«الصحة الإنجابية».. مستقبل مصر لبناء أجيال قوية

تعد «الصحة الإنجابية» مستقبل مصر الواعد لبناء أجيال قوية خالية من الأمراض الوراثية، وهو ما يساعد فى تحسين الخصائص السكانية وتقليل التقزم والأنيميا والسمنة والكساح بين المواليد الجدد، لذا أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال افتتاحه شركة سايلو فودز، مبادرة لتحسين الصحة الإنجابية للأم والطفل، والكشف عن الأمراض التى تُنقل من الأم للطفل أثناء الحمل، وليكون هذا الأمر جزءاً من متابعة الحمل والكشف عن أمراض الإيدز والزهرى وفيروس B لخلق جيل جديد دون أمراض معدية.
الكثير من السيدات يعانين بسبب مشاكل الإنجاب، ومنهن «ضحى»، التى عانت لسنوات من نقص الكالسيوم، ما تسبب فى فقدان أسنانها، وهو ما انتقل إلى جنينها وأصيب بنقص فى الكالسيوم خلال فترة الحمل.
«ضحى»: أسنانى وقعت بسبب نقص الكالسيوم وأنجبت طفلاً ضعيفاً.. و«حسن»: المبادرة خطوة مهمة
وقالت «ضحى»، البالغة من العمر 32 عاماً، ومقيمة بقرية نوى بشبين القناطر بالقليوبية: «تزوجت منذ فترة، وفى مرحلة ما قبل الإنجاب الأول لى لم يكن هناك أى اهتمام منى بالكشف سواء قبل ظهور الحمل أو بعده، وخلال الشهر الخامس ظهرت أعراض نقص الكالسيوم التى كنت أعانى منها قبل الحمل دون علمى، وبدأت تظهر المضاعفات الشديدة بسبب نقصه فى الجسم وأعراض أخرى منها القىء وآلام العضلات، وبدأت أسنانى تتأثر بنقص الكالسيوم، وفقدتها مع مرور الوقت، والآن أنا فى حاجة إلى زراعة أسنان ولا أمتلك تكلفتها، أما الجنين فيعانى من نقص الكالسيوم ويتلقى العلاج». وأضافت: «الأمر تسبب فى إصابتى بحالة نفسية سيئة، ولم أكن أعلم أن الجنين يحتاج إلى فيتامينات وكالسيوم، وما يحتاجه ويتغذى عليه يحصل عليه منى وهو فى بطنى، وندمت على عدم خضوعى للكشف ومعرفة ما إن كنت أعانى من نقص الكالسيوم قبل الإنجاب أم لا، وهو ما اتضح بعد ذلك».
وواصلت: «فقدت عدداً كبيراً من أسنانى خلال فترة الحمل وبعد الولادة، وأعانى حالياً من آلام شديدة فى العصب، خاصة مع تناول السكريات، ولجأت لأحد المستشفيات الجامعية لزراعة أسنان، وزوجى لا يستطيع توفير مبلغ زراعة الأسنان، فهى مكلفة للغاية».
من جانبها، قالت الدكتورة نادية قنديل، استشارى أمراض النساء والتوليد: «يعتبر الكشف الطبى لمعرفة التاريخ المرضى للزوجة أو الزوج مهماً للغاية سواء قبل إنجاب الطفل الأول أو فى المرات الأخرى الخاصة بالإنجاب؛ لأن لديها تأثيراً سلبياً على الجنين وعلى الأم، وبخصوص السيدة التى تعانى من فقدان أسنانها بسبب نقص الكالسيوم فهى مثال على ذلك لأنها لم تخضع للتحاليل والأشعة اللازمة قبل الحمل، وهناك حالات مرضية مثل نقص الكالسيوم تكون عرضة للأمراض والمضاعفات المرضية التى قد تصل إلى مرض الكساح أو ظهور الرأس أكبر من الجسم وغيرهما من الأعراض كالتأخر فى النمو وضعف الأسنان وتأخر ظهورها على الطفل».
وثمّن الدكتور عمرو حسن، مقرر المجلس القومى للسكان السابق، وأستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بقصر العينى، المبادرة، بالقول: «خطوة مهمة جداً، ودايماً بنقول إننا فى حرب وعى وتغيير المفاهيم المغلوطة ولازم نرفع وعى الستات والبنات وإمتى تتجوز وإيه الفحوصات المطلوبة منها، ولو اتجوزت طيب الطفل الأولانى هنجيبه إمتى». وأضاف «حسن» أن الرئيس يغير مفاهيم قديمة مغلوطة كان الكل يرددها بكل وعى، ومنها «العيل بييجى برزقه»، متابعاً: «دى مسئولية وهتتحاسبى عليها يوم القيامة لازم تشوفى أمراضه، الرئيس بيغير الرؤية المصرية تماماً، لما قال دى روح هنتسئل عنها، الرئيس اتكلم عن البناء لو بنيتى طفل ضعيف هيفضل ضعيف، ولو بنيتى طفل قوى واستثمرتى فى صحته هيطلع قوى، ده مستقبل مصر، والرئيس بيشكله».