لا أجد وصفاً أو تعبيراً يتناسب مع ما حدث يوم الجمعة 28 نوفمبر الماضى، الذى توعد فيه الجهاديون والتكفيريون الشعب المصرى بثورة إسلامية تصحح الأوضاع، وتعيد مصر إلى نهجهم المختل ومنهجهم الدموى وقيادتهم الفاشلة، وإذا بإرادة الله ومن بعدها إرادة الشعب العظيم تنتصر فى النهاية فى مشهد درامى غريب، ليرى هؤلاء المغيبون بأعينهم حجمهم الحقيقى فى الشارع المصرى، وقدر تأثيرهم، وخلاصة حشدهم لهذا اليوم الموعود، ولينقلب فى النهاية السحر على الساحر، فينطبق عليهم قول العزيز العليم «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ»، وهذا ما لم يفهموه ويدركوه من بداية الأمر، بأن حجمهم الحقيقى فى الشارع المصرى يساوى صفراً، وأن الشعب المصرى العريق الذى ضحكوا عليه فى الماضى بالزيت والسمن والسكر قد لفظهم ورفضهم بعدما رأَى رأْىَ العين حقيقة أفعالهم الدموية وسلوكياتهم العدائية وسياساتهم الشاذة وتآمرهم الدولى وتفننهم فى زراعة القنابل والمتفجرات فى طرقاته ومدارسه وجامعاته ووسائل مواصلاته، ومن ثم جاء اليوم الذى يتخلى فيه الشعب عنهم عن بكرة أبيه، بل وتنزل طوائف الشعب المختلفة إلى الشوارع والميادين لتحتفل بالانتصار على مخططاتهم الإرهابية وأفكارهم الشيطانية، ولتعلن على الملأ شهادة وفاتهم. إن الواجب على هذه الجماعات الملتحفة برداء الدين أن يفيقوا ويعودوا إلى جموع هذا الشعب الطيب العريق المكافح، ويصطفوا إلى صفوفه العريضة والمسالمة، ويدركوا أن مصر تتسع للجميع، وأن ينتظروا معنا الغد الجديد، ويكونوا على يقين بأن العلى القدير لن يخذلنا أبداً، لنبدأ مع قيادتنا الجديدة عهد المشروعات الكبرى، وبمشيئة الله تعالى سينتظرنا الخير الوفير، والله الموفق والمستعان.