أسعار الخضروات في سوق العبور للجملة اليوم الأربعاء 4 يونيو    أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الأربعاء 4 يونيو    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» الأربعاء 4 يونيو 2025    محلل عسكري أمريكي: روسيا قادرة على التعافي من الضربة الأوكرانية الكبرى بالطائرات المسيرة    الصين تدرس شراء مئات الطائرات من أيرباص    طلاب جامعة نيويورك يواصلون إضرابهم عن الطعام دعما للقضية الفلسطينية    موعد مباراة الأهلي وباتشوكا استعدادا لكأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    انتهاء امتحانات الشهادة الإعدادية اليوم    وزير الصحة يتفقد حالة الحجاج في مستشفيات المدينة وعيادات بعثة الحج    شيماء سيف تعتذر عن عدم استكمال مسرحيتها في الكويت    «صحة البحر الأحمر» تنهي استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى    طقس الأربعاء مائل للحرارة بوجه عام نهارا والعظمى في القاهرة 33    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 في الجيزة ترم ثاني    احتجاز زوجة وأبناء منفذ الهجوم على مسيرة لمؤيدى إسرائيل فى كولورادو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 4-6-2025 في محافظة قنا    دوري الأمم الأوروبية، قمة نارية اليوم بين ألمانيا والبرتغال في نصف النهائي    كامل الوزير: انتقال زيزو للأهلي احتراف .. وهذا ما يحتاجه الزمالك في الوقت الحالي    زلزال يضرب جزيرة «سيرام» في إندونيسيا بقوة الآن    وزير خارجية إيران: تخصيب اليورانيوم داخل أراضينا هو خطنا الأحمر    اليوم.. السيسي يتوجه إلى أبو ظبي للقاء رئيس دولة الإمارات    علي الهلباوي يحتفل مع جمهوره بعيد الأضحى في ساقية الصاوي    انخفاض أسعار النفط بعد زيادة إنتاج مجموعة أوبك+    كامل الوزير: تذكرة المونوريل بنصف تكلفة بنزين السيارة    جيش الاحتلال يحذر سكان غزة من التوجه لمراكز توزيع المساعدات    الدولار ب49.62 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 4-6-2025    تنسيق 2025.. هؤلاء الطلاب مرشحون لجامعة "ساسكوني مصر"    مصرع وإصابة 17 شخصا في انقلاب ميكروباص بالمنيا    حبس مقاول و4 آخرين بتهمة التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر    إصابة 14 شخصًا في انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوى الغربى بأسيوط    "مايكل وملاكه المفقود" لهنري آرثر جونز.. جديد قصور الثقافة في سلسلة آفاق عالمية    رسميا.. رفع إيقاف قيد الزمالك    ليلى علوي تنعى الفنانة سميحة أيوب: "كانت الأم المشجعة دايمًا"    ظهور وزير الرياضة في عزاء والدة عمرو الجنايني عضو لجنة التخطيط بالزمالك (صور)    موعد أذان فجر الأربعاء 8 من ذي الحجة 2025.. ودعاء في جوف الليل    «احنا الأهلي».. رد صادم من ريبيرو على مواجهة ميسي    «بين الصدفة والرسائل المشفرة».. هل تعمد الأهلي وبيراميدز إفساد اللحظات الجماهيرية؟    دعاء النبي في يوم التروية.. الأعمال المستحبة في الثامن من ذي الحجة وكيفية اغتنامه    «حسبي الله فيمن أذاني».. نجم الزمالك السابق يثير الجدل برسالة نارية    90.1 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    رئيس حزب الجيل: إخلاء سبيل 50 محبوسًا احتياطيًا من ثمار الجمهورية الجديدة    يُعد من الأصوات القليلة الصادقة داخل المعارضة .. سر الإبقاء على علاء عبد الفتاح خلف القضبان رغم انتهاء فترة عقوبته؟    للتنظيف قبل العيد، خلطة طبيعية وآمنة لتذويب دهون المطبخ    الهلال يسعى لضم كانتي على سبيل الإعارة استعدادا لمونديال الأندية    تعرف على أهم المصادر المؤثرة في الموسيقى القبطية    أبرزهم شغل عيال وعالم تانى.. أفلام ينتظر أحمد حاتم عرضها    مي فاروق توجه رسالة نارية وتكشف عن معاناتها: "اتقوا الله.. مش كل ست مطلقة تبقى وحشة!"    مسلم يطرح أحدث أغانيه "سوء اختيار" على "يوتيوب"    رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد شراكة وتطوير لإطلاق مدينة «جريان» بمحور الشيخ زايد    رئيس الأركان يعود إلى مصر عقب انتهاء زيارته الرسمية إلى دولة رواندا    قبل العيد.. ضبط 38 كيلو أغذية غير صالحة للاستهلاك بالمنيا    إرهاق جسدي وذهني.. حظ برج الدلو اليوم 4 يونيو    «الإفتاء» تنشر صيغة دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى    رشوان توفيق ينعى سميحة أيوب: موهبتها خارقة.. وكانت ملكة المسرح العربي    بمكون منزلي واحد.. تخلصي من «الزفارة» بعد غسل لحم الأضحية    رجل يخسر 40 كيلو من وزنه في 5 أشهر فقط.. ماذا فعل؟    "چبتو فارما" تستقبل وزير خارجية بنين لتعزيز التعاون الدوائي الإفريقي    "صحة المنوفية": استعدادات مكثفة لعيد الأضحى.. ومرور مفاجئ على مستشفى زاوية الناعورة المركزي    ماهر فرغلي: تنظيم الإخوان في مصر انهار بشكل كبير والدولة قضت على مكاتبهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يستهدف الإرهاب جيش مصر؟
نشر في الوطن يوم 11 - 12 - 2014

شغَب علينا أحد الشياطين بصراخه: «لماذا نقتل أبناءكم فى الجيش المصرى؟»، وجعل يحرّف آيات الله عن مواضعها لتغطية الإرهاب الآثم والتستر على عصابات القتل والإفساد فى أرض مصر الكنانة بثوب الدين البرىء من أجل مكاسب دنيوية رخيصة، فأعماه الطمع أن يرى آيات الله نوراً يشرق على الأرض ويحمى الإنسان، فأظهرها على وجه الشيطان القبيح وكأنه ينافسه على معاداة الله وحربه، فنسب لتلك الآيات الكريمات الدعوة إلى القتل بالغيلة والخيانة لتبرير ظلم الخائنين، مع صريح قول الله عز وجل: «وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين» (الأنفال: 58). إلا أن مرضى القلوب يرون المال إلههم والدنيا آخرتهم، وبعضهم يرى طاعة أميرهم أعظم عنده من طاعة الله عز وجل، فيوظفون ما يحفظون بألسنتهم من كتاب الله فى ترويج إرهابهم وعبادة أميرهم، ولا يعبأون من تحذير القرآن لأمثالهم فى قوله تعالى: «إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم فى الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» (آل عمران: 77). وإعذاراً إلى الله عز وجل «لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد» (ق: 37)، وإنقاذاً لعقول الأبرياء من البسطاء أن يغتروا بهذا التحريف، ودفاعاً عن كلام الله عز وجل أن يساء فهمه؛ فقد تعقبنا الآيات القرآنية التى حرفت عن مواضعها فى صوت صراخ الشيطان للمصريين وهو يقول: «لماذا نقتل أبناءكم فى الجيش المصرى؟» فى مقال سابق. وقد دعانا التأمل فى مبادرة صوت الشيطان وتجاسره على آيات القرآن الكريم وهو يحرفها عن مواضعها للنيل من جيش مصر العظيم أن نبحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الصراخ الشيطانى الذى يتبناه الإرهابيون من الإخوان وأتباعهم تنفيذاً لمخطط أسيادهم الصهاينة وهم الأعداء الحقيقيون للجيش المصرى الذى هزمهم فى 1973م، ويقف حجر عثرة أمام أطماعهم التوسعية التى تريد استيلاء دولتهم الصهيونية على أرض العرب والمسلمين من النيل إلى الفرات. والعجيب من أمر الصهاينة الملاعين أن يطهروا أيديهم من دماء الجيش المصرى الزكية ثم يصدرون له خونة الوطن من بنى جنسه بعد أن افتعلوا الخصومة بينهم وبينه، متغافلين أن خصومتهم بصفتهم خونة الوطن مع المصريين جميعاً وليست مع جيشهم فقط، فأفراد الجيش من الشعب المصرى كله عند بلوغ شبابه سن التجنيد لعام أو أكثر حتى يتجدد الجيش بالشباب الدائم، وحتى يشترك أبناء المصريين جميعاً فى بناء جيشهم؛ ليصير من يعادى جيش مصر معادياً لكل المصريين، ويكون من يحب جيش مصر محباً لكل المصريين.
وبعد قراءة إيمانية لإصرار الصهاينة والخونة على معاداة جيش مصر والنيل منه فقد تبين من وجهة نظرنا عشرة أسباب وراء استهداف الإرهابيين لجيش المصريين العظيم، والتى لا تزيده إلا إيماناً وثباتاً وقوة على حماية شعبه ومقاومة المعتدين، ونذكر تلك الأسباب فيما يلى؛ ليتحقق بعد العلم بها فيما بين المصريين وبين الإرهابيين قوله تعالى: «ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حى عن بينة» (الأنفال: 42).
أولاً: جيش مصر خير جنود الأرض ومتيقظون إلى يوم القيامة. وأهل الحسد والحقد أعداء لأهل النجاح مهما أغدقوا عليهم؛ كما قال سبحانه: «ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور» (آل عمران: 119)، وقال تعالى: «ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق» (البقرة: 109).
ويدل على خيرية جيش مصر ويقظته إلى يوم القيامة ما أخرجه محمد بن عبدالحكم فى «فتوح مصر»، وابن عساكر فى «تاريخ دمشق»، عن عمر بن الخطاب أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيراً فإنهم خير أجناد الأرض»، فقال أبوبكر الصديق: ولِمَ يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة».
ثانياً: جيش مصر يقاتل فى سبيل الله وهو الحق والعدل؛ ليقضى على الطاغوت وهو الظلم والعدوان. وأهل الطاغوت أعداء للحق منذ الأزل يوم أن عادى الشيطان آدم وهو فى الجنة، والطاغوت على وزن فعلوت (مثل ملكوت ورحموت) من الطغيان وهو الظلم الذى حرمه الله على نفسه وجعله بيننا محرماً. ويسعى الطاغوت لمصالح طائفته بالأنانية كالشيطان على حساب عامة الناس الضعفاء، ومنه طاغوت الإخوان الذين لا يرون إلا أنفسهم.
أما جيش مصر فلا يعرف الطائفية أو الطاغوتية، وإنما يعرف المصريين جميعاً فى عيونه؛ لأنه منهم جميعاً فكان فى سبيل الله الذى يعم الجميع دون طائفية؛ لأن الله تعالى رب الناس ورازقهم دون تمييز بينهم بدين أو جنس أو لون. والله عز وجل مع من كان فى سبيله لكل المواطنين وليس مع أهل الطاغوت والطائفية، كما قال سبحانه: «الذين آمنوا يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون فى سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً» (النساء: 76)، وقال تعالى: «الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون» (البقرة: 257).
ثالثاً: جيش مصر على الصراط المستقيم يقاتل بشرف فى العلن وبإنذار خصومه دون خيانة، وأهل الخيانة والخسة أعداء للصراط المستقيم لأنهم على صراط المغضوب عليهم والضالين الذين يقتلون ولا يقاتلون إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر، ولا يعرفون قتال الصدور وإنما يقتلون بالأدبار والغيلة والخيانة؛ عملاً بطرق الشيطان التى أقسم عليها، كما فى قوله تعالى: «قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين» (الأعراف: 16-17).
أما جيش مصر فملتزم بشرف العسكرية الذى جعله على الصراط المستقيم، وعلى عهده بقول الله سبحانه: «وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين» (الأنفال: 58).
رابعاً: جيش مصر ينحاز إلى الشعب الأعزل، وأهل الظلم أعداء للضعفاء؛ لأن الظالم ينحاز إلى هواه معتمداً على السلاح والجبروت ولا يرى الضعيف إلا مأكولاً، وهذا هو السر فى قتل بنى إسرائيل لأنبيائهم الذين انحازوا إلى الضعفاء وأبَى الإسرائيليون إلا الجبروت فقتلوا أنبياءهم، كما قال سبحانه: «لقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلاً كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون» (المائدة: 70)، وقال تعالى: «أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون» (البقرة: 87).
أما جيش مصر فينحاز إلى شعبه الذى استأمنه على مستقبله، فحيث كان توجُّه الشعب كان الجيش وراءه فاستحق الجيش نصرة الله عز وجل الذى وعد بنصر الضعفاء ومن ينحاز لهم، كما قال سبحانه: «ونريد أن نمن على الذين استُضعِفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون» (القصص: 5-6)، وأخرج البخارى عن مصعب بن سعد قال: رأى سعد بن أبى وقاص أن له فضلاً على من دونه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم».
خامساً: جيش مصر يتحاكم إلى كتاب الله الذى أمر بالوفاء بالعقود والعهود المبنية على التراضى. وأهل الهوى والأطماع أعداء لكتاب الله فى حل المنازعات، ويريدون التحاكم للصفقات والجبايات التى تكون بمراكز القوى والابتزاز أو بالطاغوت الذى هو الظلم والاستقواء والغلبة، كما قال سبحانه: «ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً. وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزَل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً. فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً. أولئك الذين يعلم الله ما فى قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم فى أنفسهم قولاً بليغاً» (النساء: 60-63).
أما جيش مصر فلا يقبل الابتزاز أو الصفقات السرية التى تميز بعض الشعب على بعض، ولا يتحاكم فى فصل المنازعات والحقوق إلا بكتاب الله القائل: «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود» (المائدة: 1)، والقائل: «وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً» (الإسراء: 34)، وما أخرجه البخارى تعليقاً أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «المسلمون عند شروطهم». وعلى هذا يلتزم جيش مصر بالاحتكام إلى الدستور والقوانين واللوائح بالسلطة القضائية المستقلة دون استثناء لأحد من أجل إقامة العدل الذى أمر الله به فى كتابه.
سادساً: جيش مصر يقر بأن الدين لله كما أمر الله، ولا يتعالى على المصريين فى الإيمان؛ لأنه منهم. وأوصياء الدين يجعلون الدين بعد الله لهم، ويعادون من يخالفهم فى تفسيره ولا يتبعهم فى تأويله استعلاءً عليهم، فلا يرضون لأنفسهم بديلاً فى المرجعية الدينية لسَوْق الناس بأحكام الحلال والحرام التى يضعونها بأنفسهم، ويعتقدون أنهم المفوضون فى بقائها أو تعديلها مثلما كانوا يقولون من تحريم العمل بالدستور بزعم دستورية القرآن الكريم ثم صاروا يقولون بجواز العمل بالدستور عندما كان لصالحهم بزعم الوفاء بالعهود، ومثلما كانوا يقولون من تحريم العمل بالنظام الانتخابى والديمقراطى والتجنس بزعم مصطلحات الإسلامية والبيعة والشورى، ثم صاروا يقولون بجواز كل ذلك عندما كانت لمصلحتهم بزعم أننا أعلم بشئون دنيانا، ولا يستحيون أن يعودوا من جديد إلى القول بتحريمها إذا لم تمكنهم من الاستيلاء على الحكم. والأعجب أنهم يريدون إلزام الناس بتبعيتهم فى الغدوة والروحة؛ عملاً بالحديث الموضوع كما ذكر الشوكانى وهو «الناس على دين ملوكهم»، وقال عنه السخاوى فى «المقاصد الحسنة»: لا أعرفه حديثاً. ويرفضون تمكين الناس من الحرية الدينية والفقهية التى عظمها الله فى كتابه ومن ذلك قوله تعالى: «لا إكراه فى الدين» (البقرة: 256)، وعظمها الرسول (صلى الله عليه وسلم) فى سننه ومنه ما أخرجه أحمد بإسناد حسن أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «يا وابصة استفتِ قلبك استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك».
أما جيش مصر فلا يزكى نفسه على المصريين فى علاقته بالله كما قال تعالى: «فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى» (النجم: 32)، ولا يحرم أى مصرى من حقه فى اختيار دينه وفهمه على الوجه الذى يقنعه يوم لقاء ربه، كما أمر الله تعالى فى قوله: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله» (الأنفال: 39)، فلا يملك أحد على أحد شيئاً فى الدين إلا تبادل العلم والفقه اللذين يحتملان الصواب والخطأ؛ ليستقل كل إنسان باختياره من غير وصاية، كما قال تعالى: «وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه» (الإسراء: 13).
سابعاً: جيش مصر يحمى رسالة الرسل فى وطنه التى تعلن توحيد الله تعالى بدون وكالة بشر، وأن كل بنى آدم مكرم وسيد. وأهل الكهنوت الدينى أعداء لحرية الإنسان فى كرامته وسيادته على نفسه، فيزعمون أن الله ابتعثهم ليكونوا وكلاءه فى الأرض وكأنه اختصهم بولاية يستعبدون بها الناس دون الاتعاظ بالدرس القرآنى الذى أذل الله به أسلافهم عندما قالوا: «نحن أبناء الله وأحباؤه. قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق. يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء» (المائدة: 18)، ومع ذلك فإنهم يشاغبون بمثل قوله تعالى: «ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم» (النساء: 83)، وقوله سبحانه: «وأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم» (آل عمران: 7)، وكأن تلك الآيات القرآنية لم يخاطب الله بها إلا أنفسهم من دون كل الناس الذين لهم فى الله حقوق متساوية.
أما جيش مصر فلا يقبل عن الله بديلاً أو وكيلاً؛ امتثالاً لقوله تعالى: «وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون» (الأنبياء: 25)، وقوله سبحانه فى ثلاثة مواضع من كتابه: «وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً» (النساء: 81)، (الأحزاب: 3، 48).
ويمكّن جيش مصر بمنعه المفوضية عن الله أو الوكالة عنه المصريين من عبادة الله عبادة خالصة، كما أمر الله فى قوله سبحانه: «وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء» (البينة: 5)، كما يمكّنهم فى الوقت نفسه من حفظ كرامتهم وسيادتهم كما قال سبحانه: «ولقد كرمنا بنى آدم» (الإسراء: 70)، وكما أخرج ابن عدى فى «الكامل» بإسناد حسن عن أبى هريرة أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «كل بنى آدم سيد».
ثامناً: جيش مصر يمنع الفتن الدينية ويحمى كل دور العبادة (الكنائس والمساجد) كما أمر الله تعالى. وتجار الدين أعداء لكل من يخالفونهم فينادون بإشعال الفتن الدينية وهدم الكنائس أو إحراقها عملاً بحديث ضعيف كما وصفه ابن الملقن (ت 804ه)، وابن حجر العسقلانى (ت 852ه)، وهو ما أخرجه ابن عدى فى «الكامل» عن عمر بن الخطاب أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «لا تبنى كنيسة فى الإسلام ولا يبنى ما خرب منها».
أما جيش مصر فيقطع دابر الفتن الدينية بحماية دور العبادة لأصحابها الذين لا يؤذون أحداً؛ امتثالاً لقوله تعالى: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله» (الأنفال: 39)، وقوله سبحانه: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً» (الحج: 40). وأخرج البيهقى فى «سننه الكبرى» أن أبا بكر (رضى الله عنه) لما بعث الجنود نحو الشام كان مما أوصاهم: «وستجدون أقواماً حبسوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له».
تاسعاً: جيش مصر يكشف للمصريين المفسد من المصلح والخائن من الأمين. والمفسدون الخائنون من المصريين أعداء للإصلاح والأمانة، ويلبسون الحق بالباطل حتى يتمكنوا من الإفساد فى وطنهم باسم الإصلاح، وحتى يمارسوا الخيانة فى بنى وطنهم باسم أداء الأمانة، كما حدث منهم فيما عرف ب«أخونة الوظائف» باسم القضاء على الفلول، وبالتنازل عن حلايب وشلاتين وأجزاء من سيناء باسم الأخوة الإسلامية، وصدق الله حيث يقول فى أمثالهم: «ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون» (البقرة: 8-12).
أما جيش مصر فلا يعرف الإفساد ولا الخيانة وإنما يلتزم بالإصلاح والأمانة ويكشف للمصريين المفسدين منهم والخائنين؛ امتثالاً لقول الله تعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون» (التوبة: 105)، وقوله سبحانه: «وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح» (البقرة: 220).
عاشراً: جيش مصر كتب الله له القبول عند المصريين. والإرهابيون الذين كتب الله عليهم الخسران وعدم القبول عند الناس أعداء للصالحين والمقبولين، فقد عادى «قابيل» أخاه «هابيل» لمجرد قبول قربانه عند الله فقتله، كما قال سبحانه: «واتل عليهم نبأ ابنى آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين. لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين. إنى أريد أن تبوء بإثمى وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين. فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين» (المائدة: 27-30).
أما جيش مصر الذى توكل على الله واحتسبه، وجعل الدين لله حقاً لكل المصريين بدون وصاية، وعظم رسائل العمل الصالح والإعمار بالأمانة والأمان للجميع، وتحاكم إلى كتاب الله الآمر بالوفاء بالعقود والعهود، وانحاز إلى الضعفاء والمظلومين دون الخوف من الطواغيت الظالمين الخائنين فقد قدم ما نال به فضل الله تعالى عليه من قبول المصريين له الذين هم شهداء الله فى الأرض، كما أخرج الشيخان من حديث أنس بن مالك فيمن شهدوا على الجنازة خيراً أو شراً، فقال لهم الرسول (صلى الله عليه وسلم): «أنتم شهداء الله فى الأرض»، كما حظى جيش مصر بتمكين الله له أن يقيم رسالته الوطنية، وصدق الله تعالى فى قوله: «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدوننى لا يشركون بى شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون» (النور: 55).
ويطمئن جيش مصر أن البقاء فى الدنيا لرسالته الإصلاحية والتأمينية حتى تظل كلمة الله هى العليا فى قوله سبحانه: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» (يوسف: 99).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.