تقف أعماله بين الحد الفاصل دائمًا، كتاباته الساخرة والموجعة، والتي كنا نطالعها كل صباح ليبكينا ويضحكنا على أنفسنا، " نص كلمة" كان البوابة الأنيقة التي تعبر بك بسلاسة إلي عالم السخرية، يفند الواقع المرير ويؤكد باستمرار أن شر البلية ما يضحك، نجح في تطويع لغته بحرفية شديدة لتحمل جواز مروره إلى قلوب قراءه، وتباع أعماله كقطع حلوى في السوق، كما وصفتها وكالة "رويترز" عندما وصلت مبيعات كتاب "أي كلام" إلى 90 ألف نسخة خلال عام 1990. أحمد رجب.. كان موهبة نادرة عززتها ثقافة بارزة ومعرفة راسخة بالشعب المصري، عناصر جميعها توفرت بالكاتب الراحل لتجعله أشبه بمؤلف قصص شعبية، يحمل الهموم في صندوق ويطوف به ليحكي حكاية مصر في كل زمان، يطعمها بالفكاهة من قلب الحزن، والأمل على شفاه المتشائمين، ما جعله كاتبًا من الطراز الأول، صدر ل"رجب" عدد من الكتب التي غالبًا ما أخذت شكل مقالات، تعددت موضوعاتها فتحول بها من السخرية إلي العبقرية ونجح في أن يضع يده علي الجرح، دون مغالاة أو ابتذال. 17 صورة هي عدد صور الشخصيات التي تناولها الكاتب الساخر خلال كتابه "صور مقلوبة" لينتقد من خلاله عددًا من الشخصيات التي تعيش داخل المجتمع بشكل خاص، فيعبر من خلاله عن التابوهات الاجتماعية في واقعنا بشكل ساخر، ويؤكد في كتابه: "هذه مجموعة صور مقلوبة لناس يعيشون بيننا، كل صورة منها قد تثير ابتسامتك فى وضعها المقلوب، فلا تحاول أن تعدلها حتى لا تسقط الابتسامة". يختلف الأمر بشكل كبير عندما يتطرق الكاتب إلي الحب والحياة العاطفية من خلال كتاب بعنوان "الحب وسنينه" فيطرح من خلال 16 قصة قصيرة أبرز ملامح العلاقة بين الرجل والمرأة بداية من الخطوبة وصولًا إلي منظومة الزواج وما يتبعها من مشاكل في قوالب متنوعة، لينجح بدهاء في أن ينتزع الضحك منك في حين يكتفي هو بابتسامة رقيقة. امتزجت ريشة الفنان الراحل مصطفى حسين مع قلم أحمد رجب كما هي العادة ولكن هذه المرة في كتاب "هذا هو الحب"، لتعبر عن رسومات حسين مع كلمات رجب عن قصص الحب في المجتمع المصري بشكل هزلي وأقرب إلي الواقع، وإلي قلوب قراءه لحد بعيد. "كلام فارغ"، "نهارك سعيد"، "1/2 كلمة"، "أي كلام"، "الأغاني للأرجباني" وغيرها، عدد ليس كبيرًا من الأعمال تركها الكاتب الساخر، ولكنها ستظل في وجدان محبيه خالدة، كمصر التي طالما عشقها، وترابها الذي تغني به، وكلماته التي هزت وجدان الفاسدين من حوله، والذي ظل خلال نصف قرن أن يعبر عن أجمل الأشياء وأسوأها في "نصف كلمة" بسخرية مصحوبة بنظرة فلسفية عميقة.