مواقع التواصل الاجتماعي.. مقر "وزارة إعلام الإرهاب"

خبير إعلامي: "داعش" استطاع الوصول لأكثر من 80 دولة عبر شبكات التواصل

"أداة تتيح للأشخاص التواصل مع الأصدقاء وغيرهم من الأشخاص الذين يعملون، ويتعلمون ويعيشون حولهم".. كلمات تعريفية لموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والتي لم يتصور المشرفون على هذا الموقع أن يتحوَّل من أداة تواصل، للوسيلة الرئيسية التي تستخدمها عناصر الجماعات الإرهابية حول العالم للترويج لأفكارها، وعملياتها الإرهابية.
موقع "تويتر" اضطر أكثر من مرة لحذف بعض حسابات أنصار التنظيمات الإرهابية، كما حذف الحساب الرسمي لجماعة "أنصار بيت المقدس" أكثر من مرة، إلا أن أعضاء هذه الجماعات حريصون على التواجد بقوة على هذا الموقع، ونشر أخبارهم، والدعايا لتنظيمهم، ومن أشهر الحسابات العاملة على "تويتر" لأحد أفراد تنظيم "داعش"، هو حساب فتى "داعش" المصري "إسلام يكن"، والذي لا يتوقف عن نشر أخبار التنظيم والدعوة للانضمام له.
وفي آخر تدوينة ل"يكن" على حسابه الذي يتابعه أكثر من 10 آلاف متابع، جاء نصها: "أحبتي أنصار الدولة الإسلامية، لقد مات 80% من الجيل الأول في المعارك، جيل الصحابة، فتشتت قبورهم في الأرض فموتوا على ما مات عليه الجيل الأول"، وفي تدوينة أخرى قال يكن: "الذين يحاربون الإرهاب بفضل الله هم من أكبر داعميه.. وعشان كدة عايز الناس كلها تتكلم تكتب وتنشر ده مصلحة كبيرة جدًا للدولة بفضل الله".
"أبو حمزة المصري" أحد أنصار التنظيم الموجودين على "تويتر" بشكل فعال، والذي كتب عبر حسابه جملة تعريفية "نفسك إن لم تشغلها بالحق، شغلتك بالباطل"، وهو دائمًا ما ينقل أخبار القتلى والمصابين في العمليات التي يرتكبها التنظيم في سوريا والعراق، و"عمر العراقي" هو مستخدم آخر حرص على نقل فيديوهات للمعارك عبر صفحته التي تجاوزت الخمسة آلاف متابع على "تويتر".
"وزارة إعلام افتراضية لا وجود لها على أرض الواقع".. هكذا وصف الدكتور شريف البنا، الخبير في وسائل الاتصال الحديثة والإعلام، خلايا "داعش" على "تويتر" و"فيس بوك"، موضحًا أن خطورة هذه الخلايا تتمثَّل في كونها غير ملموسة على أرض الواقع ولا يمكن لطائرات التحالف أن تقصفها مثلًا، بالإضافة إلى كونها سريعة الانتشار ومداها واسع جدًا.
يضيف البنا، ل"الوطن"، أن "داعش" يمتلك مئات الحسابات التي يديرها أنصاره على شبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، ما يدل على أنه تنظيم محكم، وليس مجرد مقاتلين عشوائيين، مشيرًا إلى أن التنظيم وأنصاره اختاروا أن يكون تواجدهم على شبكات التواصل الاجتماعي دون غيرها نظرًا لانتشارها الضخم حول العالم، حيث استطاع أنصار التنظيم أن يصلوا إلى أكثر من 80 دولة عبر حساباتهم، منهم الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودول أوروبا كلها، لتجنيد موالين لهم في هذه الدول.