قدم الشيخ عبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، عدة نصائح للمغّترين بتنظيم "داعش" الإرهابى، حيث قال: "داعش ظاهرهم التكفير وباطنهم البعثية، داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات". ولخص الشحات في عدة نقاط، اعتراضه على تنظيم "داعش"، في بيان للدعوة، استعرض خلاله بعض جهود العلماء المعاصرين في بيان خطورة هذا التنظيم، من خلال إجابة الدكتور سعد بن ناصر الشثري، عضو هيئة كبار العلماء سابقًا، على سؤال بشأن "داعش" في برنامج الجواب الكافي على قناة "المجد" الفضائية، والذي يمكن أن تعنون له "داعش ظاهرهم التكفير وباطنهم البعثية"، إضافة إلى الحملة التي نظمتها عدد من القنوات الفضائية بعنوان "داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات"، والتي شارك فيها عدد من العلماء والدعاة، منهم الدكتور سعد بن ناصر الشثرى. وتابع: خلاصة اعتراضاتنا على تنظيم "داعش"، تكمن في إجابة شيخ الإسلام ابن تيمية على ذلك في مستهل إجابته عن حكم التتار قائلًا: "وهذا مبني على أصلين: أحدهما المعرفة بحالهم، والثاني معرفة حكم الله في أمثالهم، فأمال الأول فكل من باشر القول يعلم حالهم، ومن لم يباشرهم يعلم ذلك بما بلغ من الأخبار المتواترة وأخبار الصادقين، ونحن نذكر جل أمورهم بعد أن نبين الأصل الآخر الذي يختص بمعرفته أهل العلم بالشريعة الإسلامية". وفند المتحدث باسم الدعوة السلفية، في مقال له بجريد "الفتح"، أخطاء تنظيم "داعش" في عدة نقاط منها: 1- قادته الميدانيين من القادة البعثيين السابقيين، وإذا كان باب التوبة مفتوحًا أمام كل أحد، ولكن فرق جوهري بين أن تقبل توبة التائب ظاهرًا، وتكل أمره إلى الله، وبين أن تسلم لهم القيادة، لا سيما إذا كانت أفعالهم استمرارًا لنفس ما كانوا عليه في السابق. 2 - أنهم من أشد الناس غلوًا في التكفير، ولا يقدح في هذا أنهم يتبرأون من تكفير المسلمين، فلو أنك سألت أي خارجي هل تكفر المسلمين؟، لأجاب بالقطع لا، ولكن الصحيح أن تسأله هل يحكم بالإسلام لمن نطق بالشهادتين أم لا؟، ومتى يحكم على المسلم بالردة بعد إسلامه؟ وهل يثبت الكفر على معين بمجرد فعله الكفر؟ أم لابد من ثبوت شروط وانتفاء موانع؟ وبهذا يتبين السلفي من الخارجي. 3 - كما أنه لا يقدح في ذلك أنهم لا يكفرون بالكبيرة، فعامة الخوارج المعاصرين لا يكفرون بالكبيرة، ولكنهم في النهاية يكفرون المسلمين من باب تكفير الحكام أولًا، ثم تكفير جميع من لا يكفرهم توسعًا منهم بالباطل في تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر، وهنا يدور السؤال: "هل إثم من يكفر المسلم العاصي المرتكب للكبيرة أعظم عند الله، أم من يكفر رفقائه في الجهاد لأنهم لم يبايعوه أو لأنهم ما يوافقوه على بدعته من تكفير حكام المسلمين؟". 4 - ومن هنا نعلم أن نقطة الغلو الرئيسية التي ينطلق منها هؤلاء، هي تكفير الحكام، وهم في ذلك ينطلقون من القواعد القطبية التي ترى أن الحكام كفار لمجرد أنهم حكام، بناء على ما قرره سيد قطب من أن حال الدعوة في العصر الحديث كحال دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في بدايتها، حيث ينقسم الناس إلى مؤمن بها ومعرض عنها وهم العامة وأعداء لها، وهم الملأ أي الحاكم وحاشيته، والذي يترجم في هذا الزمان إلى الجيش والشرطة والحكومة، ويختلف أنصار هذا الفكر اختلافًا كبيرًا في الحد الذي يعتبر به الشخص داخلًا في الملأ وداخلًا في العامة. 5 - مما يؤكد أن هؤلاء يكفرون الحكام بمجرد كونهم حكامًا، أنهم لا يلتفتون إلى أن بعض الدول تطبق الشريعة بالفعل في النظام القضائي على الأقل، وأن بعض الدول مثل مصر واليمن والكويت تنص دساتيرها على مرجعية الشريعة بل لا فرق عندهم بين الجميع. 6 - ومن أخطائهم الشنيعة، والتي يتوصلون بها إلى تكفير كل من خالفهم في النقطة السابقة، توسعهم المذموم في تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر، فيلزمون جميع المسلمين بفهم الفاسد في قضية الحكام، ومَن أبى حكموا بكفره وهم يمتحنون من يقع تحت أيديهم في شأن حاكم بلده، وكانوا يفعلون هذا مع المصريين بشأن الدكتور مرسي مع أنه ينتمي إلى حركة إسلامية فمع غيره من باب أولى. 7 - كما أنهم يتوسعون في التكفير بباب موالاة الكفار، فيجعلون كثيرًا من صور الموالاة المحرمة أنها من باب الردة، بل ربما أدخلوا صورًا من المعاملة الجائزة على أنها من الموالاة الشركية، وبالطبع يطبقون هذا على التعاون على البر والتقوى مع الحكومات المعاصرة، "والتي يعتقدون كفرها". 8 - ومن أخطائهم تكفير بعض الطوائف بالعموم، لأسباب لم يثبت أن كل أفراد الطائفة يفعلها أو يقر بها، كتكفير الشيعة بالعموم، استنادًا إلى الأقوال الكفرية التي صرح بها بعضهم، وتكفير الصحوات بالعموم استنادًا إلى تبعية بعضهم للأمريكان. 9 - ومن تبعات تسرعهم في إعلان دولة بلا مقومات حقيقية، أنهم لا يكادون يجدون من معنى الدولة بابًا يثبتون به قيام دولتهم، إلا الإسراف في تطبيق الحدود، مع أن الحالة التي هم عليها، قد يمنع فيها من إقامة الحد منعًا من فتنة الناس لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقطع الأيدي في الغزو".