تعرضت القارة الأوربية في الآونة الأخيرة للعديد من الأزمات، على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية، وتعد أزمة الطاقة في أوروبا هي الأسوأ بين الأزمات الأخرى، خاصة وأن أوروبا كانت تستورد من روسيا نحو 43% من استهلاكها للغاز، ولكن بعد إغلاق نورد ستريم1 ونورد ستريم2، تبحث الآن القارة عن مصادر جديدة للغاز الطبيعي. وبحسب صحيفة «هيلين شيبين نيوز»، فإن ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز الروسي في أوروبا، يمكنها استيراد الغاز الطبيعي من بريطانيا والدنمارك والنرويج وهولندا عبر خطوط الأنابيب. أوروبا تعمل على الاستغناء عن الغاز الروسي كما تعمل النرويج، ثاني أكبر مورد للغاز في أوروبا بعد روسيا، على زيادة الإنتاج لمساعدة الاتحاد الأوروبي في إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027. ووقعت شركة Centrica البريطانية صفقة مع شركة Equinor النرويجية للحصول على إمدادات إضافية لفصول الشتاء الثلاثة المقبلة، حيث أن بريطانيا لا تعتمد على الغاز الروسي فحسب بل يمكنها أيضًا التصدير إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب. ووفقا للصحيفة، فإنه يمكن لجنوب أوروبا استلام الغاز الأذربيجاني عبر خط أنابيب البحر الأدرياتيكي وخط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول عبر تركيا. ومن خارج أوروبا، ازادت واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا من منتجين مثل الولاياتالمتحدة وقطر ودول أخرى. فيما قالت بولندا، التي تعتمد على روسيا لاستقبال 50% من استهلاكها للغاز أو 10 مليارات متر مكعب، إنها تستطيع الحصول على الغاز عبر وصلتين مع ألمانيا. وبدأ خط الأنابيب النرويجي الذي يمر بكل من بولندا والدنمارك العمل في تعبئته بالغاز في 1 أكتوبر، ويمكن لهذا الخط نقل نحو10 مليارات متر مكعب في السنة. بولندا تطلب إنشاء خط غاز جديد مع سلوفاكيا كما طلبت بولندا إنشاء خط غاز جديد مع سلوفاكيا في أغسطس وطلبت من المفوضية في نهاية سبتمبر توفير التمويل اللازم لخط أنابيب غاز جديد يربط جمهورية التشيك بشبكتها ومحطات الغاز الطبيعي المسال. كانت إسبانيا وألمانيا تضغطان من أجل بناء وصلة غاز جديدة عبر جبال البرانس، لكن فرنسا عارضت المبادرة، قائلة إن محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة، التي يمكن إنشاؤها، ستكون خيارًا أسرع وأرخص من خط أنابيب جديد.