كارثة إنسانية وطبيعية تشهدها الجزائر، منذ مساء الاثنين، حيث اندلعت الحرائق بأعالي منطقة القبائل في غابات مدينة تيزي وزو بشرق العاصمة، ولقى 42 شخصًا مصرعهم بينهم 25 عسكريًا، في الحرائق التي امتدت إلى مناطق متفرقة شمال البلاد وشرق العاصمة، بحسب تصريح رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن بالأمس. بدأت الكارثة مساء الاثنين، حينما اندلعت حرائق هائلة في منطقة القبائل بمدينة تيزي وزو والتي تقع ببعد 100 كيلو شرق العاصمة الجزائر، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل حسب عناصر الإطفاء وسلطات الغابات المحلية، كما تسببت في احتراق عدة مبان ومنازل بالعديد من القرى، ما جعل سكانها يفرون تاركين كل شيء وراءهم، بحسب «فرانس 24». وصرح وزير الداخلية كمال بلجود الذي ذهب برفقة وفد وزاري حينها إلى تيزي وزو، والتي تعد واحدة من أكثر المدن تعدادًا للسكان في منطقة القبائل: «نعلن بأسف مقتل سبعة أشخاص ستة في منطقة تيزي وزو وواحدة في سطيف» في الشمال، فيما أعلنت الإذاعة الجزائرية العامة أمس الثلاثاء، ضبط ثلاثة من «مشعلي حرائق» في مدينة المدية (شمال) حيث اندلع حريق أيضًا. وبدوره، قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الثلاثاء، إن 25 عسكريًا لقوا مصرعهم خلال مكافحتهم حرائق الغابات ليرتفع عدد الضحايا الإجمالي إلى 42 قتيلًا، وكانت السلطات أعلنت أنها تشك في أن هذه الحرائق وراءها دوافع إجرامية. وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أمس الثلاثاء من خلال صفحتها على «فيس بوك»: «نتيجة الحرائق (الإجرامية) التي اندلعت بالناحية العسكرية الأولى، خاصة بولاية تيزي وزو، وبالناحية العسكرية الخامسة، لا سيما بولاية بجاية، سجلت وزارة الدفاع الوطني، بكل أسف، وفاة 18 عسكريا»، كما أشارت الوزارة إلى «إصابة 13 عسكريًا آخرين بحروق متفاوتة الخطورة»، لافتة إلى أن تدخلهم أتاح «إنقاذ 110 مواطنين بين نساء ورجال وأطفال من ألسنة النيران». وقال رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، للتليفزيون الحكومي، إن الحكومة طلبت المساعدة من المجتمع الدولي وتخوض محادثات مع شركاء لاستئجار طائرات لإطفاء الحرائق، وذلك حسبما نقل موقع «روسيا اليوم» عن «رويترز». وكانت الحماية المدنية الجزائرية سجلت، منذ الإثنين الماضي، اندلاع 103 حرائق في 17 ولاية بينها 19 حريقًا في ولايات وسط البلاد، فيما اضطرت السلطات إلى إجلاء العديد من العائلات من ولاية تيزي وزو بعدما اقتربت الحرائق إلى المناطق السكنية، التي أضرت بقطاع الطاقة في وتسببت في حرمان 13 منطقة من الكهرباء. ودفعت ولايات أخرى بالدعم والمساعدات الغذائية لولاية تيزي وزو، كما دفع الجيش الشعبي بقوات للمساعدة بإجلاء المواطنين وإخماد الحرائق.
