منذ ظهور حركة «داعش»، والمعروفة بالدولة الإسلامية في العراق، يتداول نشطاء التواصل الاجتماعي فيس بوك وتوتير، العديد من الأخبار والبيانات الخاصة بها ، والتي تنشر في العديد من المواقع الدولية والعربية منها. هذه الأخبار والتي يتم تداولها عن «دعش» ليل نهار، لا نعلم مدى صدقيتها ، ولماذا يتم نشرها، وهل المقصود بها تشويه «داعش»، و الدولة الإسلامية فتكون دعاية مضادة لها أم أنها ستار للحيلولة دون رفع الستار عن أعمال وخطط أخري لم يحن وقت كشف النقاب عنها حتى الآن . أسئلة كثيرة تطرح نفسها وتتبادر إلى ذهن أي متابع للشأن السياسي الدولي ، فهل إذا «داعش»، لديها وزارة إعلام قوية، فلماذا تبث أخبار تشوه صورتها؟، أو أن هناك أغراض أخرى إستراتيجية مستقبلية، أو أنها تعد حيلة ل" داعش" لكسب المؤيدين وترهيب للمعارضين، أو قد يكون هناك جهات أخرى تبث هذه الأخبار. في سياق التحقيق التالي نسلط الضوء على حقيقة العديد من الأخبار التي تنشر عن الدولة الإسلامية «داعش»، وحقيقة وزارة الأعلام التي تحدثت عنها العديد من المواقع الإخبارية. سيدات «العراق» مُقيدات بالسلاسل نشرت العديد من المواقع الإخبارية الدولية والعربية نقلاً عن مواقع عراقية، خبر بعنوان «بالصور.. سيدات العراق مقيدة بالسلاسة أمام رجال داعش»، وتبين الصور مجموعة من السيدات في «لباس أسود» كامل يقتادهم عنصر «داعشي» ، وهم في حالة خوف وذعر شديدين . الحقيقة الصادمة لهذه الصور، والتي نشرت مع الخبر توصلنا إليها بعد البحث والتدقيق، ووجدنا أن إحدى الصور الموجودة مع الخبر تم استعمالها أكثر مرة من المواقع العربية والأجنبية. فالأولى تم نشرها على «بيزنس تايم»، وهى صحيفة اقتصادية بريطانية، بتاريخ 5 ديسمبر 2011، كرمز لتحرير «عبودية المرأة»، بعنوان، «المسلمون الشيعة يمارسون جلد أنفسهم والمشي على النار قبل عاشورا». الرابط الأصلي للصورة http://goo.gl/dDhQQs أما، الصورة الثانية فقد نشرت على موقع «روش هاشناه اليهودي»، بتاريخ 6 يوليو 2011، متحدثاً عن جماعة الإخوان المسلمين، بعنوان «الإخوان مسلمون ومعاداة إسرائيل إنشاء الربيع العربي». الرابط الأصلي للصورة http://goo.gl/40HoSu سيارة أمير «داعش» وجاء الخبر الثاني والذي سخر منه العديد من نشطاء التواصل الاجتماعي، بعنوان «بالصورة سيارة أميرة داعش»، أبو بكر البغدادى، وهى سيارة هامر مكتوب عليها عبارات "أسلم تسلم"، وغيرها من العبارات التحذيرية. والحقيقة أن هذه الصورة معروضة في أحد المعارض الخاصة بالسيارات، وليست لأمير «داعش»، حيث تم قص الصورة وكتابة تلك العبارات فضلاً عن إزالة أسم المعارض، باستخدام برنامج "فوتو شوب". اثنان من "الجن" أما الخبر الثالث جاء بعنوان «"داعش": اثنان من "الجن" أسلما وبايعا الخليفة»، واستند الخبر على تدوينه على توتير لحساب أحد أنصار «أبو بكر البغدادى»، يدع الشيخ "شامان القحطاني". جاء فيها، إن اثنين من "الجن" أسلما وانضما لدولة الخلافة الإسلامية وبايعا "البغدادي". وهو الأمر الذي تداوله أنصار "البغدادي" على صفحاتهم الشخصية على موقع "تويتر".،ولكن بالبحث على جوجل، لم يكن هناك حساب على الإطلاق لهذا الشخص الذي يدع «شامان القحطاني» وهو حساب تم اصطناعه. داعش «تهدد» النساء بالسلاح توتير هو أيضا لم يسلم من نشر الأخبار الكاذبة لحسابات حقيقية موجودة بالفعل، حيث نشر أحد نشطاء توتير يدعى «خالد الرشودى» صورة بعنوان، « في الموصل .. النساء تحت تهديد السلاح من داعشية، بالعباية والنقابة على اليسار ويساعدها داعشى على اليمين». بالبحث عن حقيقة هذه الصورة وجدنا أصلها يرجع إلى جانب من فعاليات معرض «سوفكس» للعمليات الخاصة في عمان والذي افتتحه الملك عبد الله الثاني ملك الأردن والمنشورة على موقع صحيفة الغد الأردني بتاريخ 6 مايو 2014 لتدريب فرق مكافحة الإرهاب واحتجاز وتحرير الرهائن.، الرابط الأصلي للصورة «http://www.alghad.com/articles/520988». هذا جزء بسيط من حقيقة الأخبار التي تم نشرها منسوبة إلى الدولة الإسلامية في العراق داعش، وكلها ليست لها صلة بها، وإذا كانت داعش هي من تنشر هذه الأخبار فلماذا تسئ إلى نفسها بمثل هذه الأخبار. وزارة إعلام «داعش» أما عن وزارة إعلام داعش والتى أثارت جدلا كبيرا في الوسط الإعلامي بعد أعلن «تنظيم داعش» عن مقتل «وزير إعلامه» فى غرب العراق، نشر على صفحة «منبر العراق والشام» في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» نصه: «وزير الإعلام لدولة الإسلام فى العراق والشام الشهيد أبو الحسن العيساوى- رحمه الله- من مدينة المساجد فلوجة العز». عن حقيقة امتلاك «داعش» لوزارة إعلام من عدمه بمجرد البحث تبين أن وزارة الأعلام، عبارة عن كيان افتراضي موجود على شبكة الإنترنت، بحسابات رسمية زعم البعض أنها حسابات خاصة بهم، والمتمثل في موقع «vk» حقيقة موقع «vk» بالبحث عن هذا الموقع تبين أنه موقع التواصل «فيس بوك» الروسي المسمى «vk» والذى لا يختلف كثيرًا عن الفيس بوك من حيث الشكل أو حتى من حيث التعامل، فهو الأول أوروبيا، حيث يضم أكثر من 100 مليون عضو نشيط. ويبق السؤال، هل "فبركة الصور"، والأخبار حيلة تعد سلاحا جباراً، لكسب المؤيدين، وترهيب المعارضين؟، أم أنها صناعة من جهات أخرى نستطيع أن نقول عنها مخابراتية ! . اقرأ فى الملف " الإعلام الجهادي.. صيحات إرهاب ونذر الحرب القادمة" * أسرار الإعلام الجهادي * «السحاب» المتحدث الإعلامي الأول باسم القاعدة * ياسر سعد ل «محيط»: «داعش» وليد تنظيم القاعدة.. التحالف الدولي لن يقضي عليه * "داعش" وجز الرقاب.. صناعة مخابرات أم ترويع للخصوم؟! * «محيط» تكشف الستار عن أول صحيفة ل «داعش» * المرصد الإسلامي في لندن .. حقوقي أم داعم للإرهاب؟! ** بداية الملف