أليس غريباً ومستنكراً ومستهجناً ومحزناً ومخجلاً أن يملك بلد ثلث آثار العالم.. بل والثلث الفخيم والثمين من أهرامات وأبوالهول ومعابد فرعونية وآثار رومانية وقبطية وإسلامية.. وكذلك يملك شمساً مشرقة طوال العام.. وكذلك يملك موقعاً جغرافياً متميزاً يتوسط قارات العالم.. وكذلك يملك بحرين «الأحمر والمتوسط» وسواحل جنوب البلاد وشمالها.. وكذلك يملك متاحف فيها أنفس القطع الأثرية.. أليس غريباً ألا تتصدر هذه الدولة دول العالم قاطبة على خريطة الجذب السياحى...؟! أليست خيبة بالويبة ألا تدر السياحة على هذا البلد مئات المليارات من الدولارات كل عام؟!! أليس غريباً ومستغرباً ومستنكراً ومستهجناً أن تكون هذه الدولة فى ذيل الدول الجاذبة للسياحة؟! نعم، نحن وللأسف الشديد نملك كل المقومات الخام من مقومات السياحة من آثار فرعونية ورومانية وإسلامية ومن سواحل بحرية وشمس مشرقة وطقس شبه معتدل طوال العام ولم نحسن فى أى وقت من الأوقات أو زمن من الأزمنة إدارة هذه الثروة الخام التى منحنا الله سبحانه وتعالى إياها.. ولم تكن لدينا فى أى زمن من الأزمنة رؤية أو خطط أو استراتيجيات لاستغلال هذه الثروة السياحية الثمينة.. ونحصل بالكاد على الفتات من الكعكة السياحية على مستوى العالم.. بينما دول كإسبانيا وفرنسا تحصل على مئات المليارات من السياحة بفضل وجود خطط واستراتيجيات سياحية.. ويكفى أن ننظر لأثر مثل برج إيفيل الذى عمره لا يتجاوز قرناً أو يزيد وكم السياح حوله وننظر إلى أهرامات الجيزة وأبوالهول ومعابد الكرنك والقلعة والكنيسة المعلقة ونرى كم السياح الهزيل بها.. لذلك وباختصار وبدون رغى كثير ورغم أننى أعلم أن عشرات الأقلام ستوجه خناجرها لى وتوجه لى اتهامات من العيار الثقيل بعضها باللاوطنية وأقلها بالعمالة، فإننى ورغم ذلك أقترح «من منطلق حرصى على آثارنا الثمينة والمهدرة» على السيد رئيس الجمهورية بأن يطلق مبادرة جريئة وشجاعة بدراسة إمكانية تأجير حق استغلال آثار مصر لشركات سياحية عالمية.. مثلاً مناقصة عالمية لتأجير حق استغلال أهرامات الجيزة وأبوالهول، على أن تلتزم الشركة المستأجرة بتشغيل عمالة مصرية بعد حسن تدريبها وكذلك تلتزم بصيانة ورعاية الآثار الرعاية والصيانة اللازمة وكذلك تلتزم بجذب عدد من السائحين لا يقل عن كذا.. وكذلك تلتزم بكذا وكذا وكذا نظير مبلغ وقدره كذا تدفعه الشركة المستغلة للحكومة المصرية وكذلك تلتزم بأسعار تذاكر مخفضة بالنسبة للسياحة الداخلية من المصريين.. ساعتها وبما أن الشركات السياحية العالمية المستأجرة للمواقع الأثرية والسياحية تدفع مبالغ طائلة للحكومة المصرية نظير تأجير حق الاستغلال، ستعمل قصارى جهدها لجذب السائحين إلى مصر لتحقيق أرباح فى نفس الوقت الذى ستدفع فيه للحكومة المصرية عشرات المليارات نظير حق استغلالها لهذه المواقع الأثرية التى ستحرص للغاية على صيانتها وإدارتها الإدارة المثلى.. وساعتها ستصبح مصر فى صدارة الدول الجاذبة للسياحة بفضل هذه الشركات العالمية التى ستستغل آثارنا «اللى إحنا مش عارفين نستغلها» أحسن الاستغلال.. وساعتها يا سيادة الريس ويا سادة آثارنا عندنا ماحدش هينقلها برة بلدنا.. وكل اللى فيها إن هانجيب شركات تدفعلنا مليارات وتجذب لبلدنا عشرات الملايين من السياح نظير استغلالها لآثارنا وسياحتنا اللى إحنا مأنتخين وعمرنا ما عرفنا نستغلها عشر الاستغلال الأمثل.. وشوفوا بقى عندنا آثار قد إيه والشركات العالمية ممكن تؤجر حق استغلالها بقد إيه.. ويكفى أن أضرب مثلاً بقلعة أثرية عادية جداً فى مدينة كارديف الإنجليزية زرتها أنا وزوجتى منذ عامين. السياح كانوا واقفين قدامها طوابير أمم أمم والتذكرة لدخول القلعة اللى قلعة صلاح الدين برقبة عشرومية زيها «على رأى زوجتى» بعشرين جنيهاً إسترلينياً.. وإحدى شركات السياحة هى المستغلة لإدارة هذه القلعة.. شوفوا بقى عندنا كام موقع أثرى أكثر ثراء من مثل هذه القلعة.. وعموماً أرجو أن يلقى اقتراحى لحظة تفكير منطقى من رئيس الجمهورية وأنا على أتم استعداد لتلقى كل الاتهامات التى ستوجه لى من السادة المحترمين أصحاب الشعارات الرنانة والخيبة التقيلة.. والله سبحانه وتعالى من وراء القصد.