يقدم الكاتب والروائي الدكتور ياسر ثابت في روايته الجديدة "ذنب"، عملًا إبداعيًا يغوص في عالم المرأة من جهة، ويتناول من جهة أخرى تجربة الهجرة والبعاد، بحثًا عن حقيقة الحُبِّ وجوهر السعادة في فراديس بعيدة، إن لم تكن مفقودة. وتكشف الرواية الصادرة عن دار "اكتب" في القاهرة عن موهبة وجرأة تتجاوز المألوف على أكثر من صعيد، سواء في التفاصيل التي تشكِّل جسد الرواية، بل وأيضًا على مستوى اللغة المستخدمة، والمفردات والعبارات التي تشكّل هذه اللغة، فتصعد إلى الشعر حينًا، وتجرب مستويات أخرى للحكي والحوار، بكل ما يعنيه ذلك من تنوّع واختلاف يلائمان المناخات المتعددة التي يرسمها الروائي. تبدأ الرواية على متن طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة، في رحلة أقرب إلى استكشاف المجهول، وتنتهي على سرير مستشفى؛ حيث يصغر العالم ربما أكثر من اللازم. وما بين البداية والنهاية، تجري مياه ورياحٌ وحوادث كثيرة، تشكّل مادة هذه الرواية، التي تتناول، بالتفاصيل الدقيقة، حياة مجموعة من الشخصيات وعلاقاتهم وعذاباتهم، وما تنطوي عليه من توق الروح إلى الحرية، وشبق الجسد وملذّاته. رواية تحمل الكثير من الأسئلة، وتقدم إجابات مختلفة عن سؤال الهوية الشرقية حين تندمج في مجتمع غربي، قبل أن نكتشف أن غربة الوطن وغربة المنفى والمَهجر، غربتين تختلفان في الشكل والصورة، وتلتقيان في خلق الغربة الكبرى، الحياتية والوطنية والوجودية للإنسان. ومن الأعمال الإبداعية الأخرى للمؤلف ياسر ثابت، "أيامنا المنسيّة"، "مراودة"، "تحت معطف الغرام"، "يوميات ساحر متقاعد"، "فضة الدهشة"، "لحظات تويتر".