«مفيش ماتشات كورة فى القهوة غير لما يرجع حق ولادنا».. القرار صدر بإجماع الآراء، اتفقوا فى إحدى جلساتهم فى المقهى أنه لا عودة للدورى، وإذا استمر التحدى وعاد، فلن يعود إلى المقهى، الذى راح أحد رواده ضحية مذبحة بورسعيد. «حمو» هو فقيد المقهى الذى يقع فى شارع الزرايب بمنطقة السيدة عائشة، قرر أهالى المنطقة انتظار القصاص، ورفعوا صور شهيدهم «حمو» فوق المقهى وفى كل أرجاء الشارع الذى قرر سكانه مقاطعة كل فعاليات الساحرة المستديرة، بدءا من المشاهدة وحتى مجرد التشجيع، ومنطقهم فى هذا: «نتابع مباراة أهم وهى محاكمة المتهمين فى الكارثة». «معظمنا فى الشارع أهلاوية، لكن الأهلى ما احترمناش ولا احترم اللى ماتوا.. علشان كده قررنا نقاطعه»، يحكى «وائل» صاحب إحدى الورش فى الشارع الثائر: «حمو ده كان شاب زى الورد، يوم ما يبقى فيه ماتش للأهلى ييجى صحابه بتوع الألتراس ويفضلوا سهرانين للصبح فى احتفالات، كان راجل بجد فى عز أيام الثورة بينظم اللجان الشعبية وبيفضل مطبق أكتر من وردية علشان يريحنا». أسطورة «حمو» أصبحت تضاهى «أسطورة الأهلى» بين أهالى السيدة عائشة، فيوم جنازته أغلقوا الميدان المكتظ، يتذكر وائل ذلك المشهد المهيب وتعاوده الدموع: «الجنازة كانت طايرة حتى الأتوبيسات نزلوا اللى فيها عشان يودعوه وكأنها كانت زفة مش جنازة». «كانت هوجة وخلصت.. الأول اللعيبة ييجوا يعزوا ويتصوروا صورتين والقنوات تلاقى حاجة تتكلم فيها، لكن دلوقتى بقى خلاص اللى يقول عايزين حقهم يبقى بلطجى»، يقولها محمود القهوجى البسيط، «أنا مش متعلم، بس عارف إنه لازم الحق يرجع لأصحابه، والحق مش فلوس لكن دم وحق الدم مايروحش.. ولو ماعرفناش نرجع حقه يبقى كفايانا فرجة على الماتشات».