توجهت "الوطن" إلى قرية بنجا، والتقت أفراد أسرة ضحية مركز شرطة طهطا، محمد إسماعيل عزام، ووالدته العجوز وأولاده ووالد زوجته محمد طه، الذي أوضح أنه كان في القاهرة واتصل به أحد أفراد الشرطة وطالبه بالحضور لدفن زوج ابنته، واتهم محمد طه الشرطة بقتل محمد، لحين ظهور تقرير الطب الشرعي. وقالت زوجته، إن أفراد الشرطة "جرجروا زوجي حتى نزلوا به إلى الدور الأرضي وأمسكوه من الخلف ووضعوه في البوكس"، وتدخلت والدته الحاجة خديجة هاشم سليمان 77 سنة، وقالت للضابط "أبوس إيدك سيبه"، وتجمع عدد من أهالي القرية على صوت صراخ الأم والزوجة، اللتان قالتا إن "دم محمد في رقبة الشرطة وربنا هيظهر الحقيقة". وأكد وليد محمد صديق، المحامي، أنه توجه إلى مركز الشرطة، لمتابعة إجراءات أحد موكليه ويدعي منتصر حارس عبدالظاهر، الذي كان قد ألقي القبض عليه مع أربعة أشخاص آخرين من بينهم الضحية محمد إسماعيل عزام، ولم يكن يعلم أن عزام من بين المقبوض عليهم من قرية بنجا، لكنه فوجئ بمجرد وصوله إلى المركز بحالة هرج ومرج، وعندما سأل أحد أفراد الشرطة عن سبب حالة الارتباك، أجابه بأن أحد المقبوض عليهم من قرية بنجا، سب أفراد القوة التي توجهت إلى منزله للقبض عليه، فدخل المحامي لحل الأزمة بشكل ودي مع رئيس المباحث. وقال المحامي إن الضحية "كان شخصا طيبا وفي حاله و ظروفه المالية صعبه للغاية"، لافتا إلى أن رئيس المباحث رفض حل الموضوع بشكل ودي وقال للمحامي "لازم أعمل محضر لأن قياداته أخذوا علم بالموضوع وأنه لن يسمح بإهانة فرد شرطة داخل المركز مهما كانت درجته أو رتبته"، وأمر بنزول باقي المتهمين إلى غرفة الحجز والإبقاء على محمد عزام لإنهاء إجراءات المحضر، فتوجه المحامي إلى محمد الذي أكد للمحامي أنه تعرض للضرب، فطلب منه المحامي أن يهدأ ووعده بإنهاء إجراءات في أقرب وقت. وأضاف المحامي أنه بمجرد وصوله إلى منزله فوجئ باتصال من مخبر يدعى بخيت عبد الجابر، يطلب منه أن يأتي إلى المستشفى بسرعة، حتى علم بأن محمد عزام توفى، رغم أنه تركه منذ 20 دقيقة فقط، وتوجه المحامي إلى الدكتور علي خيري حراز مدير مستشفى طهطا العام وطلب منه رؤية جثة محمد، وتوجه المحامي ومعه أشخاص من أقارب محمد وشاهدوا جثته، فلاحظ المحامي وجود جروح في الوجه، فتوجه المحامي إلى النيابة مجددا، وطلب وكيل النيابة إحضار مسؤولي الطب الشرعي لتشريح الجثة قبل دفنها. وأضاف المحامي، أنه تقدم بطلب إلى مصلحة الطب الشرعي بالقاهرة لتحليل العينات التي أخذت من جثة محمد، تحت إشراف لجنة ثلاثية من أطباء الطب الشرعي وبرئاسة الدكتور كبير الأطباء الشرعيين. وعلى الجانب الآخر، قال مصدر أمني بمديرية أمن سوهاج ل"الوطن" أثناء قيام النقيب شرطة أحمد حسين كامل ضابط وحدة تنفيذ الأحكام بوحدة مباحث مركز طهطا والنقيب شرطة الهيثم إبراهيم شاكر والملازم أول مصطفي محمود محمد عبد الحليم ضابطي قسم تنفيذ الأحكام بالمديرية، علي رأس قوة من الشرطة السرية والنظامية، حال استهداف المحكوم عليه محمد إسماعيل عزام عبد العال 47 سنة عامل ويقيم بناحية قرية بنجا دائرة المركز ومطلوب التنفيذ عليه في القضية رقم 15 جنح مركز طهطا لسنة 2012 حصر رقم 2641 تبديد حضوري بالحبس أسبوعين وكفالة 20 جنيه، وتبين لدى محاولة ضبطه، أنه قام بتوجيه السباب والألفاظ النابية للقوات، قبل احتواء الموقف واصطحابه للمركز. وأثناء إنهاء الإجراءات القانونية سقط مغشيا عليه، وتم نقله إلى مستشفى طهطا، إلا أنه وصل المستشفى جثة هامدة، وبتوقيع الكشف الطبي الظاهري عليه، تبين عدم وجود ثمة إصابات ظاهرية بالجثة عدا كدمة بالأنف يرجح أن تكون حدثت نتيجة سقوطه أرضا على وجهه، وفقا للرواية الرسمية.