قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن الكرة الأرضية في تغير مستمر، من ارتفاع وانخفاض في درجة الحرارة، وكذلك سطح البحر، وزيادة غازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون، وهناك تغيرات بطيئة، تحدث على مدار آلاف وملايين السنين، وأخرى سريعة مثل اصطدام نيازك بالكرة الأرضية، وما يحدث حاليا هو استمرار فترة دفيئة بعد الجليدية «interglacial»، وتشهد هذه الفترة ارتفاع درجة حرارة الأرض لأسباب طبيعية، ويضاف الآن جزء من نشاط الانسان، والفرق بين العصور الدفيئة والجليدية، يكون في حدود 10 درجات مئوية، متوسط هذه الفترة 10 آلاف سنة، ولكنها وصلت الآن إلى 11 ألف سنة، قد تمتد أو تعود الأرض مرة أخرى إلى البدء في فترة جليدية جديدة، وهذا هو الأقرب، ولكن ليس من الآن ربما بعد عدة مئات من السنوات. شراقي: إذا ارتفع سطح البحر نصف متر فإن ذلك يمكن أن يغرق نصف مليون فدان شمال الدلتا وأضاف أن مستوى سطح البحر، ارتفع في العالم خلال القرن الماضي حوالي من 16 إلى 20 سم، وازداد مؤخرا منذ 1993، ليصبح حوالي 3 مم/سنة، طبقا للقياسات بالأقمار الصناعية، كما ارتفعت درجة الحرارة حوالى درجة واحدة، منذ بداية الثورة الصناعية (حوالى 200 عام) معظمها فى الخمسين سنة الأخيرة بمعدل 0.1 إلى 0.2 درجة مئوية كل عشر سنوات، كما تم رصد ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وانحسار بعض المناطق الجليدية، كل ذلك مشاهد تدق ناقوس الخطر لاتخاذ تدابير عدم زيادة درجة الحرارة، وتقليل ذوبان الجليد الذي يزيد من ارتفاع سطح البحر، كما أن ارتفاع درجة الحرارة، يُزيد أيضا من تمدد مياه البحار وزيادة الحجم، مما يُزيد من مستوى البحر وغرق بعض المناطق الساحلية المنخفضة. وأوضح أن هناك ارتفاع طبيعي بطئ في درجات الحرارة على سطح الأرض، يحتاج آلاف السنوات لكي يرتفع منسوب سطح البحر متر أو مترين، ولكن يعظمها نشاط الإنسان بزيادة التلوث، خاصة من غازات ثاني أكسيد الكربون من محطات توليد الكهرباء والصناعة ووسائل النقل، والميثان من المخلفات والبرك والمستنقعات والمزارع، وأكاسيد النيتروجين من الصناعة والزراعة، والأوزون من الطائرات وغازات كلوروفلوروكربون، وقد ترتفع درجة الحرارة إذا استمر الإنسان في نشاطه الملوث للبيئة، ولكن يصعب الوصول إلى 4 درجات التي قد تحتاج إلى مئات من السنوات وربما الآلاف إذا احتاطت البشرية. تم إجراء كثير من الدراسات لسيناريوهات ارتفاع منسوب سطح البحر وأكد أنه تم إجراء كثير من الدراسات لسيناريوهات ارتفاع منسوب سطح البحر وتأثر الدلتا، ووجد أنه إذا ازداد منسوب سطح البحر نصف متر، فإن ذلك يمكن أن يغرق حوالي نصف مليون فدان شمال الدلتا، ويضاعف حجم البحيرات الشمالية (المنزلة والبرلس وإدكو ومريوط)، ومساحات كبيرة من بورسعيد ودمياط والإسكندرية، وتهجير حوالي 4 ملايين نسمة، أما إذا ارتفع 1.5 متر فسوف يمتد البحر المتوسط داخل الدلتا لمسافة حوالي 25 كم مغرقا حوالي 1.5 مليون فدان وتهجير أكثر من 8 مليون نسمة. بناء السد العالي وعدم تدفق مياه النيل أدى إلى تآكل شواطئ الدلتا وأشار إلى أن بناء السد العالي، وعدم تدفق مياه النيل إلى البحر المتوسط، أدى إلى تآكل شواطئ الدلتا، وأنشأت مصر هيئة حماية الشواطئ منذ أكثر من 50 سنة واستخدمت كتل صخرية وأسمنتية لامتصاص طاقة الأمواج وحماية الشواطئ والمنشأت الساحلية، مثل رأس البر وقلعة قايتباي بالإسكندرية من التآكل، وليس من ارتفاع منسوب سطح البحر.