أكدت مصادر دبلوماسية مصرية اتحاد مصر مع كل من السعودية والإمارات، وكثير من الدول الفاعلة فى الأممالمتحدة، لتشكيل لوبى ضد تركيا، ومنعها من الحصول على عضوية مجلس الأمن، للعام المقبل، وأظهرت نتيجة التصويت فى انتخابات العضوية غير الدائمة بالمجلس، مساء أمس الأول، حجم الخسارة التى تكبدتها الدبلوماسية التركية جراء السياسة «الحمقاء»، والمواقف التى يتبناها الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، حسب قول المصادر. وأوضحت المصادر، فى تصريحات ل«الوطن» أنه حينما تترشح دولة لعضوية مجلس الأمن لا بد أن تكون ذات تأثير إقليمى واضح، وتتمتع بعلاقات جيدة مع الدول فى محيطها الإقليمى، حتى تتمكن من حصد الأصوات التى تمكنها من الفوز بهذا المقعد، والاضطلاع بهذا الدور المهم فى حفظ السلم والأمن العالميين، وبالنظر إلى مدى توافر هذه الشروط فى تركيا، يمكننا أن ندرك حجم التدهور الذى آلت إليه العلاقات التركية مع معظم جيرانها، مثل سوريا والعراق والإمارات وإيران وقبرص واليونان ومصر وغيرها، بسبب موقف الرئيس التركى، الذى نصّب من نفسه وصياً على المنطقة، وتصور أن بإمكانه أن يستعيد أيام الخلافة العثمانية، على حد قولهم. وأضافت: «التدهور الشديد فى العلاقات بين مصر وتركيا خلال العام المنصرم خير دليل على ذلك، فحينما تستهين بإرادة الشعب المصرى، وتصر على معاداة أكبر دولة عربية، وأهم دولة فى محيطها الإقليمى، فعليك أن تتحمل عواقب هذه السياسة الهوجاء». وأشارت إلى أن الجانب الأبرز فى هذه الواقعة ما يتعلق بالدور التركى فى الحفاظ على السلم والأمن على الصعيدين الإقليمى والدولى، وتساءلت: «كيف لدولة تواجه اتهامات بالأدلة الدامغة حول صلاتها الوثيقة بالتنظيمات الإرهابية ودعم الجماعات المتطرفة فى دول المنطقة أن تسعى لنيل مقعد فى مجلس الأمن، المنوط أساساً بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، ومحاربة هذه الجماعات؟ إن فوز تركيا بهذا المقعد سيمثل كارثة على المنطقة، ويبدو أن المجتمع الدولى يعى جيداً حقيقة التحركات التركية فى هذا الصدد، ما أدى إلى هذه الهزيمة الموجعة». واعتبرت المصادر أن الهزيمة النكراء التى تلقتها تركيا فى هذه الانتخابات، وحصولها على 60 صوتاً فقط، مقابل حصول إسبانيا على 130 صوتاً، تمثل رسالة واضحة لكل مواطن تركى، بأنه قد آن الأوان للمراجعة، وهناك خطأ ما فى السياسة الخارجية لا بد من تقويمه، فهذا الرئيس، الذى كان يتحدث إبان رئاسته للحكومة عن دولة بلا مشكلات، أصبحت تركيا تفقد معه صديقاً تلو الآخر، بل وتفقد من رصيدها الدولى يوماً بعد يوم، ومما لا شك فيه أن استمرار الدولة التركية فى هذا النهج سيكسبها مزيداً من الأعداء، وقد نصل إلى اليوم الذى قد تصبح فيه تركيا دولة بلا أصدقاء». ودعت المصادر «أردوغان» إلى أن يعى الدرس جيداً، ويفيق من استعادة الماضى، ويحترم إرادة الشعوب وسيادة الدول، ويتوقف عن التدخل فى شئونها الداخلية، ويعود إلى رشده ليدرك وضعه وحجمه الحقيقى وإلى أى طريق أسود يسير ببلاده. وفاز بالعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن، للعامين المقبلين، فنزويلا وإسبانيا وماليزيا وأنجولا ونيوزيلاندا. وتترشح مصر لعضوية مجلس الأمن لعامى 2016 و2017، ووزعت كتيباً على وزراء خارجية الدول، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الماضية.