حبيبى تاب.. وفص ملح وداب! بعد قصة حب اقشعرت لها الأبدان.. وأبكت عيون النسوان.. وفجأة بدل ما أشوف حلاوة الحب كله فى يوم وليلة شفت إحباط الدنيا كله! بعد سيطرة الجو الإسلامى على البلد حاله اتقلب.. كلام الحب بقى وعظ وإرشاد، حتى كلمة بحبك بقى يتقال بعدها أستغفر الله العظيم وسامحنى يا رب! الخروج لازم قبل الضلمة، وبعد شوية كل ما نيجى نخرج يسألنى: هو احنا هنخرج لوحدنا خالص كده؟!
أسأله: أمال تحب أجيب الجيران معايا؟ هو فى إيه أنت خايف منى ولا إيه؟ يقول لى: لا أبدا بس الشيخ قال: ما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما، مع أننا كنا بنخرج لوحدنا دايما ولا عمرى شفت له شيطان مع أنى كان نفسى! وكل ما تمر الأيام يزيد الاستهبال حتى عيد ميلادى لما جه.. ضرب طناش.. سألته بكل رقة: معقول يا حبيبى نسيت عيد ميلادى؟ يقول لى: عيد ميلاد إيه يا بنتى حرام عليكى.. دى بدعة والبدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار.. ربنا يهديكى. يعنى لما كان عيد ميلاده قبلى وخد الهدية اللى بالشىء الفلانى ما كنش بدعة وضلال ونار! ابن ال.... ويمر يوم والتانى والحالة فى تدهور مستمر.. عزمونا أصحابنا على الغدا.. فقلت فرصة هنخرج مع ناس عشان ما يتلككش بالشيطان! ورحنا وياريتنا ما رحنا.. كنا قاعدين فى أمان الله دخلت علينا خطيبة واحد صاحبنا بس كانت «متبرجة» على حد وصفه وده بقى مش على بعضه.. ولسانه مش مبطل برطمة.. ساعة أستغفر الله وساعة حسبى الله ونعم الوكيل! أقول له: ليه يا عم بس؟ فى إيه؟ لا واللى زاد وغطى البنت جت تسلم عليه.. كسفها وقال لها: لا أصلى متوضى! مع إنه سلم علىَّ.. هو أنا ما بفسدش الوضوء ولا إيه؟! المهم.. قعدنا وواحد صاحبنا نادى على الجرسون وطلب منه طبق «خيار مخلل» وده وشه ضرب ألوان.. وبقى «الثور الهايج» «خيار.. خيار.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله حسبى الله ونعم الوكيل»، وقام من غير ما يسلم على حد.. وجريت وراه وأنا مش فاهمة ماله ولا إيه اللى جرى له، يا ابنى فيه إيه اللى زعلك؟! رد الشيخ قال: إن الخيار والموز حرام.. إيه مفيش حد بيتقى ربنا، أووف! فسألته ليه حرام ليه؟! سكت وتنح شوية.. وبعدين قال لى: مش عارف بقى خلاص .. المهم عديتها وقلت اصبرى.. أصل اللى بيدخل فى الدين فى الأول بيتشدد وبعدين بيهدا. وعدت الأيام والحال بيسوء يوم بعد يوم.. كنت بكلمه فى التليفون بعد ما أقنعته بالعافية أن التليفون مش خلوة شرعية لأنهم اكتشفوا أن التليفونات متراقبة وزمان عشرين واحد سامع المكالمة.. المهم كنا بنتكلم ودخلت أختى عشان تسألنى إذا كنت أشرب معاها شاى فقلت لها: لا، فسألنى: هى أختك بتشرب شاى؟ آه ليه؟! غريبة مع أن شكلها متدين وملتزم! فتخيلت أنه أكيد سمع غلط وضحكت وقلت له: أنت سمعت إيه بقول لك شااااى! أيوه ما أنا سامع.. يللا ربنا يهديها! وزي العادة فوت لأنى عارفة إنى لو سألته ليه مش هيعرف يفهمنى لأنه هو نفسه مش فاهم! وبصراحة قلت أنتهز فرصة التدين العميق ده وضميره اللى صحى فجأة حتى مسكة الإيد بقت رجس من عمل الشيطان.. فقلت أطلب منه أن علاقتنا تبقى رسمى وشرعى.. فقلت له: حبيبى أنت مش شايف إن طالما ربنا فتح قلبك وعمره بالإيمان يبقى لازم تعمل كل حاجة شرعى وتبعد أي حاجة تغضبه؟! أكيد، طبعا. - طيب وهل أنت شايف إن علاقتنا كده شرعية؟ بصراحة لا، أنا كنت محرج والله أفاتحك فى الموضوع ده. طبعا أنا فرحت.. يااه أخيرا هنتخطب رسمى ونتجوز رغم التدهور اللى حصل له.. لكن معلش كله هيتصلح. المهم قلت له: لا يا حبيبى محرج ليه هو اللى يرضى ربنا يزعلنى؟! ده كلام؟! - عندك حق، بس أصل بعد سنتين صعب قوى الخطوة دى. بالعكس ده الخطوة دى كان لازم نعملها من زمان.. بس ملحوقة.. اللى جاى أحلى على رأى تمورة. تمورة ما علينا عموما أكيد هيكون أحلى لأننا هنضحى فى سبيل طاعة ربنا ورضاه. وهنا استوقفتنى الكلمة «ضحينا» فقلت له: ليه كده بس تسميها تضحية مش للدرجة دى! أيوه نضحى عشان نملا حياتنا نور وإيمان. آه نور وإيمان وعمرو أنا نفسى كمان فى عمرو. ربنا يرزقك. هو يعنى هيرزقنى لوحدى.. أنت غريب قوى! بجد أنا سعيد إنك وفرت علىّ الحرج، لأنى فعلا مش قادر أكمل فى العلاقة دى أكتر من كده.. أنا كل مرة بنتكلم فيها أو بنشوف بعض فيها ضميرى بيموتنى ويؤنبنى.. لأن الشيخ قال إن الحب حرام وأخطر من الإيدز والسرطان.. سكت من الصدمة وكأن جردل ثلج نزل على أم رأسى وسألته: هو ده نفس الشيخ بتاع الخيار والشاى؟! آه هو. ومافيش مرة جاب سيرة الجواز.. يعنى الراجل لازم يكمل نص دينه والكلام ده؟! لأ، لسه. عجز لسانى عن الكلام وحسيت إن قلبى هيقف مش من مرارة الحب ولا خوفا من الفراق لا خاااالص.. لكن من الغيظ والفرسة، فكلمت الخضرى بعدما قفلت السكة فى وشه وطلبه له 2 كيلو خيار و4 موز عشان ياخدهم وهو ماشى!