشان أمارس النشاط الفني في الجامعة، وكان طموحي أبقى حاجة، ولما بدأنا نعمل بروفات ونشتغل، طلبت مني إدارة الجامعة أنزل القاهرة أجيب مخرج يعمل المسرحية فاخترت نفس المخرج اللي سودها في وشي، ومحصلش اتفاق معاه، واتفقت إدارة الجامعة مع المخرج الكبير نور الدمرداش، وهو من أدين له بالفضل وتعلمت منه كثير جدا، وقالي أنت هتعمل معايا دور في مسلسل (كلاب الحراسة)، وكنت ساعتها مساعد باحث في معهد بحوث النباتات بمرتب 16 جنيها».