قال الدكتور حسن الصغير الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اليوم، إن الاستدلال بالحديث النبوي الشريف «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» لتحريم احتفالات المولد النبوي الشريف يرد على من استدل الحديث، موضحًا: «من أحيا في أمرنا هذا ما هو منه فهو مقبول، وليس مردودا، والأعجب من ذلك أنه قد ينقدح في قرائح بعض أهل العلم الذين يقومون بقراءة كتاب الله ويتدبرونه يخرجون منه بشرعية الاحتفال، إننا في أمس الحاجة إلى التذكير بالرسول وأن نذكر الأوقات التي توافق مولده حتى نذكرهم به، بشخصيته وسيرته وتشريعه، ويبقى أن تذكر النبي والتذكير به وتحري الشهر الذي ولد فيه أمر من الدين». وأضاف خلال احتفالية مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بمناسبة ذكرى المولد النبوي: «من العجيب أننا قد نقرأ ونتدبر لكن فتح الله عز وجل على من شاء من حملة كتابه ليس له حد، فقد يقف حافظ للقرآن على ما لا يقف عليه حفاظ، وأعجب ما ورد على سمعي في هذا المضمار، حفاوة وتذكير بنعمة رسول الله في كتاب الله على نحو قد لا يماري من في قلبه مثقال ذرة من علم مشرب بحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن كتاب الله عز وجل يشير إلى شرعية التذكير بنعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتابع أنه في الربع الخاص ب«وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات» من سورة البقرة، قال الله تعالى «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك، وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا ابعث فيهم رسولا يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم غنك أنت العزيز الحكيم». وعلق على هذه الآيات الكريمة من سورة البقرة قائلًا: «وكأن النبي كان إجابة لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم حينما رفع القواعد من البيت، وأننا الأمة التي شاء الله أن يبعث فيها رسوله صلى الله عليه وسلم، وعندما ننتقل إلى سورة آل عمران نجد قوله تعالى لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، ثم ننتقل إلى سورة التوبة، فقد قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم». إشارة أصولية بالتذكير بنعمة النبي وأشار إلى أن الإشارة الأصولية في التكرار بالتذكير بنعمة النبي ترفع كل معاني الصحة عن الذين يقولون إن الاحتفال بالنبي ليس من الشرع: «الله سبحانه وتعالى قال يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليه آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، كما وصف الله النبي بأنه على خلق عظيم، وبالتالي فإن كتاب الله مرة يذكر ومرة ينبه وكأن النبي بيننا». القرآن بصّرنا كيف نحتفل وأوضح أن القرآن بصّرنا كيف نحتفل، إذ قال في كتابه العزيز «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم»، وفي موضع آخر، قال «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرًا»، وبالتالي تكون المسألة فقط أنه قد يختلط في نظر البعض بعض ممارسات الناس العادية مثل صنع المأكولات أو افتعال بعض الأمور، لكن يبقى أن تذكر النبي والتذكير به وتحري الشهر الذي ولد فيه أمر من الدين.
