سائق «توك توك» يرد 25 ألف جنيه: «فلوس عملية ومقبلش الحرام»

في طريقه من إحدى قرى دسوق على طريق «كفر الشيخ - دسوق»، فوجئ بحقيبة نسائية مُلقاة على جانبي الطريق، ليوقف ال« توك توك» الخاص به ويفتح الحقيبة ليجد بها مبلغا كبيرا من المال، وهاتفا محمولا، بعدما انتهى من توصيل «زبون» بواسطة التوك توك.
توقف أسامة شاهين، سائق توك توك، أملا في أن تعود صاحبة «الشنطة»، لكنها لم تعد، فحاول فتح هاتفها المحمول ليتصل بآخر رقم أجرت صاحبة الحقيبة به اتصالا لكن محاولاته باءت بالفشل، ليظل منتظرا لأكثر من ساعة دون جدوى، ليقرر استئناف عمله مرة أخرى، على أمل ان يلتقي بصاحبة اللحقيبة ليردها إليها.
«كنت بوصل زبون، وأنا راجع في طريقي لمحت شنطة حريمي نزلت وفتحتها لقيت فيها مبلغ كبير وتليفون محمول، وقفت وحاولت انتظر أكتر من ساعة على أمل أنها تكون عارفة مكان الشنطة فترجع، وبعدين حاولت افتح التليفون مقفول بباسورد، مشيت ولقيت تليفون بيرن عليا وصوت ست مخنوق وبتبكي وتقولي أرجوك دي فلوس عملية قولتلها أنتي فين وأجيلك لحد بيتك»، هكذا يلخص أسامة شاهين، 24 عاما، سائق توك توك، ومقيم بقرية البياض التابعة لمركز دسوق في كفر الشيخ، قصة رده 25 ألف جنيه وهاتفا محمولا لسيدة.
انتظر سائق التوك توك الأمين أكثر من ساعة على الطريق، آملا في أن تجد السيدة ضالتها وأن تتصل بهاتفها ليرد لها المبلغ: «عطلت شغلي وفضلت واقف أكتر من ساعة، ولما ملفتش أي حد مشيت لكن الست اتصلت بيا واتقابلنا عند مفارق قرية العجوزين، وخدت الفلوس وحاولت تديني 2000 جنيه لكني رفضت، ففرحت مؤكدة أن الفلوس كانت ستذهب لعملية جراحية ستجريها والدتها».
دعوات كثيرة تلقاها السائق الأمين من السيدة بعد رد مبلغ مالي كبير، هي الرصيد الذي تبقى له رغم عطلته لأكثر من ساعة: « أبويا رباني على الأمانة، ومش علشان سواق توك توك يبقى أخد فلوس مش بتاعتي، مقبلش الحرام، وكفاية دعوات الست والحمد لله أن المبلغ وقع في أيدي، مش حد تاني، معروف عن بعض سائقي التوك توك أنهم مش كويسين، لكن النظرية دي غلط، كل مهنة فيها الحلو والوحش، وأنا برغم ظروفي الصعبة لكن لا يمكن أمد أيدي على حاجة غيري»، يقولها السائق.
ساعات قليلة وفوجئ السائق بنشر صورته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «فوجئت الست نشرت صورة طلبت التقاطها لي وقالت كلام حلو عني وأني رفضت أخد مكافاة، ودا شغلي ولو حد تاني أمين أكيد كان هيتصرف نفس التصرف، الأمانة سبب ستر ربنا لينا».