أكيد لأ.. الجيش المصرى العظيم الذى يضم خير أجناد الأرض، الجيش الذى نفخر به دائماً بعد كل (بطولاته) و(تاريخه) المشرف، لا (نقدر) -أبداً أبداً خالص- على زعله. لكن السؤال: وهو الجيش يزعل ليه أصلاً؟ هل بسبب خبر عن تحويل طنطاوى وعنان للمحاكمة ومنعهما من السفر؟.. ستقول لى إن الخبر كاذب، طب ولو صح ما الذى يجعل الجيش (يزعل)؟ هل لأننا نطالب بمحاكمة طنطاوى وعنان والروينى وبدين بعد أن مات من مات وقتل من قتل، وضاعت عين من ضاعت عينه فى ظل فترة حكم (المجلس العسكرى) لنا، وهى الجرائم التى حاكمنا عليها حسنى مبارك (قائدهم السابق) وحكم عليه بالمؤبد؟.. هل الجيش (مقموص) من مطالبتنا بمحاكمة ضابط أو عسكرى تجاوز فضرب وعذب وسحل و(قلع) ورمى ناساً فى الزبالة أثناء (قمعه لهم) فى وقائع لها شهود؟ هل الجيش زعلان من مطالبتنا بالكشف عن الضباط الذين عذبوا الناس فى مجلس الوزراء وداخل مجلس الشورى والمتحف المصرى (وبعضهم معروف بالاسم والسلاح بالمناسبة)، أو الذين كشفوا عذرية البنات فى واقعة اعترف بها وزير الدفاع الحالى إبان رئاسته للمخابرات الحربية؟ هل قادة الجيش الحاليون أو حتى السابقون ملائكة لا يخطئون، فإن أخطأ أحدهم لا يجب أن نطالب بمحاكمته (عشان الجيش ما يزعلش)؟. خاف الرئيس مرسى وكش وانكمش وتراجع وارتعش واهتز وهو يحاول أن (يلملم) كل ما (أغضب) الجيش وجعله (يتقمص). طنطاوى؟ طنطاوى اللى أنا أقلته وطلّعته وخليت الناس تهلل والجماعة تزغرد لأننا أنهينا حكمه وحللنا مجلسه العسكرى وألغينا دستوره المكمل وأجلسناه فى بيته؟.. طنطاوى اللى مزعلكم لأننا سنحاكمه؟.. ده حبيبى.. ده أنا بكلمه فى التليفون كل فترة وباطمن عليه، وأنا ليا بركة إلا طنطاوى؟ ده أنا عينته مستشار واديته قلادة.. شفتونى وأنا بديه القلادة؟؟.. ما تقلقوش.. مفيش حد هيوقع ما بينا أبداً. عنان؟.. ده مستشارى.. ده أنا دائم الاتصال بيه.. ده حبيبى حبيبى حبيبى. طب ده بيريز اللى هو بيريز صديقى العظيم ما بالكم بعنان.. أوعو تزعلوا يا حبايبى.. إوعو تزعلوا خالص. طبعاً يا سيادة الرئيس.. إوعى تزعل الجيش.. «وما أدراك ما الجيش إذا غضب». على رأى زميلنا ياسر رزق رئيس تحرير «المصرى اليوم» الذى كتب مقالاً بهذا العنوان مؤكداً وكاشفاً فيه عن أن المشير (عمل معاك واجب) ولم يأمر أحد من الجيش بالخروج ضدك بعد إقالته (عشان خاطر مصر). هو مين محمد محسن أو مينا دانيال أو الشيخ عماد عفت أو د. علاء عبدالهادى وغيرهم ممن قتلوا؟ مين دول أصلاً إلى جانب زعل الجيش؟ مين أصلاً أحمد حرارة أو رضا عبدالعزيز الذين فقدوا أعينهم جنب زعل الجيش؟.. مين دى البنت اللى اتعرت واتسحلت ولم يحاسب أحد على ذلك فى منتهى الخسة؟ ومن أنا أصلاً لكى أكتب هذا الكلام فأجد من قد يتهمنى بإهانة الجيش أو بث الفتنة بين الجيش والشعب أو غيرها من الاتهامات الجاهزة.. المهم الجيش ما يزعلش، والمهم أن نعود للسؤال من جديد يا خير أجناد الأرض ويا سيادة وزير الدفاع، ويا فخامة رئيس الجمهورية. نحن نطالب بمحاكمة المسئولين والمتسببين فى مقتل ودهس وتعذيب وتقليع وسحل وفقء عيون خيرة شباب مصر، و(بعضهم) بالتأكيد من قادة المجلس العسكرى السابق، فهل (يغضب) الجيش لمحاسبة المخطئ من صفوفه؟