سيناء: تدمير 15 بؤرة إرهابية و5 أنفاق.. وتصفية 10 إرهابيين

والقبض على 36 مشتبهاً به حصيلة عمليات الجيش فى أسبوع

واصلت قوات الجيش والشرطة حملاتها المركزة لاستهداف عناصر الإرهاب، ونجحت فى تدمير 15 بؤرة إرهابية والقبض على 12 مشتبهاً به، أمس الأول، علاوة على ضبط 55 محكوماً عليهم فى قضايا متنوعة، فيما استهدف تنظيم «أنصار بيت المقدس» منزل أمين شرطة بإدارة نجدة العريش بعبوة ناسفة، أمس، ما تسبب فى إصابة أمين الشرطة و4 من أفراد أسرته، كما اختطف عناصر التنظيم موظفاً مدنياً بإدارة مرور رفح بدعوى تعاونه مع الجيش.
وقال مصدر أمنى بشمال سيناء إن «سامى الدسوقى»، 40 عاماً، أمين شرطة بإدارة النجدة بالعريش، و4 من أفراد أسرته أصيبوا فى الساعات الأولى من صباح أمس، جرّاء تفجير عبوة ناسفة استهدفت منزله بمنطقة «غاز السبيل» بمدخل مدينة العريش، ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والعناصر التكفيرية، إثر محاولة التكفيريين شن هجوم مسلح على منزل أمين الشرطة عقب الانفجار، وتحولت المنطقة لساحة كر وفر، واستمرت الاشتباكات لمدة نصف ساعة حتى لاذت العناصر التكفيرية بالفرار، ونُقل أمين الشرطة وأفراد أسرته لمستشفى العريش العسكرى لتلقى العلاج.
واستمراراً لمسلسل اختطاف وقتل مواطنى شمال سيناء على يد «بيت المقدس» قالت مصادر أمنية وقبلية بشمال سيناء إن مجموعة من المسلحين التابعين لتنظيم «أنصار بيت المقدس» اختطفوا مواطناً يُدعى «محمد. ع. ش»، موظف مدنى بإدارة مرور شمال سيناء تحت تهديد السلاح، ونقلوه إلى جهة غير معلومة، وذلك بدعوى تعاونه مع الجيش.
وواصلت قوات الجيش نشاطها على الشريط الحدودى بمدينة رفح بشمال سيناء، تمهيداً لإخلاء 500 متر إضافية خلال ساعات من سكانها، لتصل المنطقة العازلة إلى 1000 متر من الشريط الحدودى مع قطاع غزة، بعدما انتهت القوات من إخلاء 500 متر من الشريط الحدودى وهدم المنازل بها وحصول معظم أصحابها على التعويضات المستحقة. وأكد مصدر أمنى بشمال سيناء أن قوات حرس الحدود بالتعاون مع عناصر المهندسين العسكريين، تمكنوا أمس، من تفجير 5 أنفاق جديدة عُثر عليها بالشريط الحدودى برفح.
وعلى صعيد ملاحقة العناصر الإجرامية والمطلوبين، أعلنت مديرية أمن شمال سيناء، فى بيان أمس، أن قوات الأمن شنت حملة موسعة لضبط المطلوبين والمحكوم عليهم، وتمكنت من ضبط «55» محكوماً عليهم.
فى سياق متصل، أكد مصدر سيادى ل«الوطن» مقتل 10 إرهابيين بسيناء والقبض على 36 مشتبهاً بهم ومطلوبين أمنياً، حصيلة العمليات العسكرية ضد البؤر الإرهابية بشمال سيناء خلال أسبوع. وأوضح أن القوات المسلحة نجحت فى تدمير 52 عربة من أنواع مختلفة و63 دراجة بخارية وشاطئية بدون لوحات معدنية تُستخدم فى تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر الجيش والشرطة، علاوة على تدمير 86 مقراً ومنطقة تجمع خاصة بالعناصر الإرهابية، لافتاً إلى أن عناصر من الجيش الثانى دمرت 3 ورش لإصلاح سيارات العناصر الإرهابية، ومزرعة بانجو بمساحة «60» متراً مربعاً، وميدان رماية كان مخصصاً لتدريب العناصر الإرهابية، و6 مخازن بها «5.5» طن من نبات البانجو المخدر، وقطع غيار دراجات بخارية وجهاز لاسلكى موتورولا، و10 براميل بنزين، إضافة إلى تفجير 3 عبوات ناسفة زُرعت على طرق تحرك القوات، وكانت معدة للاستخدام ضد القوات المسلحة والشرطة، وضبط 3 سيارات ربع نقل ونصف نقل تحمل «88» بندقية «خرطوش وآلية وقناصة».
فيما نجح خبراء المفرقعات فى تدمير 3 ألغام أرضية زُرعت على جانبى وفى منتصف الطريق، وأجرت طائرات «الأباتشى» عمليات مسح ميدانى لعدد من المواقع التكفيرية لمساعدة القوات فى تصفية تلك العناصر، كما تمكنت قوات الأمن من حرق عشرات «العشش» التى يستخدمها العناصر الإرهابية كمأوى لهم، إضافة إلى مهاجمة العديد من الأوكار الإرهابية التى تستخدمها العناصر الإرهابية فى تخزين الأسلحة.
ونجحت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع قوات حرس الحدود، فى كشف وتدمير فتحتين للأنفاق، وضبط 58 فردا أثناء محاولات «تهريب، وتسلل وهجرة غير شرعية».
وأصدر تنظيم «أنصار بيت المقدس» فيديو جديداً صباح أمس، يستنجدون من خلاله على لسان أميرهم أبوأسامة المصرى، بأهالى سيناء بالانضمام إليهم ورفع السلاح فى وجه الجيش المصرى، على خلفية الخسائر التى مُنى بها «التنظيم» بعد ضربات الجيش المتلاحقة والمركزة.
بث الفيديو كلمة صوتية لأبوأسامة المصرى، وهو جالس بجوار جثث 5 من العناصر التكفيرية، وقال نصاً: «هؤلاء مسلمون عزّل قتلهم جيش الردة، بعد أن أسرهم، ويدّعى أنهم قُتلوا فى اشتباكات مع مسلحين، فوالله الذى لا إله إلا هو، إن إخواننا عندما يُقتلون فى اشتباكات مع هذا الجيش، فقلوبنا تمتلئ عليهم فرحاً وبشراً لأنهم شهداء ماتوا فى سبيل الله».
وتابع «أبوأسامة»: «نحن قصّرنا فى حق الأسرى، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا تقصيرنا، ولكن يعلم الله عزّ وجلّ أننا لن ندخر جهداً فى سبيل فك أسرهم، فإننا دعاة لفك أسرهم وقيودهم وتكسير كل ما يحول بيننا وبينهم، وإن شاء الله سبحانه وتعالى سنحرر جميع الأسرى، وهذا أحد أسباب جهادنا».
وأضاف «المصرى»، وهو يشير إلى الجثث الملقاة على الأرض بجواره: «هذا الذى ترونه أمامكم من قتل لهؤلاء العزل، فانظروا إلى رؤوسهم التى هُشّمت، وأقول لكل جندى داخل الجيش، سوف تُعرض عليك هذه الصور، فهل هذه رصاصة عن بُعد، أم رصاصة أطلقت عليهم عن قُرب، فالجيش يدّعى أنه حقق انتصارات خلال حملاته ضد المجاهدين، فوالله لم يقع فى أيديهم إلا العزل، والله سبحانه وتعالى ينجى عباده المجاهدين».
ثم وجه أبوأسامة المصرى رسالة إلى أهالى سيناء حرّضهم فيها على مواجهة الجيش، مدعياً أن القوات تهدم منازلهم وتقتل أطفالهم وينتهكون أعراضهم، واصفاً الأهالى بأنهم أصحاب النخوة والكرامة، فها هى قد أعلنت دولة الخلافة على أرض سيناء، وأعلنت سيناء ولاية، وخليفتها قد نادى بالنفير، فلا عذر بعد الآن.
وقال «أبوأسامة» إن أى فرد من أبناء سيناء، عندما يسأل نفسه، ما يجب عليه فعله الآن، فأقول له لقد أعلنت دولة الخلافة وأقيمت ولاية تطبق حدود الله عز وجل، وتحمى فيها حرمات المسلمين ودماؤهم وأعراضهم، فنقول لهم يا أهل سيناء، انظروا إلى كل من قتلوا، فكلهم من المستضعفين، وكلهم من العزّل ومن النساء والأطفال، فإذا كان الإعلام يكذّبنا والطواغيت يكذبوننا فأنتم لا تكذبوننا، لأنكم فى قلب الحدث وتعيشون فيه، لذلك ندعوكم إلى رفع السلاح فى وجه هذا الجيش، ندعوكم إلى الرد للدفاع عن أعراضكم والذود عنها، فيا قوم، من مات دون ماله فهو شهيد، وانفعل «أبوأسامة» وظهر من خلاله صوته المبحوح أنه وصل إلى حالة البكاء، ليستنجد بأبناء سيناء لمساندتهم.
وتحت عنوان «والله لنثأرن» أنهت «أنصار بيت المقدس»، إصدارها المرئى، ببث عملية استهداف عقيد الشرطة والعريف والمجند التابعين لقوة تأمين الطرق بشمال سيناء، حيث بث الفيديو لحظة مرور سيارة «نصف نقل» بيضاء، وفى صندوقها الخلفى، أحد المجندين، ويرصدها مجموعة من العناصر المسلحة يستقلون سيارة ملاكى.
وانتهى الأمر بلحاق سيارة العناصر الإرهابية، بسيارة أفراد الشرطة وأطلقوا النار فى البداية على المجند فى الصندوق الخلفى حتى سقط شهيداً، ثم انهالوا بالرصاص على عقيد الشرطة والعريف فى كابينة السيارة، حتى لقيا مصرعيهما، ثم لاذوا بالفرار، واتضح من خلال هذ المقطع، أن أفراد الشرطة كانوا يرتدون ملابس مدنية ويستقلون سيارة لا علاقة لها بسيارات الشرطة.