25 عاماً من سنوات عمره ال48 قضاها «صلاح واصل» يجوب أحياء القاهرة من خلال عمله كسائق على تاكسى لا يمتلكه، راضياً بما يتحصل عليه من رزق له ولأسرته المكونة من زوجته وأولاده الأربعة. قبل ثورة 30 يونيو وقبل أن يظهر الرئيس السيسى على الساحة، لم يكن «صلاح» يوماً منشغلاً بالسياسة، فقط يتابع ما يشهده الشارع المصرى من خلال التلفاز. بعد ظهور السيسى وحب «صلاح» الشديد له، أصبح متابعاً للحياة السياسية بل ومشاركاً فيها، من خلال مشاركة حملة السيسى الانتخابية فى عقد مؤتمر انتخابى فى منطقته عزبة النخل، يومها بذل «صلاح» جهداً فى تنظيم المؤتمر، والحصول على موافقات من قسم المطرية لعقد المؤتمر بجانب محطة المترو. «كان يوماً مشئوماً» حسب «صلاح»، ففى ذلك اليوم تعرض لحادث كبير حيث انفجرت فى المؤتمر قنبلة أدت إلى إصابته بتهتك شديد فى عظام الساق، أقعدته عن العمل، وأصابته بعاهة مستديمة وأنفق كل ما يملك على العلاج دون أى تدخل من الدولة التى تكفلت بعلاج أمين شرطة أصيب معه فى الحادث. «القنبلة انفجرت تحت رجلى، رفعتنى عدة أمتار فى الهواء ووقعت على الأرض، لأجد نفسى مصاباً بانكسار فى قصبة رجلى وتفتت العظام»، قالها «صلاح»، مؤكداً أنه بدأ رحلة العلاج بمستشفى المطرية ثم مستشفى الحلمية العسكرى ثم مستشفى الهلال الذى أجرى فيه 3 عمليات جراحية: «محتاج 50 ألف جنيه عشان أرجع أمشى على رجلى وطبعاً أنا مش معايا المبلغ ده». مضيفاً: «ركبت جهاز لتثبيت العظام ب21 مسماراً وكنت بمشى على كرسى متحرك لمدة 3 شهور وبعدين بالمشاية المربعة، ودلوقتى بالعكازين». بعد أن وعدته حملة «السيسى» بالاهتمام بحالته تخلت عنه حسب قوله، وأصبح قعيداً لا يقدر على العمل: «ولادى اللى فى المدرسة هما اللى بيشتغلوا وبيصرفوا علينا دلوقتى، بروح للدكتور للمتابعة كل فترة وبصرف كل شهر ما يزيد على ألف جنيه أدوية، ده غير إيجار الشقة 400 جنيه، مش عارف أعمل إيه وأخاطب مين عشان يهتم بحالتى».