اهتمت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بكل جوانب الحياة اليومية، فهى المشروع الذى تسعى من خلاله الدولة إلى تغيير حياة أكثر من 58 مليون مواطن فى الريف وتوفير الحياة الكريمة لهم، إذ يغطى أكثر من 4500 قرية، بإجمالى 175 مركزاً فى 20 محافظة، لإحداث نهضة شاملة بالبنية التحتية والمؤسسات الخدمية والترفيهية، ورغم استهدافها تحسين وتطوير بيئة الريف، من مسكن وخدمات صحية وتعليمية وغيرها، فإنها لم تغفل الجانب البدنى والرياضى، لما له من أهمية كبيرة فى بناء المجتمعات، فالعقل السليم فى الجسم السليم. برامج للتوظيف وماراثون رياضى ومشروعات تثقيف ومواطنة أولت «حياة كريمة» اهتماماً خاصاً للشباب، كونهم نقطة القوة وعصب المجتمعات، والقوة المحركة لعجلة التنمية، فعمدت المبادرة إلى بناء وتأهيل مراكز الشباب، حرصاً منها على تنشئتهم بدنياً وجسمانياً، إلى جانب اهتمامها بالارتقاء بالمستوى الثقافى والمعرفى، بتوسعها فى إقامة مراكز شباب بالمناطق المحرومة، إضافة إلى تطوير مراكز الشباب الحالية بالقرى المستهدفة، إذ تُعد الملاذ الآمن للشباب لتنمية مواهبهم الرياضية والجسمانية والثقافية، كما أنها الحصن المنيع ضد الأفكار المتطرفة، ومعامل تفريخ للمواهب الرياضية، وأولى مشروع الدولة العملاق قطاع الشباب والرياضة اهتماماً كبيراً. وتواصل وزارة الشباب والرياضة رصد واقع التطوير الذى لحق بمراكز الشباب ضمن المبادرة الرئاسية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لتنمية الصعيد وخطة التنمية المستدامة ورؤية «مصر 2030»، فعلى الرغم من تفاقم الأزمة الاقتصادية بالعالم، والتضخم الذى تشهده غالبية الدول، حيث يؤثر بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية عالمياً وبكل تأكيد محلياً، فإنها تواصل العمل فى مشروعاتها على قدم وساق للانتهاء من تنفيذها فى مواعيدها المقررة، ووفقاً للمواصفات القياسية لتوفير حياة لائقة لكافة مواطنى الريف. «صبحى»: البنية الإنشائية تشهد طفرة غير مسبوقة من جانبه، أعلن الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، دعم 131 مركز شباب مدرجة ضمن المبادرة، بإجمالى 1.3 مليون جنيه، بواقع عشرة آلاف جنيه لكل مركز شباب للمساهمة فى تنفيذ الأنشطة المختلفة، بمحافظات «أسيوط، سوهاج، قنا، بنى سويف، القليوبية، الإسماعيلية، الإسكندرية، المنوفية، الشرقية، الجيزة، الدقهلية، أسوان، البحيرة، الوادى الجديد»، مؤكداً أن «حياة كريمة» كان لها الفضل فى إحداث نقلة نوعية فى تطوير البنية الشبابية والرياضية، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تطوير البنية الأساسية لمراكز الشباب، كما تولى الوزارة اهتماماً كبيراً بملف تطوير مراكز الشباب بالمحافظات، وتقديم الدعم لها، وتوفير كافة الخدمات للنشء والشباب والمواطنين، جنباً إلى جنب مع تحقيق رؤية الوزارة فى جعلها مراكز خدمة مجتمعية. وأكد «صبحى» أن البنية الإنشائية الشبابية الرياضية تشهد طفرة غير مسبوقة بدعم من القيادة السياسية، حيث يجرى العمل على رفع كفاءة مراكز الشباب والأندية فى مختلف المحافظات وتكثيف البرامج والمشروعات المنفذة بها، مشيراً إلى دور المبادرة الرئاسية فى الارتقاء بمستوى الخدمات والبنية التحتية لمراكز الشباب بالقرى المدرجة بالمبادرة التى تسهم فى تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة بإنشاء ملاعب للنجيل الصناعى بمراكز شباب القرى، وتطوير كافة الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية وأنشطة المرأة والطفل وكبار السن. وأشار الوزير إلى أن الوزارة ستنفذ مجموعة من البرامج والمشروعات المتنوعة داخل المراكز، معتبراً المبادرة أحد أكبر المشروعات التنموية التى تشهدها الدولة خلال الآونة الراهنة. وفيما يتعلق بالجانب التشغيلى لمراكز الشباب ضمن المبادرة، ستنفذ وزارة الشباب والرياضة حزمة من المشروعات والبرامج المتعلقة بالتثقيف السياسى والمواطنة والانتماء، وتتضمن «برلمان الطلائع والشباب، ندوات توعوية وملتقيات حوارية، رحلات داخلية لأعضاء المراكز ضمن مشروع اعرف بلدك، مكافحة الشائعات والأفكار الهدامة، دورات تدريبية فى استراتيجية الأمن القومى بالتنسيق مع أكاديمية ناصر العسكرية»، فضلاً عن تنفيذ برامج التوظيف وتأهيل الشباب لمتطلبات سوق العمل، وبرامج وأنشطة رياضية متنوعة، منها دورة مراكز الشباب وماراثون رياضى والمشروع القومى لاكتشاف المواهب ومدارس الألعاب الرياضية والأكاديميات، إضافة إلى تنفيذ برامج ثقافية وعلمية وإبداعية وبرامج المرأة والفتاة وبرامج خدمية وتطوعية وبرامج أخرى للرواد. ومن جانبه، قال صلاح رشوان، مدير مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الأقصر، إن عملية تطوير مراكز الشباب شملت رفع كفاءة البنية التحتية بها، وإنشاء ملاعب خماسية، وملاعب متعددة الأغراض، وتزويدها بصالات للأنشطة الرياضية، وتطوير المبنى الإدارى، كى يتمكن أبناء القرى من مزاولة مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية، موضحاً أن المشروع حلم الشعب الذى تحقق لأبناء الريف، وساهم فى خدمة المجتمع بالكامل تطبيقاً ل«رؤية مصر 2030»، وتحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة للدولة، لجعل مراكز الشباب مراكز خدمة مجتمعية تساهم فى تقديم كافة الخدمات لأبناء المجتمع بالكامل. وقال اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، إن مراكز الشباب هى الشريان الكبير الموجود داخل النجوع والقرى والمدن، وتولى الدولة عناية خاصة بها، وتعمل على تطويرها وكافة المنشآت الشبابية باستمرار لتصبح ملائمة للنشء والشباب لممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية وتعظيم طاقات الشباب وصقل خبراتهم ومواهبهم وتوفير كافة الإمكانيات بها لتوسيع قاعدة المنافسة الرياضية لدى الشباب بناء على توجيهات الرئيس وخطة التنمية المستدامة التى يجرى تنفيذها فى كافة القطاعات. وأوضح «سعد» أن تطوير هذه المراكز يأتى ضمن «حياة كريمة» بمرحلتها الجديدة بهدف توسيع قاعدة ممارسة الرياضة على مستوى الجمهورية، وإتاحة الفرصة بصورة كاملة أمام النشء والشباب لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية لإعداد جيل مؤهل بدنياً وثقافياً يسهم فى إحداث تنمية شاملة بتلك القرى، وليحقق للأجيال الحالية والقادمة حلمها فى الحياة الكريمة والعصرية وإعادة بناء مصرنا الحديثة وتحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، كما تستهدف الوزارة بالمشروعات المقرر تنفيذها داخل المراكز تبنى المبادرات الشبابية والرياضية وتوسيع الشراكة المجتمعية مع مؤسسات المجتمع المدنى، ورعاية واكتشاف الموهوبين رياضياً وتقديم مزيد من الدعم للأبطال الرياضيين، وتوفير فرص عمل لائقة وكريمة للشباب والفتيات بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وفى هذا السياق، قال حسن على، طالب بكلية الحقوق، وأحد الشباب المستفيدين بمراكز الشباب المطورة ضمن المبادرة، إن ما شهدته مراكز الشباب فى القرى والنجوع يُعد طفرة غير مسبوقة، مشيراً إلى أنها أصبحت تضم صالات للجيم، وملاعب خماسية، وأصبحت جاذبة للشباب، ومشجعة على ممارسة الرياضة بأنواعها، مضيفاً: «دلوقتى الشباب اللى كان بيروح يلعب بلاى ستيشن وبلياردو، أما يشوف النوادى بالشكل ده هيروح يمارس هوايته المفضلة، يلعب كورة، أو يرفع حديد، خاصة فى ظل بناء صلات اللياقة البدنية، اللى هتوفر كتير أوى على الشباب وتشجعهم على الرياضة». وقال محب صالح، مواطن آخر مستفيد من مراكز الشباب المطورة فى سوهاج، إن تطوير مراكز الشباب بهذا الشكل شجع الشباب على ممارسة رياضتهم المفضلة، خاصة أن الأطفال والشباب رياضتهم المفضلة هى كرة القدم، وكان البعض يتجه إلى اللعب على الملاعب الخماسية الخاصة، التى تخطى سعر الساعة بها 120 جنيهاً: «دلوقتى بدل ما الشباب كانت بتروح تلعب كل أسبوع مرة ولا حاجة عشان الفلوس، بيروحوا يلعبوا فى أى وقت وفى ملاعب نضيفة، وصالات جيم كمان». وقال علاء حامد، موظف بأحد مراكز الشباب المطورة، إن التطوير وإقامة مراكز جديدة فى القرى المحرومة سيشجع الشباب على الإقبال عليها لممارسة هوايتهم سواء الألعاب الرياضية أو الثقافية وتعلم مهارات الحاسب الآلى وغيرها، لأن مراكز الشباب، إلى جانب دورها الرياضى، تعمل على تقوية الوعى الثقافى، لبناء عقول الشباب بتنظيم الندوات واللقاءات التى تناقش كافة القضايا المجتمعية، مما يعمل على غرس الانتماء فى نفوسهم لتعريفهم بالدور الحقيقى الواجب عليهم القيام به تجاه وطنهم ومجتمعهم، ليكونوا عناصر فعالة فى بناء وطنهم.