أرجعت الأحزاب المصرية رفض طلب تركيا بالحصول على مقعد غير دائم مجلس الأمن إلى سياساتها المؤيدة للإرهاب، وعلاقتها الملتبسة بجماعة الإخوان الإرهابية، وسجلها الملطخ بالدماء فى قضية الأرمن، وموقفها المتردد فى الحرب على داعش بوصفه من أخطر التنظيمات الإرهابية التى تهدد المنطقة العربية بأسرها.. وأوضحت الأحزاب أن نسبة التصويت، إشارة واضحة على حقيقة نظرة الأوروبيين وأمريكا لتركيا وسياستها الخارجية الفاشلة التى جمعت العالم ضدها. فقد أكد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق أن من أهم أسباب خسارة تركيا لمقعد مجلس الأمن أمام اسبانيا سياستها الخارجية المشوهة فى الفترة الأخيرة ورعايتها لبعض الجماعات المتطرفة بالمنطقة ومنها جماعة الإخوان الإرهابية، مما أفقدها مكانتها وقدرتها على التأثير داخل المنطقة والعالم. وقال العرابى: إن تركيا اعتبرت ثورات الربيع العربى فرصة جيدة لها لإقامة سياج خلفى لها فى المنطقة وتحقيق حلمها فى إقامة دولة الخلافة للهيمنة والسيطرة على المنطقة، ولكن جاءت ثورة المصريين فى 30 يونيو وأنهت على هذه الأحلام، فانتهج اردوغان مواقف استفزازية ضد مصر وبعض الدول من خلال التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد وهذا بالطبع مرفوض تماما. ومن ثم، باتت سياستها غير متسقة بسبب تخبط رجب اردوغان ولهذا تدهورت علاقة تركيا مع جيرانها ومع دول العالم. وأوضح العرابى أن هناك معايير معينة تؤهل الدول للترشح والفوز بمقعد مجلس الأمن ومنها أن تكون الدولة ذات تأثير إقليمى كبير وواضح للجميع، وأن تتمتع أيضا بعلاقات جيدة مع الدول فى محيطها الإقليمى، والاضطلاع بدور مهم فى حفظ السلم والأمن العالميين، هذا بالطبع لم ينطبق على تركيا بسبب سياسة اردوغان الخارجية والداخلية أيضا لقمعه للمتظاهرين فى دولته. من جانبه، أكد المستشار أحمد عودة مساعد رئيس حزب الوفد أن تدخل اردوغان فى الشئون الداخلية للبلاد ورعايته للإرهاب والجماعات المتطرفة كانت من أهم الأسباب لفقد تركيا مقعد مجلس الأمن، بالإضافة لموقفه من الأكراد. وقال المستشار يحيى قدرى النائب الأول لحزب الحركة الوطنية، والذى يقود ائتلاف الجبهة المصرية، إن تصرفات تركيا أفقدتها الشعبية الدولية والدعم مما أدى لفقدها مقعد العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن. وأوضح أن التحركات التى تقوم بها أنقرة من خروجها عن مبدأ علمانية الدولة التركية والاتجاه نحو إحياء الخلافة الدينية، ودعم جماعات إرهابية داخل المنطقة، ألقى بظلال كثيفة على توجهاتها باعتبارها دولة أوروبية، يمكن أن يكون لها ثقل فى المحافل الدولية، أضف لذلك مشاكلها غير المنتهية مع الأكراد المستعصية عن الحل حتى الآن بسبب عدم وجود إرادة سياسية. كما أشار إلى أن احد الأسباب الجوهرية لفقدان هذا الثقل الدولى، قيام تركيا بتمويل تنظيم داعش وجماعات إرهابية مسلحة أخرى بالمنطقة، فضلا عن عمليات القمع للتظاهرات وقتل المتظاهرين السلميين الحقيقيين، كما أن الدول العربية المعتدلة وقفت بشدة ضد هذا الأمر. من جانبه، أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أن هناك العديد من الأسباب وراء هذا الاخفاق التركى أهمها عدم فاعلية الدور التركى فى العلاقات الدولية وتحديدا فيما يخص المساهمة فى عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام والأمن الدوليين، حيث تعد مساهمة الدول بهذا الشأن معيارا مهما جدا لاختيار الدول التى تشغل مقعدا غير دائم فى مجلس الأمن كما أنه يتبين أيضا عزوف تركيا بل وامتناعها عن المشاركة الايجابية فى مكافحة الإرهاب تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ذاته وظهر ذلك جليا فى موقفها غير الحاسم فى دعم قرارات مجلس الأمن والتحالف الدولى الذى يستهدف داعش فى سوريا والعراق. وأشار إلى أنه لا يخفى أيضا سجلها السيئ فى انتهاكات حقوق الإنسان وتحديدا الاكراد .