تسبب إهمال طبيب مسالك بولية شهير بالمنوفية فى تحويل حياة مواطن إلى جحيم، بعد إجرائه عملية جراحية لعلاج «البواسير»، خرج منها بتهتك فى فتحة الشرج أدى إلى نزيف مستمر و«إخراج لا إرادى»، ما دفع المريض للجوء لمستشفى الدمرداش فأفاده الأطباء بأن حالته تحتاج إلى تدخل جراحى نسبة نجاحه غير مضمونة. البداية كانت آلاماً مبرحة تعرض لها يوسف محمود، 29 عاماً، دفعته للجوء للطبيب من أجل التخلص من آلامه، فنصحه أصدقاؤه بالذهاب لعيادة أحد الأطباء المشهورين فى علاج المسالك البولية، فقصد الطبيب على الفور، وبعد إجراء الكشف الطبى أفاده بأنه لا بد من إجراء عملية «الناسور» حتى يتخلص من آلامه، وبالفعل استجاب «يوسف» للطبيب واتفقا على إجراء العملية إلا أنه بعد إجرائها زادت آلامه على خلفية حدوث نزيف بفتحة الشرج بشكل مستمر و«إخراج لا إرادى»، ما تسبب فى محاولته الانتحار من أجل التخلص من متاعبه بشكل نهائى. ويحكى «يوسف» مأساته قائلاً: «أنا عندى 29 سنة، عامل جزار، وقبل إجراء العملية المشئومة فى شهر يناير الماضى، كنت أشعر بألم شديد حين دخول الحمام وعندما ذهبت للطبيب الذى يدعى (ر.م.ر) وهو أحد الأطباء المشهورين فى المسالك البولية بمركز أشمون أكد لى أنه يوجد خرّاج ولا بد من إجراء عملية ناسور واتفقنا على إجرائها وبالفعل ذهبت للعيادة فى الميعاد المحدد وتم إجراء العملية وبعد انتهائها قال الطبيب لزوجتى إنه أجرى 3 عمليات وهى البواسير والناسور وتصحيح فتحة الشرج، دون علمنا بذلك، وأكد أن هذه العمليات فى صالحنا»، واستكمل «يوسف» باكياً: «بعدها ب3 أيام حدث نزيف شديد و«إخراج لا إرادى» لا يتوقف، وعندما عدت للطبيب أعطانى علاجاً دون فائدة فذهبت لمستشفى الدمرداش وأجريت تحاليل وفحوصات أكدت وجود تهتك فى عضلة الشرج الخارجية ينتج عنها نزيف و«إخراج لا إرادى». وأكد لى الأطباء عدم وجود فائدة فى العلاج ولا بد من إجراء عملية أخرى وهى تغيير مسار فتحة الشرج بفتحة جانبية وهى عملية غير موثوق فى نجاحها بنسبة كبيرة». وأضاف «يوسف» أنه قام بتحرير محضر فى قسم شرطة أشمون يحمل رقم 5784 ضد الطبيب «ر.م.ر» استشارى مناظير وجراحة المسالك البولية والعيوب الخلقية والعقم بمستشفى شبين الكوم التعليمى لإجرائه عمليات جراحية للمريض دون علمه وأثبت الأضرار الناتجة عن الخطأ الطبى، فتم تحويله إلى الطب الشرعى فى مدينة شبين الكوم ثم الطب الشرعى فى القاهرة، كما حرر «يوسف» مذكرة ضد الطبيب فى وزارة الصحة ونقابة الأطباء للمطالبة بوقفه عن العمل. وقالت إيمان محمد، زوجة المريض، إنها متزوجة من «يوسف» منذ 6 سنوات وأنجبت طفلتين، ياسمين 5 سنوات وحبيبة 3 سنوات، لافتة إلى أن الجراحة تسببت فى إعاقة يوسف الذى لم يعد قادراً على الخروج من المنزل بسبب «الإخراج اللا إرادى» والنزيف مما يعرضه لمواقف محرجة خارج المنزل، مؤكدة أن عائلة يوسف تولوا الإنفاق عليها وعلى زوجها وبناتها، مضيفة أن زوجها حاول الانتحار للتخلص من حياته فهو يموت يومياً وهو يرى نفسه عاد طفلاً لا يتحكم فى عملية الإخراج وعدم القدرة على العمل والإنفاق على زوجته وبناته. من جانبها أكدت الدكتورة هناء سرور، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، عدم علمها بالواقعة مؤكدة أنها لم تصل ليدها أى شكاوى بشأن الطبيب وأنها ستقوم بإبلاغ النقابة لفحص الشكوى المقدمة واتخاذ الإجراءات اللازمة، علاوة على توجيه إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة لاتخاذ الإجراءات القانونية، بخصوص عيادة طبيب خاص من حيث التأكد من التراخيص الخاصة بالعيادة والتأكد من صلاحيتها.