تحدثنا الأسبوع الماضى تحت عنوان «عثرة الدراما المصرية» عن أحد الأسباب التى قد تكون مؤدية إلى وفاة الدراما المصرية، وهو تجميد رؤوس أموال شركات الإنتاج الدرامى الخاصة فى شكل مديونيات فى محطات التليفزيون الخاصة والحكومية بمئات الملايين لهذه الشركات التى لا تجد السيولة اللازمة لتسديد مديونياتها تجاه المتعاملين معها، وكذلك للبدء فى مشاريع مسلسلات جديدة. وقد اتصل بى منذ ثلاثة أيام الصديق المنتج محمد فوزى وكان مستغرقاً فى ضحك مرير، وهو يحكى لى مأساة المرحوم المنتج المخضرم صفوت غطاس الذى تعامل هذا العام مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى مسلسلى «فرقة ناجى عطا الله» و«الهروب»، وأوفى بجميع التزاماته تجاه اتحاد الإذاعة والتليفزيون قبل حلول شهر رمضان بأكثر من شهر وكان على التليفزيون المصرى أن يفى بالتزاماته تجاهه، المتمثلة فى مستحقات مالية تتجاوز العشرين مليون جنيه له ولشركائه.. وظل المسئولون فى القطاع الاقتصادى يماطلونه طوال شهر رمضان.. وبعد انتهاء شهر رمضان ولأن المرحوم صفوت غطاس عليه ديون وشيكات مستحقة «متلتلة» لعناصر العمل بالمسلسلين أخذ على نفسه عهداً أن يذهب يومياً إلى مكتب رئيس القطاع الاقتصادى للمطالبة بمستحقاته.. فى البداية كان الترحيب والاعتذار وفوت علينا بكرة.. ثم بكرة برضه عدى علينا بكرة، وبدأت المعاملة تتغير فبعد أن كانوا فى القطاع الاقتصادى يقدمون له الشاى والقهوة أصبحوا بيكبروا وماحدش بيعزم عليه ولو حتى بمصاصاية.. المهم وللأزمة المادية الطاحنة التى كان يمر بها المرحوم صفوت غطاس قررنا مد يد العون له وبدأنا نلم من بعض ونجيبله 3 ساندوتشات ونملأ له ترمس شاى ونديله علبة سجاير وهو رايح القطاع الاقتصادى للمطالبة بمستحقاته.. وفى بداية الأسبوع الماضى ذهب كعادته يومياً من العاشرة صباحاً وظل جالساً ينتظر رئيس القطاع الذى كان عنده اجتماع وعندما علم بوجود الديّانة زوغ من الاجتماع إلى بيته.. وأثناء السبع ساعات انتظار أمسك المرحوم غطاس بقلم وورقة وكتب وصيته لأولاده وأحفاده من بعده ألا يكلوا ولا يملوا ولا ينفد صبرهم فى المطالبة بمستحقاته من التليفزيون المصرى بعد وفاته، وختم وصيته بتحذيرهم من التعامل مع الجهات الحكومية التابعة لوزارة الإعلام مرة أخرى.. «وتحت يدى النسخة الأصلية لوصية المرحوم» الذى لا يدرى كيف يسدد ديونه المستحقة وكيف يبدأ مشروعات إنتاجية جديدة.. ويبدو أن المرحوم صفوت غطاس «بما أن الرحمة تجوز على المنتج والحى» كان متفائلاً للغاية عندما ألح فى طلب مستحقاته بعد ثلاثة أشهر من تاريخ وجوب استحقاقها.. فغيره مثل محمد فوزى وشركة العدل وشركة كينج توت «كأمثلة» لهم ديون مستحقة على اتحاد الإذاعة والتليفزيون منذ عام 2009 تتجاوز الخمسين مليونا.. وقد كلوا وملوا وحطوا رؤوسهم فى الشق ولا حياة لمن تنادى. وأنا شخصياً أنصح المرحوم صفوت غطاس بأن يعفينا من أن نلم له كل يوم تمن السندوتشات والسجاير وبنزين السيارة وياخدها من قصيرها ويشتغل شغلانة أخرى لغاية ما يحنوا عليه ويصرفوا له مستحقاته بعد عمر طويل.. ولأنه مرحوم ومفلس ماعندوش فلوس يعمل مشروع تانى فمن خلال هذا المقال أعرض عليه أنى أشترى منه الساعة والانسيال اللى فى إيده «بثمن بخس لحاجته للمال»، ويعمل بثمنهم عربية حلبسة على كوبرى إمبابة.. ويبقى يروح الصبح التليفزيون يطالب بمستحقاته وبالليل يقف على عربية الحلبسة.. بلا فن بلا قوة ناعمة بلا ثقافة بلا دراما بلا قرف.. خاصة أن المنتج محمد فوزى هيقف جنبه بعربية بطاطا وهما وجميع منتجى الدراما بيوعدوا الجماعة المحظورة الحاكمة إنهم لما ياخدوا فلوسهم هيوجهوها للمشاريع اللى تيجى على هوا الجماعة المحظورة الحاكمة. .. ومعلومة لوزير الإعلام.. المنتج المرحوم صفوت غطاس مسلم واسمه ظالمه.. بس وعهد الله هو مسلم وموحد بالله وماعندوش مانع ينضم للجماعة المحظورة الحاكمة ويمول مشاريعها بس تدوله فلوسه قبل ما يشرف مزرعة طرة بالشيكات اللى عليه.. وأكتب قصة حياته فى مسلسل. ويا وزير الإعلام، فى دفع هذه المستحقات للمنتجين إقالة للدراما المصرية من عثرتها.. ولا أصابكم الله بمكروه فى عزيز لديكم.