تتوجه إليه أنظار الفلاحين صباح كل يوم، ينتظرون منه توفير مطالبهم التى لا تزيد على توفير مياه الرى فى الترع، والأسمدة والمبيدات فى الجمعيات الزراعية، وإسقاط بعض ديونهم لدى بنك التنمية والائتمان الزراعى وزيادة أسعار توريد القمح والأرز والقطن، يستقبلون تصريحاته فى النشرات الإخبارية بشىء من الفتور والانتظار، يتمنون تحقيق وعوده التى اعتادوا على سماعها كل عام من أسلافه. إنه الدكتور عادل البلتاجى، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، الذى تسببت إسهاماته العلمية والتطبيقية فى اختياره وزيراً للزراعة فى حكومة المهندس إبراهيم محلب، يعول عليه الكثيرون من الفلاحين والمتابعين لتنمية القطاع الزراعى ومعالجة مشكلات الفلاحين المتراكمة فى العقود الماضية، يحاول الابتعاد عن الإعلام والصحافة للعمل فى هدوء، يرى أن العمل فى صمت أفضل من التصريحات المتكررة، لدية رؤية استراتيجية للزراعة المصرية حتى عام 2030 من خلال دراسة قام بإعدادها عندما كان رئيساً لمجلس إدارة البحوث والتنمية عام 2008. خلال حفل عيد الفلاح الذى حضره الرئيس عبدالفتاح السيسى طمأن «البلتاجى» الفلاحين الغلابة، وقال إن أسعار توريد محصول القمح المنتج محلياً لن تقل عن العام الماضى، وهى 420 جنيهاً للأردب تشجيعاً للمزارعين، مشيراً إلى أن أسعار توريد القمح فى الموسم الجديد أعلى من السعر العالمى، وأن نسبة الاكتفاء الذاتى من القمح تصل حالياً إلى 55% وستصل إلى 75% عام 2018، مشيراً إلى قيامه حالياً بتطوير البحوث الزراعية لزيادة إنتاجية البرسيم بنسبة تصل إلى 40% مع تقليص مساحاته لصالح القمح، بجانب عمل الوزارة على مشروع قانون تطوير الرى الحقلى لترشيد استهلاك المياه لتوفير 10 مليارات متر مكعب. يواجه «البلتاجى»، المولود فى محافظة الغربية عام 1944، عدة مشكلات فى المديريات الزراعية التابعة له فى المحافظات، حيث تعانى من بطء فى العمل وتحتاج إلى السيطرة والرقابة على الأسمدة ومستلزمات الإنتاج، وكذلك تراخى بعض القطاعات فى أداء دورها، وتمركز المسئولين فى مكاتبهم وعدم تنفيذ سياسة رئيس الوزراء بالنزول لمواقع العمل والمرور على الحقول والمنشآت الزراعية والاستماع إلى شكاوى الفلاحين، وعدم وجود أسلوب علمى حديث فى الزراعة وتسويق المنتجات الزراعية، مثل القطن والذرة، وكذلك محدودية الأراضى وندرة المياه، التى تعد أيضاً من أبرز التحديات التى تواجه وزير الزراعة، وهى تركة ثقيلة تراكمت على مدار العقود الثلاثة الماضية، ولم تحل حتى اليوم بالأسلوب الأمثل وهو ما تسبب بدوره فى إحراج الوزير أثناء إلقاء كلمته فى عيد الفلاح فى حضور رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء عندما قاطعه أعضاء نقابات الفلاحين والاتحاد التعاونى الزراعى. رغم كل المشكلات التى يواجهها الوزير السبعينى، فإنه يصر دائماً فى تصريحاته على أنه سيعمل على تحقيق أهدافه وتطلعاته لتنمية الزراعة.