ظن المصريون، الذين ثاروا ضد الفساد والظلم والاستبداد، أن زمن التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان قد ولّى إلى غير رجعة، وأن «خالد سعيد» سيكون آخر أساطير التعذيب فى أقسام الشرطة، لكن رغم الثورة وانتخاب رئيس جديد للبلاد، بدأ عهده بقَسَم غليظ تعهد فيه بحماية أبناء الوطن، وجد المصريون أنفسهم أمام نفس كابوس التعذيب المرعب، لدرجة أن المائة يوم الأولى من حكم الرئيس محمد مرسى شهدت أحداثا فاقت مثيلاتها التى كانت تحدث أثناء حكم الرئيس المخلوع. «الوطن» ترصد 3 أحداث بارزة، مثّلت دليلاً واضحاً على استمرار ماكينة الانتهاكات الأمنية بحق المواطنين، خلفت وراءها قتلى أبرياء ومصابين بطلق نارى ومعذبين داخل أقسام الشرطة، هى: حادث مقتل المواطن محمد إسماعيل عزام (بائع البط)، الذى تؤكد أسرته وشهود عيان أنه مات جرَّاء التعذيب الذى تعرض له داخل قسم شرطة طهطا بمحافظة سوهاج، وحادث مقتل اثنين من أبناء ميت غمر، أحدهما مات جراء التعذيب داخل قسم الشرطة. أما الحادث الثالث فهو من نصيب اثنين من أهالى رملة بولاق، أب ونجله، حاولا إنقاذ القتيل الذى سقط برصاص ضابط بشرطة السياحة أثناء أحداث «نايل سيتى»، فأصيبا بطلق نارى من الخلف.