حرمان أهالى «العياط» من مياه الشرب، وسير نساء المدينة الجيزاوية لمسافات طويلة لملء جراكن تساعدهن على الإيفاء بمتطلبات منازلهن، دفع فريق «إعمار» التابع لجامعة حلوان، إلى المساهمة فى حل هذه الأزمة عن طريق توصيل مواسير المياه إلى عدة قرى بدأوها بقرية «أبوالنور». «درسنا المشكلة، وعرفنا قد إيه الناس دى بتعانى من أزمة عدم توافر مياه الشرب، فقررنا توصيل المياه لأكبر عدد من البيوت»، قالها محمد عبدالفتاح، طالب بكلية حاسبات ومعلومات جامعة حلوان، وأحد أعضاء فريق «إعمار» مؤكداً أنهم أطلقوا اسم «شريان الحياة» على مهمتهم فى «العياط» لأن توفر المياه أبسط حقوق الحياة بالنسبة لهم. «إحنا بدأنا بعزبة أبوالنور، لكننا مكملين فى مناطق تانية، لأن المشكلة فى العياط كبيرة، لكن قلنا نركز فى منطقة واحدة، وبدل ما نعمل ماسورة هنا وهناك ونشتت نفسنا، قلنا نحل المشكلة كلها فى مكان واحد»، قالها «عبدالفتاح»، مؤكداً أنه بعد انتهائهم من العمل بأبوالنور، سيواصلون العمل فى مناطق أخرى. يسير الشباب فى جميع الإجراءات المطلوبة لتركيب المواسير، يتقدمون لشركة المياه بأسماء المواطنين أصحاب المنازل، وبعد الحصول على الموافقة، يقومون بجمع تكاليف شراء المواسير، يدفعون رسوم التركيب للشركة: «إحنا ساعات بنركب المواسير لو صغيرة، لكن المواسير الرئيسية والكبيرة، بتحتاج تدخل مهندسين من شركة المياه، وبنتعاون مع بعض، ومع أهالى المنطقة»، يقولها أعضاء الحملة، مؤكدين أنهم يتلقون تبرعات عديدة من أجل إيصال المياه. الفرحة العارمة التى يراها الشباب على وجوه الأهالى بعد وصول المياه تشجعهم على الاستمرار فى العمل: «السعادة على وجوه الناس بوصول المياه، بتخلينا نعمل أى حاجة عشانهم»، يقولها أعضاء الفريق المشارك فى توصيل المياه، مؤكدين عزمهم على إيصالها فى مناطق أخرى مختلفة فى الفترة المقبلة.