أكد عدد من المنشقين الهاربين من جحيم الإخوان، أن مصير التنظيم وعناصره فى الفترة المقبلة بعد قرار المصالحة بين مصر وقطر، برعاية المملكة العربية السعودية، إما التفكك وإما الاغتراب واللجوء إلى تركيا ودول شرق آسيا، والغرب بشكل عام، أو العودة إلى مصر والتعايش مع الوضع الحالى، مؤكدين أن إغلاق قناة «الجزيرة مباشر مصر»، بتر للذراع الإعلامية لتنظيم الإخوان. وقال مختار نوح، القيادى الإخوانى المنشق، إن إغلاق الجزيرة، والموقف القطرى الجديد، يمثلان حلقة من حلقات التقارب بين البلدين، التى وضعت الإخوان فى مأزق نتيجة غبائهم، واعتقادهم أن قطر يمكن أن تساندهم طوال الوقت. وأشار «نوح» إلى أن مستقبل الإخوان بين أمرين، إما الاغتراب واللجوء إلى تركيا والدول الغربية، وإما العودة إلى مصر والقبول بالوضع الحالى والتعايش معه، مرجحاً أن يختار الاغتراب لغبائه الشديد. وقال خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى السابق، إن قناة «الجزيرة»، كانت تمثل 80% من قوة الإخوان، لذلك سيلجأ التنظيم إلى القنوات التركية، مؤكداً أن وقف قناة الجزيرة ضرب استعدادات الإخوان للذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، خصوصاً أنها كانت المسئولة عن نقل فعاليات التنظيم ومظاهراته أولاً بأول، وتوقفها يعنى تلاشى قوة الإخوان. وأضاف «الزعفرانى»: «التنظيم سيلجأ إلى القنوات التى تبث من تركيا، لمساندته وتغطية فعالياته، إلا أنه فى النهاية سيتجه إلى الغرب فى المرحلة المقبلة، أو دول شرق آسيا، ومنها ماليزيا، لأن له نشاطاً اقتصادياً فيها، كما سيعمل على كسب تعاطف العالم فى المرحلة المقبلة». وقال الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق بالتنظيم، إن إغلاق «الجزيرة»، بمثابة بتر للذراع الإعلامية للإخوان، لأن جميع وسائل الإعلام الإخوانية الأخرى، ليست بنفس القوة والإمكانيات التى تحظى بها قنوات الجزيرة، ورغم ذلك فإن نسبة المشاهدة على «الجزيرة» نفسها تراجعت بشكل كبير فى الفترة الماضية من الشعب المصرى، بعد ثورة 30 يونيو، نتيجة الأكاذيب التى روجت لها القناة، مؤكداً أن إغلاقها بادرة خير فى طريق التفاهمات المصرية القطرية، وفقاً للمبادرة السعودية. وأضاف «الهلباوى»: «الإخوان ستلجأ فى الفترة المقبلة، إلى تركيا ودول الغرب وعلى رأسها بريطانيا التى تحظى فيها بنشاط واسع. أكد عدد من الخبراء فى الشأن التركى أن تركيا أصبحت الآن الملاذ الأخير للإخوان، وستكون بديلاً لقطر بعد المصالحة بين «الدوحةوالقاهرة»، خصوصاً أن الموقف التركى من مصر لن يشهد تغييراً فى الوقت الراهن. وقال الدكتور محمد سعيد إدريس، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العلاقة السياسية بين الدول قائمة على المصلحة، لذلك لن يتغير الموقف التركى تجاه مصر، إلا إذا حدث تغيير فى المصالح، فقطر على سبيل المثال اضطرت إلى تغيير مواقفها، لأن هناك مصالح مشتركة مع مصر، فضلاً عن ضغط دول الخليج عليها لتغيير سياستها تجاه «القاهرة».