تستعد الكنائس بمختلف طوائفها لعيد الميلاد المجيد، وعلى الرغم من أن الكنائس بمختلف الطوائف تتفق في الإيمان أو العقيدة أو في المناسبة، إلا أنهم يختلفون في موعد عيد الميلاد من طائفة لأخرى. تحتفل الكنائس الغربية والتي تضم الكاثوليكية والأسقفية والروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر كل عام، بينما تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الميلاد يوم 7 يناير. خطأ فلكي في حساب التقويم ويعود ذلك الاختلاف إلى خطأ فلكي في حساب التقويم، فبحسب الكنيسة القبطية لم يكن موعد ميلاد السيد المسيح معلوم حتى عام 325م ولم يكن هناك احتفال بعيد الميلاد المجيد، ولكن اختار الآباء في الكنيسة يوم 29 كيهك والذي يوافق 25 ديسمبر ليكون عيد الميلاد المجيد، وذلك في مجمع نقية عام 325م. يرجع سبب اختيار الكنيسة لهذا اليوم للاحتفال بميلاد السيد المسيح، حيث يكون أطول ليلة وأقصر نهار (فلكياً) والتي يبدأ بعدها الليل القصير والنهار في الزيادة، إذ بميلاد المسيح (نور العالم) يبدأ الليل في النقصان والنهار في الزيادة. لكن في عام 1582 م، أيام البابا جريجورى بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس في موضعه أي أنه لا يقع في أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام. فأمر بابا روما خلال هذا العام بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي (اليولياني) حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمي هذا التعديل بالتقويم الغريغوري، إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر في جميع أنحاء إيطاليا. ليلة الميلاد أطول ليلة وأقصر نهار ولكى يقع عيد الميلاد كل عام في نفس الميعاد وضع البابا روما قاعدة لتجنب الوقوع فى هذا الخطأ الفلكي مرة أخرى، حيث يتم حذف ثلاثة أيام من كل 400 سنة، وبدأت دول أوروبا بالفعل في تطبيق تلك القاعدة. ويرجع الاختلاف إلى اعتماد الكنيسة القبطية في حساب أعيادها على التقويم القبطي الموروث من أجدادنا الفراعنة ومعمول به منذ دخول المسيحية مصر، وكذلك الكنائس الشرقية تعمل بالتقويم اليولياني المأخوذ عن التقويم القبطي، بينما الكنائس الغربية تعمل وفق التقويم الغريغوري الذي هو التقويم اليولياني المعدل. البابا تواضروس: احتفالنا بعيد الميلاد هو احتفال واحد في العالم وفي هذا الشأن، قال البابا تواضروس خلال العظة الأخيرة له «احتفالنا بعيد الميلاد هو احتفال واحد في العالم، ولكن اختلاف التقاويم بين الشرق والغرب يجعل وجود فارق 13 يومًا، ففي الغرب يحتفلون في 25 ديسمبر ونحن في الشرق نحتفل يوم 7 يناير، ولا علاقة لهذا الاختلاف بالإيمان أو العقيدة أو في المناسبة، ولكنه اختلاف التقويم أو اختلاف فلكي كما يقولون».