لم يحن الوقت بعد لإسدال ستار نهاية أزمة نقص الأدوية فى مصر، ووقف استيراد العلاجات التى تحذر المؤسسات الدولية من خطورتها على صحة المرضى، فهناك أدوية أصدرت بشأنها دولتان من المرجعية الدوائية، وهما فرنسا وألمانيا، قراراً بمنع تداولها فى الأسواق منذ عام 2011، وأصدرت بعدها منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية، ووكالة الطب الأوروبى تحذيراً بمنع استخدامها، إلا أنها لا تزال متداولة فى الصيدليات والأسواق المصرية، خصوصاً عقار «أكتوس» الذى يحتوى على مادة «بيوغليتازون» ويسبب سرطان المثانة، وعقار «موتيليوم» الذى يحتوى على المادة الفعالة «دومبيردون»، وتسبب فى حالات موت مفاجئ فى فرنسا. الأزمة ليست فى الأدوية التى تضرّ بصحة المرضى فقط، بل هناك أزمة أكثر تعقيداً وخطراً على المواطنين، وهى نقص الأدوية بشكل لافت فى الصيدليات ووصلت إلى اختفاء ما يقرب من 751 صنفاً وفقاً لتصريحات نقابة الصيادلة، ومعظم تلك العقاقير تمثل علاجات لأمراض خطيرة ومزمنة مثل الكبد والسكر والأزمات القلبية وغيرها، فى الوقت الذى تم فيه توجيه أصابع الاتهام إلى شركات القطاع العام التى تنتج معظم الأدوية الناقصة فى السوق، حيث تعانى تلك الشركات من خسائر تقدر ب130 مليون جنيه، فيما طالب أطباء بإعادة النظر فى المنظومة الدوائية وضرورة وجود سياسة دوائية تحافظ على صحة المريض، باعتبارها قضية أمن قومى، ويجب التعامل معها بمنتهى الجدية وتوفير كل العلاجات بالصيدليات وتنفيذ خطة طموحة لإنتاج الأدوية الحيوية محلياً. ملف خاص: «الوطن» تكشف قائمة «الأدوية القاتلة» فى مصر: احترس.. الموت قد يكون فى «جرعة علاج» نقص الأدوية.. أوجاع على هامش المرض أطباء: نقص الأدوية خطر يهدد الأمن القومى.. والدولة مطالبة بوضع «سياسة دوائية» للمواجهة