وجه الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، شكره إلى الرئيس أويانتا هومالا رئيس جمهورية البيرو، على مبادرتها باستضافة الملتقى الثالث لمؤتمر رجال الأعمال العرب ودول أمريكا الجنوبية الذي يتواكب مع انعقاد القمة الثالثة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي انطلقت بالبرازيل عام 2005. وأكد العربي أن هناك تراثا مشتركا أرست دعائمه جاليات عربية اختارت أمريكا الجنوبية أوطانا لها، وأصبحت جزءا من نسيجها الاجتماعي تشكل نموذجا فذا لتمازج الثقافات ولإثراء الحضارة الإنسانية. وقال العربي خلال كلمته الافتتاحية: «نحن في جامعة الدول العربية، نفخر بهذه الرابطة التي تربطنا بكم، بقدر ما نشعر بالارتياح العميق لهذه الدعوة التي تشكل في ذاتها إسهاما في رسم العلاقات الاقتصادية الدولية الجديدة التي يجدر أن تأخذ في الاعتبار مصالح دول العالم النامي التي تتجمع دعما لمصالحها وتأكيدا لإرادتها بأن تكون مشاركة وقوة مؤثرة في تشكيل النظام الدولي الاقتصادي الجديد». ولفت العربي إلى أن هذا الملتقى لرجال الأعمال وسط تحديات اقتصادية عالمية، تتمثل في الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، أزمة الغذاء العالمي وأزمة الطاقة والتغير المناخي وتداعياته الخطيرة على عالمنا، مشددا علي ان اجتياز تلك الأزمات يستدعي تكاتفا وتنسيقا للجهود في الإقليمين وتوافقا، في الرؤى والأفكار لاحتواء تداعياتها السلبية، وللخروج من هذه الأزمات في أسرع وقت وبأقل الخسائر. ونوه العربي إلى أن جدول أعمال هذا الملتقى يحفل بالعديد من الموضوعات الهامة حول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية: لعل أهمها تعزيز الروابط البحرية والجوية بين الإقليمين من خلال زيادة التواصل لتقصير المسافات والبعد الجغرافي بين الإقليمين، وموضوع الأمن الغذائي والمفاتيح الأساسية لتجارة السلع الغذائية، ومستقبل الطاقة في العالم، بالتركيز على الطاقة المتجددة، كما يمكن هذا المؤتمر رجال الأعمال العرب و نظرائهم في أمريكا الجنوبية من تبادل التجارب والخبرات وكذلك عقد الصفقات التجارية واستكشاف فرص الاستثمارات في الإقليمين وأكد العربي انه منذ انعقاد القمة الأولى بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في " برازيليا" عام 2005، شهد التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري تقدماً كبيراً، وفى هذا الصدد علينا النظر إلى أرقام محددة في إطار العلاقات العربية الأمريكية الجنوبية تبعث حقاً على التفاؤل وإذ أن حجم التبادل التجاري بين الإقليمين قد شهد زيادة كبيرة خلال الأعوام القليلة السابقة، سنجد أن حجم التبادل التجاري بلغ أكثر من 30 مليار دولار وأثر ايجابيا على حجم الاستثمارات المتبادلة بين الإقليمين، وكذلك قامت خطوط جوية عربية بافتتاح خطوط طيران مباشرة. الأمر الذي يتطلب أن نعمل على أزاله كافه المعوقات التي تحول دون انتقال الأشخاص من دول الإقليمين وخاصة ما يتعلق بتسهيل منح التأشيرات لتشجيع حركه الاستثمار والسياحة وتنشيط التجارة. واختتم العربي كلمته قائلا إن التعاون القائم بيننا منذ قمتي برازيليا والدوحة أظهر مدى أهمية التنسيق والتعاون القائم فيما بيننا لتحقيق مصالح شعوبنا وتنمية مجتمعاتنا في إرساء مفاهيم جديدة للتعاون الدولي القائم على أسس التكافؤ والتنافسية ومواجهة التحديات المتعددة الأوجه على المستوى الدولي.