أيّد علماء الأزهر والأوقاف والإفتاء دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى «ثورة دينية وتجديد الخطاب الدينى» ليتواكب مع العصر، وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الأفكار التكفيرية، حيث أشاد الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، المفكر الإسلامى وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بكلمة «السيسى»، مؤكداً أن الخطاب الدينى يُعد المعركة والتحدى الأكبر أمام الشعب المصرى، مشيراً إلى ضرورة تقديم رؤية جديدة وفهم عصرى وشامل للدين الإسلامى، بدلاً من الاعتماد على خطاب ثابت منذ 800 سنة. وأضاف «أبوالمجد» ل«الوطن» أن الخطاب الدينى صار كارثة حقيقية، وأن الدعاة أصبحوا تقليديين لا يواكبون تطورات العصر، مشيراً إلى أن الخطاب الدينى ما زال يعانى من الترهيب والتخويف والميل إلى التشديد على النفس، والغفلة عن مقاصد الشريعة، والوقوف عند ظاهر النصوص وحروفها، وعدم ترتيب الأولويات ومراتب الواجبات الدينية، إضافة إلى إغفال دور العقل وأهمية العلم فى بناء التصوّر الإسلامى، فضلاً عن الانغماس فى الحديث عن الماضى ومجافاة الحاضر والخوف من المستقبل، كما أن الخطاب لا يركز فى الغالب على علاقة المسلمين بالغير. وشدد على أن أمن مصر القومى «خط أحمر» فى مواجهة دعاة التطرف والتعصب، لافتاً إلى أن هوية هذه الأمة يجب عدم التنازل عنها مع الاقتداء بكتاب الله وسنة رسوله. فيما قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن «الرئيس طالب أكثر من مرة بتجديد الخطاب الدعوى، وهو محق فيما ذهب إليه، فلا بد من التخلص من رواسب الخطاب الماضى الذى لم يكن على المستوى المطلوب، بل ساهم فى ظهور جماعات العنف والتكفير». ودعا إلى إعادة قراءة النصوص فى ضوء معطيات العصر ليتمكن الخطاب من تجفيف منابع الخطاب التكفيرى الذى اعتمد على تأويلات وتفسير خاطئ لنصوص الدين، مما أدى إلى الاقتتال والتخريب وتفتيت الأوطان. وشدد «الجندى» على أهمية إبراز خطاب دينى يرسخ قيم الوحدة والسلام والتعاون ويواكب العصر وألا يقتصر الأمر على خطب المناسبات الدينية، داعياً إلى أن يتضمن الخطاب تفنيد دعوات القتال والتكفير لمؤسسات الدولة لا سيما الجيش والشرطة ومسألة إقامة الخلافة. من جهته، أوضح الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، أن «السيسى رجل وطنى وعاشق لدينه وانتصر لوسطية الإسلام وسماحته عبر دعوته للأزهر بالاضطلاع بدوره لتصحيح المفاهيم المغلوطة». وأشار إلى أن الأزهر يقع عليه عبء ثقيل فى مواجهة قوى الظلام والتطرف التى ترتدى عباءة الدين إثماً وعدواناً، وبالتالى لا بد من معاونة كل أجهزة الدولة ومؤسساتها للأزهر للقيام بدوره والوصول إلى كل ربوع الجمهورية، بهدف التصدى للأفكار الشاذة والمتطرفة، مع وقف غير المتخصصين ممن يثيرون البلبلة لدى الناس فى أمور دينهم. من جهته، أعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الوزارة بصدد عقد مؤتمر فى 28 فبراير المقبل لتجديد الخطاب الدينى ومناقشة الانتقادات الحقيقية التى تواجه العالم الإسلامى والأمة العربية من قبَل بعض المتلبسين بالدين الإسلامى، فضلاً عن عظمة الدين الإسلامى الصحيح.