مع ساعات الصباح الأولى، خرجت أسرة «عم جمعة» إلى عملها كالمعتاد، وقف كل فرد فى مكانه، أحدهم يراقب «طاسة الزيت»، والآخر يتأكد من طحن الفول المدشوش وإعداد «القراطيس الورق» لبيع «الطعمية» للزبائن، لكن ضياع الطفل «عبده» من بينهم أربك المشهد، وقلب حال «عم جمعة» وأسرته 21 عاماً. جيران والده بالجيزة ذهبوا للبحث عن طفلهم المفقود فى بنى سويف فعثروا على ابن الجيران الغائب وعمره 23 عاماً «صدفة» وقعت قبل عام ونصف العام من الآن، أعادت الأمل إلى أسرة «عم جمعة»، فإحدى الأسر التى تسكن إلى جوارهم فى إحدى قرى مركز العياط بالجيزة، تاه عنها طفلها، وذهبت للبحث عنه فى قرية الميمون بمحافظة بنى سويف، لكنها لم تجد طفلها ذا السنوات الثلاث، بل وجدت شاباً يافعاً عمره 23 عاماً فعادت أدراجها وروت ما شاهدته، والشاب الصغير الذى التقته، ووصلت الأنباء إلى «عم جمعة»، الذى ذهب حيث يقطن الشاب لدى «أسرة الحاج حسن»، ويملأه الأمل ألا يعود خائباً كما كان الحال فى السنوات ال21 الماضية، وحين شاهدت الأم الشاب صرخت «هذا ولدى». بعد أن هدأت الأنفاس من أثر الصدمة، وسكن قلب الأسرة الملتاعة على طفلها، بدأت الأسئلة عن حال ابنهم «عبده»، وكيف عاش طوال السنوات ال21 الماضية، قالت الأسرة ل«الوطن»، إنّ ابنهم عاش فى كنف «الحاج حسن» معزّزاً مكرّماً، رباه مع أولاده، وعلمه، ولم يبخل عليه بمال أو حب. أجرت الأسرة تحاليل DNA داخل وخارج مصر، وجاءت نتيجتها بالبشرى، قال الشاب ل«الوطن»: «لا أتذكر كيف تركت أهلى، لا أذكر سوى أبويا حسن، الذى ربانى وأكرمنى وعلمنى، الآن عدت إلى أسرتى، لكننى لن أترك الرجل الذى ربانى، هؤلاء أهلى وهؤلاء أهلى».
