محافظ القاهرة يهنئ السيسي بذكرى عيد تحرير سيناء    جامعة المنصورة تستقبل وفدا من مركز القياس والتقويم بوزارة التعليم العالي    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    تراجع جديد لسعر الذهب اليوم الثلاثاء بمنتصف التعاملات    وزير النقل يتابع التشغيل التجريبي لمحطات الخط الثالث بالمترو    الرقابة المالية تصدر قرارًا بشأن إعادة تقييم الأصول الثابتة للشركات المقيدة    تنظيم الاتصالات يقر مواعيد العمل الصيفية لشركات المحمول    مجلس الوزراء: الأحد والإثنين 5 و6 مايو إجازة رسمية بمناسبة عيدي العمال وشم النسيم    محافظ أسيوط يفتتح مركز معلومات شبكات المرافق والبنية التحتية    بروتوكول تعاون بين جهاز شئون البيئة ومؤسسة حارتنا المصرية للتنمية المستدامة    قطر تؤكد التزامها بجهود الوساطة في أزمة غزة    انتهاك صريح للقانون الدولي والقيم الإنسانية.. "عربية النواب" تنتقد المجازر الإسرائيلية في غزة    ريال مدريد يقترب من حسم صفقة نجم مانشستر سيتي    اتحاد الكرة يستدعى لاعب المصرى 2003 ومسئولى إنبى للتحقيق فى شكوى التزوير    جيسوس يعيد بونو ويستبعد كوليبالي من مواجهة العين في نصف نهائي أبطال آسيا    محافظ شمال سيناء يعلن بدء طرح مشروع إسكان مدينة رفح الجديدة    مفاجآت في تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا    آخر تطورات الحالة الصحية ل الشناوي، وتفاصيل وعد حسام حسن لحارس الأهلي    جنايات المنصورة تنتدب محاميا للمتهمة بقتل طفلة الستاموني    انتشال جثة شاب طافية بنهر النيل في أسيوط    11 معلومة مهمة من التعليم للطلاب بشأن اختبار "TOFAS".. اعرف التفاصيل    مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع بمساكن عثمان في أكتوبر    تأجيل نظر 3 قضايا قتل والبراءة لآخر بمركز بني مزار في المنيا    مي عمر تكشف عن مفاجأة في رمضان 2025 (تفاصيل)    فيلم يقفز بإيراداته إلى 51.3 مليون جنيه في 13 يوم.. تعرف على أبطاله وقصته    هل يستمر عصام زكريا رئيسًا لمهرجان الإسماعيلية بعد توليه منصبه الجديد؟    وفاة السيناريست تامر عبدالحميد بعد صراع مع مرض السرطان    احذر- الإفراط في تناول الفيتامينات يهددك بهذه الحالات المرضية    رئيس جامعة عين شمس والسفير الفرنسي بالقاهرة يبحثان سبل التعاون    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    ناتاليا: درسنا أبيدجان جيدًا وهدفنا وضع الأهلي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    رفع 40 سيارة ودراجة نارية متهالكة بمختلف المحافظات    "ضربها بمزهرية".. تفاصيل مقتل مسنة على يد سباك بالحدائق    غرق شاب في ترعة أخميم بسوهاج    عبدالرحمن مجدي: مباراة الاتحاد بداية تحقيق طموحات جماهير الإسماعيلي    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    متحدث وزارة العمل: تعيين 14 ألف شخص من ذوي الهمم منذ بداية 2023    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    البرلمان يحيل 23 تقريرا من لجنة الاقتراحات والشكاوى للحكومة لتنفيذ توصياتها    وزير الصحة: التوسع في الشراكة مع القطاع الخاص يضمن خلق منظومة صحية قوية    تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من ارتفاع درجات الحرارة ونصائح الوقاية في ظل الأجواء الحارة    إطلاق قافلة طبية مجانية في قرى مرسى مطروح.. اعرف الأماكن والتخصصات    بمناسبة اقتراب شم النسيم.. أسعار الرنجة والفسيخ اليوم الثلاثاء 23/4/2024    رئيس الأركان الإيراني: ندرس كل الاحتمالات والسيناريوهات على المستوى العملياتي    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    شعبة الأدوية: انفراجة في توفير كل أنواع ألبان الأطفال خلال أسبوع    نيللي كريم تثير فضول متابعيها حول مسلسل «ب100 وش»: «العصابة رجعت»    طلاب الجامعة الأمريكية يطالبون الإدارة بوقف التعاون مع شركات داعمة لإسرائيل    الرئيس البولندي: منفتحون على نشر أسلحة نووية على أراضينا    الدفاعات الأوكرانية: دمرنا جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها موسكو خلال الليل    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 23-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بدرية طلبة تحتفل بحنة ابنتها سلمى على الطريقة الهندية    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«دامس».. الوجه الآخر ل«داعش» فى المغرب العربى
نشر في الوطن يوم 13 - 09 - 2014

«دامس» اسم التنظيم الجديد المتوقع إعلانه قريباً، الذى يمثل امتداداً لتنظيم «داعش» فى المغرب العربى.
نواة التنظيم الجديد عشرة آلاف مقاتل عادوا من الساحة السورية، علاوة على التنظيمات المتطرفة وكوادرها فى بلدان المغرب العربى.
خطة الإعلان عن التنظيم تبدأ بعملية إرهابية كبرى عبر ثمانى طائرات ليبية تمت سرقتها شبيهة بأحداث 11 سبتمبر فى نيويورك.
وضع تنظيم «داعش» استراتيجية للسيطرة بالتمدد من العراق شرقاً وحتى نيجيريا وبلدان المغرب العربى غرباً.
وكان طبيعياً، والحال كذلك، أن يسعى التنظيم، منذ فرض سيطرته على الموصل والعديد من المناطق العراقية والسورية الأخرى، أن يحكم سيطرته الكاملة على هذه المناطق، وأن يسرع الخطى لفرض إرادته، وأن يستخدم كل آليات العنف لإخضاع سكان هذه المناطق لجبروته، وأن يقيم ما يسمى بالمحاكم (الشرعية) لإصدار الأحكام الجائرة، والفتاوى البعيدة عن صحيح الدين، وأن يستولى على مصادر النفط والثروة والمياه للتحكم فى مصير الملايين من البشر.
وفى غضون أشهر قليلة استطاع تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية «داعش» أن يمتد إلى منطقة «عرسال» السنية فى لبنان، وأن يسعى إلى تحقيق انتصارات سريعة، بعد أن وصل بحدود ما يسميه ب«الدولة» إلى مناطق قريبة من حلب، كما أنه استطاع إسقاط محافظة «الرقة» السورية كاملة بعد أن انتصر على قوات الجيش السورى، واستولى على القاعدة الرئيسية له فى «الرقة»، وأسر نحو 250 ضابطاً وجندياً وجردهم من ملابسهم، ثم قامت ميليشياته بإعدامهم إعداماً جماعياً.
ولقد مثلت هذه الأحداث والانتصارات ردود فعل إيجابية لدى قيادة التنظيم وقواعده وشجعتها على الإسراع بتحقيق المزيد من طموحاتها لمد هذا المشروع إلى حدود تتجاوز المشرق العربى.
وكان من بين العوامل التى شجعت «داعش» على السعى لمد مشروعها إلى المغرب العربى هو توافر البيئة الحاضنة لهذا المشروع فى كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
وتشير جهات الرصد داخل تنظيم «القاعدة» إلى أن عدد من شاركوا فى الحرب الأفغانية ضد السوفيت فى ثمانينات القرن الماضى وصل إلى نحو 50 ألف مقاتل مغاربى، كانت نسبتهم على الوجه التالى: 17٪ ليبيون، 20٪ جزائريون، 2٪ مغاربة، 1٪ تونسيون، 3٪ موريتانيون، وذلك من حجم عدد «المجاهدين» الذين شاركوا فى هذه الحرب.
وخلال فترة الاحتلال الأمريكى للعراق، كان «المجاهدون» المغاربة حاضرين، وارتبطوا بعلاقات وثيقة مع أبومصعب الزرقاوى، ومن بعده أبوعمر البغدادى، ثم تعمقت هذه العلاقة فى عام 2010 مع تولى أبوبكر البغدادى لمهام تنظيم ما يسمى ب«الدولة الإسلامية فى العراق».
وبعد الحرب على سوريا، انضم الكثير من العناصر المرتبطة بتنظيمات إرهابية فى المغرب العربى إلى «جبهة النصرة لبلاد الشام» التى ترأسها محمد الجولانى، الذى أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة.
وبعد الخلافات والانشقاقات التى جرت بين الجولانى وأبوبكر البغدادى على خلفية إعلان أبوبكر البغدادى قيام «الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام (داعش)» لتضم جبهة النصرة دون التشاور مع قياداتها، وإعلان «الجولانى» رفضه الانضواء تحت راية التنظيم الجديد، أصبح «المجاهدون» المغاربة فى حيرة من أمرهم.
لقد فضل بعضهم الاستمرار فى القتال إلى جانب «جبهة النصرة لبلاد الشام»، والقطاع الأكبر منهم أعلن مبايعته للدولة الإسلامية «داعش» ولقائدها أبوبكر البغدادى، الذى أعلن نفسه خليفة للمسلمين فى يونيو 2014.
وفى فترة لاحقة استطاع أكثر من عشرة آلاف من المقاتلين على الساحتين العراقية والسورية العودة إلى بلادهم مجدداً، للعمل على نشر الفكر وتمدد التنظيم فى بلاد المغرب العربى.
لقد عادوا وقد امتلكوا خبرات كبيرة فى القتال واستخدام الأسلحة المتقدمة، سعوا إلى توظيفها فى بناء تنظيمات تمثل امتداداً ل«داعش» فى بلاد المغرب العربى وتحديداً فى ليبيا وتونس كبداية.
كانت أهم الحركات الحاضنة لهذا الفكر فى هذه الفترة هى:
- حركة أنصار الشريعة الإسلامية فى ليبيا.
- حركة أنصار الشريعة الإسلامية فى تونس.
- حركة أنصار الشريعة الإسلامية فى درنة.
- كتيبة راف الله السحاتى فى ليبيا.
- كتيبة شهداء 17 فبراير فى ليبيا.
- جماعة تحكيم الدين فى ليبيا.
- جماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا.
- حركة النهضة فى تونس.
لقد أدرك العائدون من مسرح القتال فى سوريا أن المال عامل مهم فى مساعدة التنظيم على الانتشار والتسلح بأحدث الأسلحة وفرض السيطرة وشراء النفوذ، وكما هو الحال فى سوريا والعراق، فقد استطاعت الحركة الأصولية الإرهابية، فى ليبيا على وجه التحديد، الاستيلاء على الكثير من منابع النفط والأموال البنكية الحكومية فى العديد من المدن الليبية. لقد كان من عوامل نجاح «داعش» فى تحقيق انتصاراتها السريعة هو نجاحها فى الاستيلاء على العديد من الحقول النفطية فى سوريا والعراق وتسويق النفط بأسعار متدنية وبطرق غير مشروعة، حتى بلغت جملة ما حصل عليه التنظيم من وراء عمليات البيع نحو 5 مليارات دولار، واستطاع من خلالها شراء الأسلحة المتقدمة ورشوة الكثير من قادة الجيش العراقى وفرض نفوذه وسيطرته على العديد من المدن فى سوريا والعراق.
كانت الخطة فى ليبيا تقضى باستيلاء «التنظيمات الإرهابية» على العديد من الحقول النفطية وموانئ الشحن، وأيضاً أنابيب نقل النفط، ولذلك ركزت هذه التنظيمات فى البداية على مناطق يوجد فيها النفط وأنابيب نقله، وتحديداً فى «رأس لانوف وسدرا وبنغازى والبريقا».
وأمام التمدد الذى شهدته هذه الحركات وفرض نفوذها وقوتها بدأ أمير جماعة أنصار الشريعة التونسية، سيف الله بن حسن، الملقب ب«أبوعياض»، فى الإشراف على سلسلة من الاجتماعات مع قيادات «داعش» فى تونس وليبيا العائدين من سوريا، بحضور قيادات من تنظيم أنصار الشريعة فى ليبيا لتأسيس تنظيم جديد يمثل امتداداً ل«داعش» فى المغرب العربى أطلق عليه تنظيم «دامس» (دولة المغرب الإسلامية).
وقد أعقب هذه الاجتماعات عقد اجتماع على جانب كبير من الأهمية فى منطقة «درنة» الليبية بحضور قادة حركتى أنصار الشريعة فى تونس وليبيا فى أواخر شهر يونيو 2014، وقد حضره أيضاً صلاح الدين الشيشانى، نائب أبوبكر البغدادى، زعيم تنظيم «داعش»، قبل أن يعلن نفسه أميراً للمؤمنين.
وفى هذا الاجتماع المهم تم اعتماد هذه الحركات الأصولية المتطرفة لتكون نواة للتنظيم الجديد الذى كان يجرى الإعداد له فى هذا الوقت.
كانت الخطة التى جرى اعتمادها فى هذا الاجتماع، هى الرؤية التى طرحها «أبوعياض»، زعيم تنظيم أنصار الشريعة فى تونس، التى تقضى بضرورة توسيع دائرة الانتشار للتنظيم لتمتد من «درنة وبنغازى» فى الشرق الليبى إلى العاصمة الليبية «طرابلس» بهدف السيطرة عليها وعلى موانيها الجوية والبحرية وطرد المؤسسات الحكومية منها، واستبدالها بعد ذلك بمدينة «مصراتة» كعاصمة بديلة.
وبالفعل ربما كان ذلك واحداً من أهم الأسباب التى دفعت ما يسمى بكتائب (فجر ليبيا)، التى تنتمى جغرافياً لمصراتة، للزحف إلى طرابلس والاستيلاء عليها وعلى المطار بعد أن استطاعت هزيمة ميليشيات «الزنتان» التى كانت مسيطرة على هذه المناطق.
وقد جرى الاتفاق فى هذا الاجتماع أيضاً على أن يتولى تنظيم «دامس» إدارة العمليات ضد مصر ودول المغرب العربى والدول الإسلامية فى جنوبها انطلاقاً من الأراضى والقواعد الليبية باعتبارها البيئة الحاضنة لعناصر التنظيم القادمة من العراق وبلاد الشام.
واعتمد التنظيم خطة التحرك فى هذه البلدان، وكذلك الحال فى دول الجوار الإسلامى، وتحديداً «مالى والنيجر وتشاد وموريتانيا ونيجيريا».
واتفق قادة التنظيم الجديد على اتخاذ تونس نقطة عبور إلى الجزائر، خاصة أن تنظيم القاعدة فى الجزائر أصبحت له كوادره المنتشرة فى عدة مناطق جزائرية، واستطاع أن يجمع ثروة قدرت بنحو 300 مليون دولار من جراء الفدية التى كان يحصل عليها من وراء عمليات الخطف التى كانت تتم ضد الجزائريين والأجانب.
ويعتقد الضابط السابق فى الجيش الجزائرى، أنور مالك، أن التأخر فى الإعلان عن ميلاد تنظيم «دامس» فى المغرب العربى حتى هذا الوقت يعود لأسباب تنظيمية وتكتيكية، حيث إن الجماعات الإرهابية تريد أن يكون لما ستعلنه «الصبغة المغربية»، وقال فى حديث لصحيفة «الصباح الأسبوعى» التونسية فى 18 أغسطس 2014: «إن المشكلة القائمة تتعلق بالمنطقة، فتنظيم الدولة يختلف عن تنظيم القاعدة، إذ يحتاج إلى رقعة جغرافية على عكس تنظيم القاعدة الذى يتمركز فى الجبال والأدغال».
وقال «مالك»: إن القاعدة بدأت تلفظ أنفاسها، وحان وقت طى صفحتها الذى بدأ بالإعلان عن مقتل زعيمها أسامة بن لادن، مشيراً إلى أن بعبع الإرهاب الذى خدم القوى الغربية ما زال فى حاجة لوجود تنظيمات أخرى أكثر تشدداً من «القاعدة».
ورأى «مالك» فى هذا الإطار أن سيناريو «داعش» هو الفصل الجديد من هذا «البعبع» الذى يخدم مصالح أمريكا وحلفائها فى ترويض الثورات وإيقاف مد الربيع العربى وإعادة رسم خارطة المنطقة من خلال خريطة جديدة تبدأ بعد مرور قرن على اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916.
وقال فى تصريحاته: «بلا شك توجد جماعات إرهابية تابعة للقاعدة على الحدود بين تونس والجزائر، وهناك مخطط إرهابى استراتيجى لدى القاعدة يتمثل فى توسيع دائرة نشاطها على مستوى المغرب الكبير».
وقال: «لقد كانت حرب ليبيا هدية نزلت عليهم من السماء وأنقذتهم من النهاية المحتومة، وبعدما كانوا بقايا جماعات عادت لهم قوة كبيرة وخطيرة».
وأضاف: «إنه توجد معلومات استخباراتية تفيد بأن هذه التنظيمات بصدد تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية فى المغرب (دامس)، وسيبايعون (البغدادى) كخليفة لهم».
لقد تلقت الحكومة الجزائرية معلومات على جانب كبير من الأهمية أشارت إلى أن ما يجرى فى ليبيا وتونس يمثل تهديداً للأمن الجزائرى، وأن أى تأخر فى التدخل العسكرى فى ليبيا سيترتب عليه سقوط آبار الغاز والنفط فى الجنوب الغربى الليبى فى يد الجماعات السلفية الجهادية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب.
وقالت المعلومات الغربية «الاستخباراتية» التى تلقتها الجزائر من دول غربية عديدة: إن تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب ومعه جماعة «المرابطون»، التى يتزعمها «بلمختار»، تتجه لخلق كيان شبيه بالدولة الإسلامية فى العراق والشام، يضم ليبيا وأجزاء من الصحراء الكبرى ويعتمد على تهريب النفط والغاز من حقول حوض «غدامس» بغرب ليبيا.
أما صحيفة «الشروق» الجزائرية، فقد أوردت فى السياق ذاته معلومات عن مخطط لزعامات إرهابية ليبية مرتبطة بأجندة «داعش» تعمل منذ مدة على زرع موطئ قدم لها فى الجزائر من خلال اتخاذ تونس نقطة عبور، وسحب الزعامة من تنظيم القاعدة. لقد أشارت التقارير الصادرة عن جهات أمنية فى تونس إلى أن تنظيم «داعش» يتجه نحو احتواء العناصر المتشددة الموجودة فى تونس والعائدين من سوريا من خلال دمج أنصار الشريعة وجملة الكتائب المتشددة الأخرى على غرار كتيبة «عقبة بن نافع» لتكوين تنظيم الدولة الإسلامية فى المغرب «دامس».
لقد كانت الجزائر ولا تزال هدفاً لهذه التنظيمات، ليس فقط لأهمية الجزائر كدولة بترولية يمكن توظيف ثروتها لصالح التنظيم، وإنما أيضاً لأن سقوط الجزائر يعنى تنفيذ المخطط وبنجاح فى كافة دول المغرب العربى والدول الأفريقية الإسلامية.
وخلال الزيارة التى قام بها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى إلى الجزائر فى يونيو من العام 2014، سلم «السيسى» إلى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ملفاً أمنياً مهماً يتضمن معلومات حصلت عليها الأجهزة الأمنية المصرية بعد القبض على تنظيم لخلية جزائرية متشددة كانت تنوى القيام بتفجيرات كبرى ضد منشآت سياحية، وأن هذه الخلية مرتبطة بخلايا أخرى فى الجزائر وعلى علاقة بتنظيم أنصار الشريعة فى ليبيا.
وقد اتفق الرئيسان «السيسى» و«بوتفليقة» على أن الخطر القادم من ليبيا من شأنه أن يحدث قلاقل فى كل المنطقة، وأنه يتوجب التنسيق بين الأجهزة المعنية فى كلا البلدين للتوصل إلى رؤية موحدة لمواجهة هذا الخطر.
وإلى جانب هذه المخاوف يبدو أن التحركات نحو تشكيل تنظيم «دامس» فى بلاد المغرب تحقق نتائج ناجحة على صعيد توحيد كافة التنظيمات الإرهابية فى هذه البلدان، وفى مقدمتها تنظيم القاعدة لبلاد المغرب العربى. وقد نشر «عبدالملك درودكال» الملقب ب«أبومصعب عبدالودود»، وهو من أبرز قادة هذا التنظيم، تسجيلاً مصوراً تناقلته وسائل الإعلام أعلن فيه ولاءه لتنظيم «داعش»، موجهاً انتقادات ضمنية لتنظيم القاعدة الأم الذى لم يعلن دعمه الصريح لدولة العراق والشام، كما رفض أيضاً وصف المواليد لهذا التنظيم الجديد بالخوارج.
وأعلن الشيخ أبوعبدالله عثمان العاصمى، قاضى تنظيم «القاعدة» فى منطقة وسط الجزائر، فى تسجيل صوتى، تأييده أيضاً لتنظيم «داعش»، مؤكداً أن عناصر الفرع المغاربى للقاعدة «يريدون وصل حبل الود بينهم وبين (داعش)»، وقال: «أنتم أحب إلينا من الأهل والعشيرة»، وقال: «إننا ما زلنا ننتظر أفرع القاعدة من هنا وهناك أن يبينوا موقعهم ويعلنوا نصرتهم لكم»، فى إشارة واضحة إلى زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى.
ولم تكن صدفة أن تشهد منطقة المغرب العربى العديد من الأحداث الإرهابية خلال الآونة الأخيرة لإحداث نقلة سريعة فى خطة وأداء التنظيم الجديد «دامس»، فالهجوم الذى شنه تنظيم عقبة بن نافع ضد قوات الجيش التونسى فى 17 يوليو 2014 وأسفر عن استشهاد 14 جندياً وجرح عشرين آخرين كان مؤشراً على تصعيد هذا التنظيم والقوى المكونة له هجماته ضد الدولة التونسية وجيشها.
لقد أثار هذا الهجوم ردود فعل متباينة فى تونس، كان أبرزها ما أشار إليه وزير الدفاع التونسى، غازى الجرمنى، الذى قال: «إن الحرب التى تواجهها تونس، هى حرب غير تقليدية، تستخدم فيها أسلحة حديثة ومتطورة». وهذا الهجوم جاء تحديداً متوافقاً مع التهديدات التى أطلقها تنظيم «داعش» فى العراق بفتح أكثر من جبهة خارج ما يسميه بحدود الخلافة التى أعلن عنها فى العراق وسوريا.
ومن المؤكد أن إعلان التنظيم الجديد عن نفسه لن يكون تقليدياً، بل إن المعلومات تشير إلى سرقة ثمانى طائرات من أحد المطارات الليبية، وأن هناك مخاوف من قيام «دامس» بعملية إرهابية على نمط عملية الحادى عشر من سبتمبر فى نيويورك يكون الهدف من ورائها ضرب منشآت أو مواقع مدنية أو عسكرية فى أى من البلاد الأوروبية أو العربية المجاورة كوسيلة للإعلان عن ولادة التنظيم الجديد!!
إذن علينا أن ننتظر فصلاً جديداً من سيناريو المخطط الأمريكى لتفتيت المنطقة وتقسيمها وليكون وسيلة أيضاً للتدخل الأمريكى والغربى العسكرى للإجهاز على ما تبقى من كيانات الدولة الوطنية فى العالم العربى والتى أصبحت قاب قوسين أو أدنى، لتفتح الطريق أمام دويلات طائفية وعرقية جديدة فى إطار فصل جديد فى اتفاق سايكس بيكو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.