لقى ما لا يقل عن 67 شخصاً مصرعهم وأصيب العشرات، صباح أمس، فى تفجير انتحارى قرب حاجز أمنى أثناء تفتيشه عند مدخل أقامه مسلحو الحوثيين فى ميدان «التحرير» وسط العاصمة صنعاء، وفقاً لما قاله شهود عيان لوكالة «يمن برس». وقال قيادى حوثى، فى تصريح ل«يمن برس»، إن حصيلة القتلى تضم أطفالاً وكباراً فى السن، فيما رُصدت حتى الآن 130 حالة إصابة بينهم 30 حالة حرجة جداً. مضيفاً أن القتلى والجرحى تم نقلهم وإسعافهم بين مستشفى الجمهورى، ومستشفى الشرطة، والمستشفى العسكرى فى منطقة «الجراف». ووقع الانفجار فيما كان الشيعة الحوثيون، الذين يسيطرون على صنعاء منذ 21 سبتمبر، يستعدون للتظاهر فى ميدان «التحرير». وبعد وقوع الهجوم تفرقت الحشود فى كل الاتجاهات فيما حاول البعض إسعاف الجرحى. وخلت الساحة سريعاً من المتظاهرين. ويحمل التفجير، فيما يبدو، بصمات تنظيم «القاعدة»، الذى توعد فى وقت سابق مسلحى جماعة الحوثى ب«نثر أشلائهم وجعل رؤوسهم تتطاير»، قائلاً إنه سيجعل «ليلهم نهاراً وصبحهم ناراً»، حيث إنه بعد سقوط صنعاء حذر تنظيم «القاعدة» من أنه سيشن حرباً دون هوادة ضد المتمردين الشيعة. وعلى صعيد آخر، قُتل 20 جندياً يمنياً فى هجوم انتحارى نفذه أيضاً تنظيم «القاعدة» ضد نقطة تفتيش للجيش اليمنى عن طريق سيارة مفخخة يقودها انتحارى فى ضواحى مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن، بالإضافة إلى تدمير دبابة وعربتين، وفقاً لمصدر عسكرى. وتأتى هذه الهجمات فيما وصل اليمن إلى مأزق سياسى كامل بعدما قبل الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، مساء أمس الأول، اعتذار رئيس الوزراء المعين أحمد عوض بن مبارك، عن تشكيل الحكومة بضغط من المتمردين الشيعة، وفقاً لوكالة أنباء «سبأ» الرسمية. وأرسل «بن مبارك»، الذى كلفه الرئيس اليمنى الثلاثاء الماضى بتشكيل الحكومة، رسالة يطلب فيها إعفاءه من تشكيل الحكومة الجديدة وتولى مسئولية رئاسة الوزراء «حرصاً على وحدة الصف الوطنى وحرصاً على تجنيب الوطن أية انقسامات أو خلافات». من جانبها، اتجهت حشود من جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، عقب الانفجار، إلى ميدان «السبعين» بصنعاء بالقرب من مقر الرئاسة.