الرجل.. قائد سابق فى المخابرات الحربية.. بل وكان مسئولاً عن ملف مكافحة الإرهاب بهذا الجهاز الخطير.. إذن، عندما يقدم اللواء محمد سلامة الجوهرى «خطة حرب متكاملة» لمواجهة الإرهاب فى سيناء بعد عملية «الشيخ زويد» الخسيسة فلا بد من وضعها فى قلب الاهتمام. اللواء «الجوهرى» يضع فى خطته اعتبارات عديدة من أجل اقتلاع الإرهاب من جذوره من خلال سيناريوهات واضحة.. وآليات للتنفيذ.. ويكشف أيضاً أشكال التعاون بين الجماعات الإرهابية فى المنطقة.. بالإضافة إلى حلول أخرى - غير أمنية - ضمن خطة المواجهة الشاملة. - المكافحة.. البداية من «المعلومات»: تبادل المعلومات عن الإرهاب داخل وخارج الدولة. تبادل المعلومات عن الإرهاب مع الوكالات والهيئات العالمية. تنسيق ودراسة تكتيكات ودراسات مكافحة الإرهاب (عسكرية - أمنية - شعبية). وضع الاستنتاجات حول حقيقة البيئات التى تنبثق منها العناصر الإرهابية وأفكارهم «سياسية - اقتصادية - اجتماعية - دينية». التركيز على تحييد واستيعاب المنظمات الإرهابية وفتح قنوات اتصال لمعرفة دوافعها وأهدافها مع عدم إظهار ضعف الدولة. إنشاء وتأسيس وحدات قوات الرد الفورى السريع العسكرية أو الأمنية المشتركة على مستوى الدولة وأقاليمها. - «نظرة» إلى العمليات الإرهابية الأخيرة: ➊ تنوع فكر العناصر الإرهابية ونقل عملياتهم من مكان لآخر. ➋ وجود ثغرات بالجهاز الأمنى يستغلونها. ➌ انتقاؤهم لأهداف جديدة وبعيدة عن أعين الأمن. ➍ تنفيذ الإرهابيين لفكرة التشتيت من خلال استهداف مواقع الجيش والشرطة فى أماكن مختلفة وفى أوقات متتابعة. ➎ استخدام الأسلحة الثقيلة وقذائف «آر بى جى». - البحث عن «التمويل الأجنبى»: إن المناطق الحدودية نتيجة إهمالها فى الماضى أصبحت مهجورة ومرتعاً للتهريب وبيئة خصبة للإرهابيين وفرض سيطرتهم على هذه المناطق. أثناء حكم المعزول مرسى تغلغلت العناصر الإرهابية والإجرامية داخل شبه جزيرة سيناء، خاصة فى الشمال وعلى الشريط الحدودى مع رفح البالغ طوله 13 كم نتيجة وعود مرسى ل«حماس» بإعطائها رفح المصرية وبعد عزله حصل لهم هوس وجنون لضياع أحلامهم. وقد تلاحظ لنا مؤخراً أن أخطر ما يهدد الأمن القومى المصرى حالياً هو ما تقوم به الجماعات الإرهابية تحت مظلة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين من محاولتهم لزعزعة الاستقرار وتخريب وتفتيت الأمة وتصفية روح الانتماء بين أبنائها ومحاولتهم الفاشلة لانهيار المجتمع لسهولة السيطرة عليه مرة أخرى، خاصة إذا لاحت فى الأفق تأثيرات لعوامل خارجية متمثلة فى «أمريكا - إسرائيل - تركيا - قطر - حماس - إيران» وذلك من خلال استخدامهم العنف وخروجهم عن تقاليد المجتمع والاعتماد على التمويل الأجنبى الذى يهدف إلى السيطرة على المنطقة العربية من خلال أمريكا وسعيها لتحقيق هدفها الأساسى بالمحافظة على أمن إسرائيل من خلال العمل على تفوقها تسليحياً على جيوش العرب. - كيفية القضاء على الإرهاب.. واقتلاع جذوره: وضع وادى وتير تحت المنظار، لأنه طريق الانتقال من الشمال إلى الجنوب والعكس. وضع وسط سيناء «نخل وجبل وادى فيران» تحت المنظار جيداً. الخطوط الاستراتيجية للدول لمكافحة الإرهاب: ➊ التجميع المستمر للمعلومات عن المنظمات والعناصر الإرهابية. ➋ حماية الشخصيات والمنشآت المهمة داخل وخارج البلاد. ➌ إعداد قوة متخصصة لمقاومة الإرهاب من الجيش والشرطة. ➍ الإرهاب ضد الإرهاب. - التمهيد للعملية.. بداية النجاح.. - سيناريوهات: ➊ عمل منطقة عازلة على الشريط الحدودى مع رفح البالغ طوله 13 كم وإخلاء الأهالى من على هذا الشريط بعمق 10 كم مع عدم تركهم سيناء. ➋ عمل جدار خرسانى على هذا الشريط الحدودى تحت الأرض وبعمق كبير لا يسمح بمرور الأنفاق. ➌ محاصرة أماكن الإرهابيين للحد من تحركاتهم مثل جبل الحلال ووادى وتير والمهدية والسهول والكثبان الرملية بدبابات وقوات خاصة. ➍ توجيه نداء إلى أهالى سيناء بأنه يفضل ترك منازلهم لفترة قصيرة لمن يستطيع ذلك وبرغبته. ➎ حصار وإجراءات صارمة على المعابر المؤدية من الشرق للغرب لضبط أى عناصر متسللة. - أشكال التعاون بين المنظمات الإرهابية: ➊ تعاون فى مجال التسليح. ➋ تبادل المعلومات. ➌ تعاون فى التدريب. ➍ تعاون فى مجال الخبرات. ➎ تعاون فى مجال الإيواء. ➏ القيام بعمليات مشتركة. ➐ تنفيذ عمليات بالإنابة. - التنفيذ: قيام عملية عسكرية مشتركة من جميع أسلحة القوات المسلحة «مدرعات - مشاة ميكانيكى - مدفعية - رادارات قوات الصاعقة والمظلات - المهندسين العسكريين - القوات الجوية - العمليات الخاصة.. إلخ» على أن تبدأ هذه العملية بالمواجهة من بداية خط القناة من جهة الشرق بدءاً من القنطرة شرق شمالاً ثم مروراً بالحسنة ونخل فى وسط سيناء وصولاً إلى جنوبسيناء مع التركيز على عمق شمال سيناء فى اتجاه رفح مروراً ببالوظة ورمانة وبئر العبد والعريش والشيخ زويد ثم رفح. تسمية هذه العملية «عاصفة سيناء» وتبدأ عملية التطهير بالمواجهة وفى توقيت واحد فى اتجاه فلسطين ومسح وتدمير كل ما هو إرهابى وما يقابل قواتنا المسلحة المدعومة بطائرات الأباتشى. لا بد من مشاركة قبائل سيناء فى هذه العملية إلزامياً لعلمهم بدروب ومدقات المنطقة وهم بهم كثير من الوطنيين والفدائيين المخلصين. لا بد من استخدام الغازات غير المحرمة دولياً فى ضرب الجبال والكهوف والكثبان الرملية لإجبار العناصر الإرهابية على الخروج من مخابئها مثل الغازات المسيلة للدموع وغازات الأعصاب. إغلاق منفذ رفح طوال فترة التطهير وحتى القضاء على البؤر الإرهابية تماماً. الاعتماد بصفة خاصة على عناصر الإسقاط بالمظلات والقوات الخاصة فى التعامل مع الإرهابيين الموجودين بالجبال والكهوف. تأمين شواطئنا تماماً أثناء العملية فى البحر الأحمر والأبيض وقناة السويس. يجب مراعاة أن سيناء تنطبق عليها المنطقة المستهدفة نظراً لعمقها الجغرافى ووجود مد جهادى بها وتضاريسها الصعبة التى تسهل تحرك الإرهابيين والبيئة التى تسمح بإيواء الإرهابيين علاوة على انتشار السلاح مع سكانها وتكاتف العناصر الإجرامية مع العناصر الإرهابية أثناء فترة المعزول الخائن مرسى ومحاولتهم المستميتة لإرهاب النظام وإشعارهم أنهم محاصرون ومحاولتهم التأثير على القرارات العسكرية وكسب المعركة إعلامياً.