مدرسة لتعليم أطفالهم الصم والبكم هى كل ما يتمناه أهالى قرى مركز سمالوط، حتى لا يتعرض أبناؤهم للتشرد فى الشوارع بسبب إعاقتهم. رحلة طويلة خاضها أولياء أمور الأطفال المعاقين منذ عام 1998، فلم يجدوا إلا مدرستين: الأولى بمركز مغاغة وتبعد 55 كيلومتراً فى أقصى شمال المحافظة، والثانية بمدينة المنيا وتبعد 35 كيلومتراً، وعندما طالبوا المسئولين بإنشاء مدرسة للصم، لم يهتموا، فأنشأوا بالجهود الذاتية فى عام 1999 أكشاكاً من الخشب فوق سطح مدرسة ابتدائية بقرية إطسا، لتكون فصولاً للصم ملحقة بذات المدرسة. ظل الحال كما هو عليه حتى عام 2009، حيث تقرر إزالة مبنى المدرسة الابتدائية بقرية إطسا، وقررت الإدارة التعليمية إلحاق مدرسة الصم بمدرسة قرية البيهو الإعدادية المجاورة، وفى عام 2009 تم الموافقة على تخصيص قطعة أرض بالمدرسة المزالة بإطسا لبناء مدرسة جديدة للبكم، وبعد الحصول على جميع الموافقات اللازمة، وإدراج المدرسة فى خطة هيئة الأبنية التعليمية، لكنه ظل حلماً لم يتحقق طوال 5 سنوات. عبدالمتجلى لطفى، ولى أمر طالب بالمدرسة، يصف معاناة الصم والبكم بسبب عدم إنشاء مدرستهم قائلاً: يواجه ابنى صعوبات كثيرة للذهاب لمدرسته متواضعة الإمكانيات، فالصم والبكم غير قادرين على التعبير عن مطالبهم ولذلك لا يبالى المسئولون بهم، ومعظمهم يتسربون من التعليم ولا يحضرون للمدرسة بشكل منتظم لسوء حالتها، فمدارس الصم والبكم لها مواصفات خاصة، ومنها يجب أن يكون داخلها غرف وأسرة لإقامة التلاميذ على مدار الأسبوع، بحيث يقوم ولى الأمر بإيداع ابنه بالمدرسة فى أول الأسبوع ويستلمه فى آخر الأسبوع لقضاء الإجازة مع أسرته، كما أن التدريس يجب أن يتم بالتكرار وبناءً على منهج علمى معروف يحتم حضور الطالب بشكل منتظم وإقامته بالمدرسة، وتقسيم فترات اليوم الدراسى ما بين التعليم وممارسة الأنشطة التى تسهم فى تنمية قدرات الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى أن الفصول غير مهيأة للصم والبكم، ولا يتم تقديم الأطعمة لهم مما يعوق تعليمهم الجيد.