حققت اللغة المستخدمة في مسلسل «رسالة الإمام»، الذي يتناول حياة الإمام الشافعي ووصوله لمصر وإقامته بها، سهولة في الوصول إلى الجمهور وانتشار المسلسل ونجاحه، حيث تضمنت عملية دمج بين العربية الفصحى، والعامية المصرية، وهو ما وصفه علاء عزمي، الباحث التاريخي للمسلسل، بأنّه «اختيار درامي». اللغة العامية في مسلسل «رسالة الإمام» اللغة العامية المستعملة في مسلسل رسالة الإمام، جاءت مشتقة في الأساس من مفردات اللغة القبطية التي كانت سائدة بين الغالبية العظمى من المصريين في أواخر القرن الثاني الهجري، واختيار استعمال اللغة العامية في حوارات أهل مصر «خيار درامي»، وحق لصناع العمل، خاصة أنّ استعمالها لا يُسيء للفقه أو الشريعة. وأضاف الباحث التاريخي ل«الوطن»، أنّ هناك العديد من الأعمال الدرامية والتلفزيونية مهمة اعتمدت على اللغة العامية، وتكون الغاية من ذلك في المقام الأول هي سهولة انتشارها وتوصيل المعنى للمشاهد بساطة، وفي بعض الأحيان يكون السبب درامي فني، ومن الأعمال التي تخللتها اللغة العامية هي «المصير، الناصر صلاح الدين والزيني بركات» وغيرهم. وتابع أنّه في مسلسل رسالة الإمام، هناك ما يبرر استعمال اللغة العامية الباحث التاريخي للمسلسل، وهو عدم اللجوء لحتمية استعمال القبطية التي كان يتحدث بها معظم عوام المصريين الأقباط في تلك الفترة، في الصعيد والكثير من مناطق الدلتا والأسكندرية، والتي يصعب وصولها للجمهور حاليا، فضلا عن أنّ كثيرين منهم تواجدوا في الفسطاط وحولها، أو ممن لم يعتنقوا الإسلام أو لم يعملوا في الدواوين أو لم يعيشوا في الحواضر الإسلامية المصرية العامرة. اللغة العربية في مسلسل «رسالة الإمام» وأكد علاء عزمي، الباحث التاريخي لمسلسل رسالة الإمام، أنّ حوارات الإمام الشافعي في المسجد، وكل ما يتعلق بحياته قبيل قدومه مصر، واستخدام أشعاره وأقواله المأثورة، واستشهاده الدائم بآيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية العطرة، قدمت وجبة عربية فصيحة دسمة وشيقة. وتابع: «أما اللغة العربية الفصحى الرصينة حاضرة بقوة في المسلسل على لسان فقهاء الفسطاط والساسة ورجال الحكم والجند والقادمون من الحجاز وطلبة العلم وغيرهم، أما العامية المستخدمة وبجانب كونها اختيارا دراميا، فإنّها جاءت مناسبة ومستقيمة لأهل مصر في أزمنة سابقة، وغير غريبة بالنسبة للمشاهد العصري في الزمن الحالي».