لكل مدينة تاريخ تعود إليه منذ بداية بناءها حتى نهايتها، فكثير من المدن ما يصمد قرون وأخرى تختفي بفعل التغيرات الطبيعية، مثل الزلازل، والبراكين، والفيضانات، أو عوامل طبيعية أخري، وقد ذكر القرآن الكريم قصص العديد من المدن الشهيرة التي اندثرت ولم يعد لها أثر سوى أطلال اكتشفها العلماء بمحض الصفة ومن أمثلة هذه المدن: - مملكة ديان: اكتشف فريق من علماء الآثار في بحيرة" فوكسن" الصينية، مجموعة كبيرة من المباني والآثار في قاع البحيرة، في عام 2001، ويقول السكان المحليون أنهم في أغلب الأحيان كانوا يستطيعون مشاهدة المدينة مباشرة في أوقات الطقس الصافي والهادئ، ومع مرور الزمن أصبحت هذه المباني التي تحت الماء مصدرا للقصص والأساطير المحلية بالمنطقة، وفي العديد من الرحلات الاستكشافية وجد علماء الآثار الكثير من البيوت وجدران المدينة التي لا تزال واقفة، وحسب التقارير تمتد أنقاض وأطلال المدينة على مساحة تقدر ب6.5 كيلو متر مربع. - مدينة إيدام (Eidum): في بحر وادن على طول الحدود الشمالية الغربية لألمانيا، توجد مجموعة صغيرة من الجزر تسمى الفريزة الشمالية، وهي تصغر تدريجيا بسبب عمليات المد والجزر التي تضرب الساحل، وتذكر الروايات التاريخية أن مدينة إيدام بنيت في عام 1300 م وكانت بلدة إيدام مهددة دائما من عواصف بحر الشمال، التي كانت تدمر المدينة حتي إذا أُعيد بناءها، في عام 1436 ضربت إحدى العواصف المدينة وأغرقتها مما أسفر عن مقتل 180 شخصا، واضطر سكان المنطقة للهرب إلى مناطق أكثر ارتفاعا، حيث أقاموا هناك مستوطنة جديدة وأصبحت تدعى في الوقت الحالي ب(ويستر لاند). - مدينة فيا (Pheia): هي مدينة صغيرة، خلدت في العشرات من الأعمال الروائية، وكانت جزء من ساحة الحرب البيلوبونيسية في القرن الخامس قبل الميلاد بين أثينا وإسبرطا في ذلك الوقت، استمرت الحرب قرابة 30 عاما، وقد ظلت هذه المدينة غارقة ومفقودة حتى عام 1911م، حتى عثر فريق من المستكشفين على بقاياها على عمق 5 أمتار تحت مستوى سطح البحر. - مدينة فاناغوريا (Phanagoria): في قمة تطور الحضارة اليونانية، انتشر اليونانيون حول البحر المتوسط، حيث امتدت الحضارة اليونانية إلى الأراضي الروسية في العصر الحديث، وتوسعت الامبراطورية اليونانية لتصل إلى الحافة الشمالية للبحر الأسود وشيدت أكثر من اثنى عشر من المدن والموانئ على حدود رومانيا وبلغاريا وأوكرانيا، كانت "فاناغوريا" إحدى هذه المدن وتقع في شبه جزيرة تامان. وتعرضت فاناغوريا، للغزو من قبل ملك امبراطورية بونتوس، وذلك في القرن الأول قبل الميلاد، واستمرت الحرب حوالي 25 عاما، وأثناء عمليات استكشافية لفرق التنقيب تحت الماء على انقاض المدينة المدمرة في عام 2011، وجدوا قطعة ضخمة من الرخام كان عليه رثاء من الملك ميثريديتس إلى زوجته المتوفية، وفي جزء كبير من المدينة توجد مقبرة واسعة، ويقدر أن هناك الآلاف من التوابيت موجودة في هذه المقبرة، حسب موقع ar-science.