ساد الارتباك والغضب كلاً من الأوساط السياسية والميدانية فى لبنان عقب تفجير حى الأشرفية وسط العاصمة بيروت، أول أمس، حيث أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتى، عقب جلسة طارئة لمجلس الوزراء، عدم تمسكه بمنصبه وانتظاره لمشاورات الرئيس ميشيل سليمان مع هيئة الحوار الوطنى. وفى تصريحات يشوبها الغموض السياسى، قال ميقاتى: «إن هناك حاجة لتشكيل حكومة توافق وطنى فى البلاد»، موضحاً أن «الرئيس ميشيل طلب منه فترة زمنية للتشاور مع هيئة الحوار الوطنى وأنه سيعلق كل القرارات بانتظار ما ستسفر عنه ليقرر استقالة حكومته أم لا». وأسفر انفجار الأشرفية عن مقتل ثمانية أشخاص، بينهم العميد وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات فى قوى الأمن الداخلى، وإصابة نحو 80 آخرين. وسرعان ما حملت قوى 14 آذار الحكومة اللبنانية ورئيسها مسئولية دماء العميد الحسن ودعته للاستقالة، كما دعت الحكومة إلى الرحيل. واحتجاجاً على اغتيال العقيد الحسن، قطع محتجون لبنانيون غاضبون العديد من الطرق فى لبنان أمس. وشملت الاحتجاجات المناطق السنية فى بيروت، ومدينة صيدا جنوب البلاد، وطرابلس فى شمالها. ووسط حالة الحداد الوطنى على أرواح الشهداء، أعلن مدير عام قوى الأمن الداخلى اللواء أشرف ريفى، أنه سيتم تشييع جثمان اللواء الحسن اليوم فى بيروت وسيُدفن بجانب ضريح رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريرى. واتهم، أول أمس، الزعيم اللبنانى السنى المعارض لسوريا، سعد الحريرى، والزعيم الدرزى، وليد جنبلاط، الرئيس السورى، بشار الأسد، باغتيال العميد وسام الحسن فى تفجير الأشرفية، وهو الأمر الذى أدى إلى اشتعال الجدل بين القوى السياسية فى لبنان. وفى تصريحات ل«الوطن» اعتبر المحلل السياسى اللبنانى، فيصل شاكر، هذه الاتهامات سياسية وليس لها علاقة بصلب الجريمة على المستوى الجنائى. ورأى أن هناك نوعاً من التوظيف السياسى لهذه القضية، وهو الأمر الذى يضر بمجرى التحقيق. ومدعماً رأيه قال: «جربنا لغة الاتهام السياسى وقت اغتيال الحريرى، والتى أفسدت علاقات لبنان مع سوريا واللبنانيين فيما بينهم، ولم نصل حتى الآن لمن قتل الحريرى». ووصف الوضع الميدانى وهو يجوب بشوارع بيروت قائلاً: «لبنان كله على صفيح ساخن نتيجة ردات فعل مناصرى قوى 14 آذار الذين يتحركون الآن فى كل المناطق اللبنانية». وبلغة هادئة، اتفق المحلل السياسى اللبنانى، طلال عتريسى، مع شاكر قائلاً: «لم يثبت إلى الآن إدانة أى طرف والتحقيق ما زال فى بدايته.