"جامعة القاهرة".. ذلك الصرح الذي ظل على مدار 100 عام منارة للعلم، تخرج أجيالًا من المهندسين والأطباء والمعلمين والفقهاء، يتحول، اليوم، إلى موقع لدوي الانفجارات وسيل الدماء وترويع الآمنين وصعود الأرواح إلى بارئها. العميد طارق المرجاوي، مفتش مباحث مدير أمن الجيزة، كتب أول سطور ضحايا انفجار الجامعة، حيث شهدت نقطة الارتكاز الأمني بمحيط جامعة القاهرة، صباح الثاني من أبريل الماضي، وقوع انفجارين متتاليين، أسفرا أيضا عن إصابة كل من اللواء عبد المنعم الصريفى مدير مباحث مساعد مدير الأمن، والعميد عادل عطى الله، وآخر من قوات الأمن بمدير أمن الجيزة وعدد من رجال الأمن والمواطنين المتواجدين بمحيط موقع الانفجار. المكان نفسه يشهد مأساة أخرى تعقب أختها بستة أشهر فقط، حيث شهد الكمين الشرطي المتواجد أمام البوابة الرئيسية لجامعة القاهرة ،اليوم، انفجار عبوة ناسفة، أسفرت عن إصابة 10 أشخاص بينهم 6 من عناصر الأمن و4 مدنيين كحصيلة ليست نهائية للحادث، مع تأكيدات أمنية بوقوع الانفجار في ذات موقع استشهاد المرجاوي. "قوات الأمن والشرطة تعاني من غيبوية كاملة، ولا تتعلم من أخطائها السابقة" كان هذا تعليق العميد محمود قطري الخبير الآمني، مستنكرًا عدم حماية القوات لمكان الحادث السابق الذي راح ضحيته الشهيد طارق المرجاوي، أو اتخاذ أية إجراءات استباقية واحتياطية في مكان الحادث ما يعني وجود خلل شديد في المتابعة وجمع معلومات دقيقة وجديدة في جهاز الداخلية، على حد وصفه. وقال قطري، في تصريح ل"الوطن"، إن الألم النفسي الشديد الناتج عن الحوادث مصحوب بالسخرية نتيجة ضعف وفشل جهاز الشرطة، مشيرًا إلى أنه يثير الرعب والقلق في قلوب المواطنين، فضلًا عن أنه يؤثر على كافة الجوانب الحياتية لهم. وعن تصريحات مسؤول الإعلام بوزارة الداخلية، بأن آخر تمشيط لجامعة القاهرة تم في الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، علق قطري بقوله "ده بيمشط ويمشي"، مضيفًا إلى أنه لا يتم التمشيط ومسح المنطقة بالدقة المطلوبة، مشددًا على ضرورة التعاون بين قوات الشرطة والمباحث الجنائية والأمن الوطني، للحفاظ على أرواح المواطنين التي تروح هباء.