قرأت منذ أيام قليلة للصديق الدكتور معتز بالله عبدالفتاح اقتراحاً فى مقالاته اليومية بجريدة «الوطن» بأن تقوم الدولة بتأجير الآثار والمناطق السياحية، وجاء فى نهاية مقاله أن هذا الاقتراح تلقّاه من قطِّه الودود صاحب العقل الراجح، ولا أملك إلا أن أضم صوتى لصوت الدكتور معتز، بل أعتبر أنه ضم صوته وصوت قطِّه ذى العقل الراجح لصوتى. إذ إننى منذ عدة أشهر، وتحديداً فى مقالى الأسبوعى بجريدة «الوطن»، كتبت مقالاً تحت عنوان «اقتراح بوجع الدماغ لرئيس الجمهورية»، وكان تاريخ نشره 13/7/2014.. ومن منطلق أننى أضم صوتى لصوت الصديق الدكتور المعتز بالله وقطِّه ذى العقل الراجح، أو هما يضمان صوتهما لصوتى، وجدت داخلى رغبة جامحة لأن أعيد نشر المقال الذى تم نشره فى 13/7/2014 لعل السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس مجلس الوزراء وحكومته يلتفتون لمعنى ما أقصد وما يقصد بالتأكيد الدكتور المعتز بالله عبدالفتاح وقطه ذو العقل الراجح.. وقد جاء فى المقال الذى كان عنوانه «اقتراح بوجع الدماغ لرئيس الجمهورية» المنشور فى سلسلة مقالاتى بجريدة «الوطن» بتاريخ 13/7/2014 ما يلى: أليس غريباً ومستنكراً ومستهجناً ومحزناً ومخجلاً أن يملك بلد ثلث آثار العالم.. بل والثلث الفخيم والثمين منها من أهرامات وأبوالهول ومعابد فرعونية وآثار رومانية وقبطية وإسلامية.. وكذلك يملك شمساً مشرقة طوال العام.. وكذلك يملك موقعاً جغرافياً متميزاً يتوسط قارات العالم.. وكذلك يملك بحرين (الأحمر والمتوسط) وسواحل جنوب البلاد وشمالها.. وكذلك يملك متاحف فيها أنفس القطع الأثرية.. أليس غريباً ألا تتصدر هذه الدولة دول العالم قاطبة على خريطة الجذب السياحى..؟! أليست خيبة بالويبة ألا تدرَّ السياحة على هذا البلد مئات المليارات من الدولارات كل عام؟!! أليس غريباً ومستغرباً ومستنكراً ومستهجناً أن تكون هذه الدولة فى ذيل الدول الجاذبة للسياحة؟!!.. نعم، نحن وللأسف الشديد نملك كل المقومات الخام من مقومات السياحة من آثار فرعونية ورومانية وإسلامية ومن سواحل بحرية وشمس مشرقة وطقس شبه معتدل طوال العام، ولم نحسن فى أى وقت من الأوقات أو زمن من الأزمنة إدارة هذه الثروة الخام التى منحنا الله سبحانه وتعالى إياها.. ولم تكن لدينا فى أى زمن من الأزمنة رؤية أو خطط أو استراتيجيات لاستغلال هذه الثروة السياحية الثمينة والمهولة.. ونحصل بالكاد على الفتات من الكعكة السياحية على مستوى العالم.. بينما دول، كإسبانيا وفرنسا، تحصل على مئات المليارات من السياحة بفضل وجود خطط واستراتيجيات سياحية لديها.. ويكفى أن ننظر لأثر مثل برج «إيفل» الذى عمره لا يتجاوز قرناً أو يزيد قليلاً وكم السياح حوله، وننظر إلى أهرامات الجيزة وأبوالهول ومعابد الكرنك والقلعة والكنيسة المعلقة ونرى كم السياح الهزيل بها. لذلك، وباختصار، وبدون رغى كثير، ورغم أننى أعلم أن عشرات الأقلام ستوجه خناجرها لى وتوجه لى اتهامات من العيار الثقيل بعضها باللاوطنية وأقلها بالعمالة، فإننى رغم ذلك أقترح (ومن منطلق حرصى على آثارنا الثمينة والمهدرة) على السيد رئيس الجمهورية أن يطلق مبادرة جريئة وشجاعة بدراسة إمكانية تأجير حق استغلال آثار مصر لشركات سياحية عالمية.. مثلاً مناقصة عالمية لتأجير حق استغلال أهرامات الجيزة وأبوالهول، على أن تلتزم الشركة المستأجرة بتشغيل عمالة مصرية بعد حسن تدريبها، وكذلك تلتزم بصيانة ورعاية الآثار الرعاية والصيانة اللازمة، وكذلك تلتزم بجذب عدد من السائحين لا يقل عن كذا.. وكذلك تلتزم بكذا وكذا وكذا نظير مبلغ وقدره كذا تدفعه الشركة المستغلة للحكومة المصرية، وكذلك تلتزم بأسعار مخفّضة بالنسبة للسياحة الداخلية من المصريين.. ساعتها، وبما أن الشركات السياحية العالمية المستأجرة للمواقع الأثرية والسياحية تدفع مبالغ طائلة للحكومة المصرية نظير تأجير حق الاستغلال، فإنها ستعمل قصارى جهدها لجذب السائحين إلى مصر لتحقيق أرباح، فى نفس الوقت الذى ستدفع فيه للحكومة المصرية عشرات المليارات نظير حق استغلالها لهذه المواقع الأثرية التى ستحرص للغاية على صيانتها وإدارتها الإدارة المثلى.. وساعتها ستصبح مصر فى صدارة الدول الجاذبة للسياحة بفضل هذه الشركات العالمية التى ستستغل آثارنا «اللى احنا مش عارفين نستغلها» أحسن الاستغلال.. وساعتها، يا سيادة الرئيس، ويا حكومة، آثارنا عندنا ما حدش هينقلها بره بلدنا.. وكل اللى فيها إننا هنجيب شركات عالمية ذات خبرة ومصداقية هتدفع لنا عشرات المليارات وتجذب لبلدنا عشرات الملايين من السياح نظير استغلالها لآثارنا وسياحتنا اللى إحنا مأنتخين وعمرنا ما عرفنا نستغلها عُشر الاستغلال الأمثل.. وشوفوا بقى عندنا آثار قد إيه، والشركات العالمية ممكن تأجّر حق استغلالها بقد إيه.. ويكفى أن أضرب مثلاً بقلعة أثرية عادية جداً فى مدينة كارديف الإنجليزية زرتها أنا وزوجتى منذ عامين والسياح كانوا واقفين أمامها طوابير، أمم أمم، والتذكرة لدخول القلعة اللى قلعة صلاح الدين برقبة عشرومية زيها (على رأى زوجتى) بعشرين جنيه إسترلينى.. وإحدى شركات السياحة هى المستغلة لإدارة هذه القلعة.. شوفوا بقى عندنا كام موقع أثرى أكثر ثراءً من مثل هذه القلعة.. وقد اختتمت المقال بأنه عموماً أرجو أن يلقى اقتراحى لحظة تفكير منطقى من رئيس الجمهورية، وأنا على أتم الاستعداد لتلقى كل الاتهامات التى ستوجه لى من السادة المحترمين أصحاب الشعارات الرنانة والخيبة الثقيلة. كان هذا المقال، كما ذكرتُ عاليه، تحت عنوان «اقتراح بوجع الدماغ لرئيس الجمهورية» بتاريخ 13/7/2014.. وها أنا وحيث أعيد نشره مرة أخرى (فى سابقة هى الأولى بالنسبة لى، حيث لم أُعد نشر أى مقال لى من قبل) فإننى بإعادة نشره أتوسل للرئيس السيسى صاحب القرارات الشجاعة أن يكلف ذوى الخبرة والكفاءة والثقة بدراسة هذا الاقتراح الذى أعتقد أنه سيحافظ على آثارنا المهدرة وسيدر على مصر عشرات المليارات من الدولارات وسيضعها فى المكانة التى تستحقها بين الدول الجاذبة للسياحة العالمية.. وما يستتبع ذلك من فوائد جمة على الاقتصاد المصرى.. وكما ذكرت فإن آثارنا عندنا ومادام مش عارفين نديرها الإدارة المثلى نجيب شركات عالمية تديرها، وأعتقد أن الاستفادة من ذلك ستكون عظيمة للغاية من كافة الجوانب.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد. والله سبحانه وتعالى من وراء القصد.